عَازفِي الوسِيم

43 7 0
                                    

يوم جديد في هذه الثانوية، لنقل أن ما يجعلني أشعر بالراحة و السعادة هنا هو وجود مينجي و يونغي.
أتخذت مقعدي المعتاد بجانب النافذة، مقعد يونغي بعيد عني و هذا لصالحي نوعا ما، أستطيع تأمله كلما شعرت بالملل دون أن يلاحظ ذلك.
إنه يرتدي قميصا واسعا أسود اللون، لنتفق أولا أن الاسود يليق به بمثالية.
حسنا مالذي يحدث؟ هو قادم بإتجاهي، أشعر بالفضول.

-هيجين، صباح الخير
قال ليظهر ابتسامته اللثوية الآسرة

-صباح الخير
أجبته لأبادله الابتسامة
وضع قلما على منضدتي ليقول

-لقد وجدت هذا القلم في حقيبتي البارحة، لابد أنه لك، ربما جمعته مع أقلامي و لم أنتبه له

-اجل إنه لي، شكرا على إعادته

أملت رأسي لتتسع إبتسامتي بينما أستمتع بتواصل العيون الذي يحدث بيننا
إبتسم يونغي ليومئ لي ثم يودعني و يعود إلى مقعده.

...........

كنت أتجول بين قاعات الثانوية حتى سمعت صوت عزف آلة غيتار و بما أني اتمتع بشخصية فضولية شعرت برغبة كبيرة في معرفة العازف.
إتبعت مصدر الصوت لأقف أمام إحدى القاعات حيث كان صوت الآلة واضحا فعلمت أنه هنا.
إسترقت النظر من النافذة لأرى شابا يجلس على كرسي بين يديه قيتار تداعب أنامله أوتاره لتطرب مسمعي تلك المقطوعة الموسيقية التي يعزفها.
كان الفتى ملتفتا إلى الجهة المعاكسة لي اذا لا أرى سوى ظهره و شعره الأسود و لم يكن هذا عذرا كي لا أتعرف عليه فقد علمت من هو.
يونغي، آسر قلبي، بالمناسبة لم أكن أعلم أنه عازف غيتار موهوب.
فتحت الباب بهدوء و بما أنه منهمك بالعزف فلن يشعر بدخولي .
جلست بعيدا عنه قليلا، أتأمله و أرحت رأسي على المنضدة أمامي و إستمعت إلى موسيقاه بإهتمام.
أنا أعرف هذه الأغنية، و أتذكر كلمات المقطع الذي يعزفه جيدا.

لو لم يكن لدينا مشاعر تجاه بعضنا البعض
لو لم نكن نفكر في بعضنا البعض
هل كنا سنطيل الأمر هكذا ؟
لو لم يكن لديكِ مشاعر اتجاهي
كونكِ على هذه الأرجوحة خطر
توقفي عن التفكير بي

Writer's pov

إنتهى من العزف.
نهض من على كرسيه و شرع في المغادرة، إلا أنه إستوقفه وجود تلك الجميلة النائمة في المنضدة.
إقترب منها بتردد، وضع كفه على فروة رأسها و مسح على شعرها بلطف ليبتسم بهيام.
تنام كدُبّ الشّتاء

إنحنى ليجلس على ركبتيه امام منضدتها، لازال يعبث بشعرها و يتأمل وجهها عن قرب

Heejin's pov

أشعر بلمسات دافئة على رأسي، بشخص يمسح و يربت بحنان عليه، كان شعورا لطيفا جدا.
فتحت عيناي ليقابلني وجهه المبتسم و حالما فعلت لاحظت التوتر يكسو ملامحه ليبتعد عني بلمح البصر و يتمتم بكلمات لم أسمعها.

يبدو أنني غفوت، كان عزفك رائعا جدا، شكرا لك، لم أنم جيدا البارحة

قلت مبتسمة في محاولة للتخلص من هذا الجو المشحون بالتوتر

العفو

قال مبتسما بإرتباك و مرّر أنامله على شعره ليعبث به في توتر .

إلى اللقاء، لدي بعض الأعمال التي علي إنجازها قبل العودة إلى المنزل، سعيد أن عزفي أعجبك، أراكِ غدا

لوحتُ له بيدي لأومئ مبتسمة.
عندما أكون معه لا يسعني سوى الإبتسام.
غادر القاعة و بقيت منفردة بأفكاري.
"لا يعقل أنه كان يداعب شعري و يبتسم لي و أنا نائمة"
هذا ما فكرت به لأنهض من مقعدي و أبدا بالرقص بسعادة، أشعر بالفرح يغمر قلبي و كأني لاعب كرة قدم فاز فريقه بكأس العالم

Admiring EyesWhere stories live. Discover now