الفصل السابع والعشرون

7.1K 463 795
                                    

قصة/ اِحْتِلاَل مُحَرَّم الفصل السابع و العشرون

#بقلم مــــريـــــم نصـــار.

فقدان الأمان والاستقرار بيبقى صعب جداً على اللي حاسه وعايش فيه،وده بالظبط اللي بتمر بيه ندى وكمان ليله، كان نفسهم في سند حقيقي يقف جمبهم وقت احتياجهم وضعفهم، ندى كانت بتحلم بحياه رومانسيه جميله تشبه الورود في الربيع بس فتحت عينيها ع صحرا مليانه شوك، كل واحده فيهم كانت بتتمنى حياة وردية بالشكل اللي رسمته ليها  لكن للأسف اتخذلوا أكتر من مرة، بس هنشوف بكره مخبي للاتنين دول إيه؟!

طول الطريق ندى كانت مشتته فكرياً أعصابها بترتجف من موقف مازن البشع معاها وهجومه عليها بالشكل ده،مش قادره تتخطاه، إنسان قذر استقوى عليها لكونها أنثى وفكر أنه يقدر يكسرها،زائد اعتراف أمير بحبه ليها في الوقت الغلط بعد مانهارت منه وبسببه، كان لازم يرمم كل شرخ سببه ليها أولاً وبعد كده يعترف بحبه زي ما هو عايز، ديما الإنسان بيمر عليه وقت مابيبقاش عارف يفكر ولا ياخد القرار الصح وقت انهياره، عنده تناقض وخوف مابين هل كده صح ولا غلط؟ هل ده مكسب ولا خساره! التشتت الذهني من اسؤا المراحل اللي بيمر بيها الشخص ويحس أنه وحيد في كون واسع مليان بني ادمين، فاقت من شرودها قدام باب شقتهم فتحت ودخلت بإستعجال عايزه توصل لشمس اختها بأي طريقه، علشان تزعقلها لانها شكت إنها اللي بلغت أمير بمكانها لأنها الوحيده اللي تعرف هي رايحه فين، وبقت على آخرها من تصرفاتها الطايشه، مشيت في إتجاه اوضتها لكن والدتها وقفتها وقالت:- حمد لله على السلامه يا ندى.
وقفت وردت بثبات مصطنع:- الله يسلمك يا ماما.
مشيره سألتها:- كنتي فين على كده؟ خرجتي وأحنا مش موجودين، ولما سألت اختك عليكي قالت ماعرفش خرجت راحت فين.
اخدت نفس عميق و ردت عليها وقالت بهدوء:- أبدا؛ كنت بتمشى شويه؛ هي شمس في اوضتها؟!
جاوبتها بإبتسامة:؛ أيوه؛ بس استني قبل ما تخشيلها كنت عايزه أعرفك حاجه كده ابوكي ناوي يعملها.
ندى ما كانتش متحمله تسمع اي حاجه لكن دي والدتها مهما كان وليها احترامها، ردت عليها بتنهيده:-خير يا ماما.
مشيره بحماس:- مازن خطيبك كسب قضية كبيرة قوي من كام يوم ما شاء الله عليه، وكنا عايزين نعزمه هو وعيلته بالمناسبه الحلوه دي، إيه رأيك؟
اتنفست غيظ وزاد كرهها ليه وردت بإنفعال:- لا، مش هنعزم حد.
سالتها مشيره بإستغراب لنبرتها الحاده:- ليه يا بنتي كفى الله الشر؟ مش عايزانا نعزمهم ليه بقى إن شاء الله؟
ندى فركة جبينها بحيره ومش عارفه تقولها إيه؟ ومستحيل تحكي عن اللي حصل، هتقول إيه؟ خطيبي اتهجم عليا ومستحيل أقبل بيه؟ دي ماصدقت أوافق على عريس واتخطب، لأ أنا مش هقولها إني سبت مازن دلوقتي، وردت بتبرير:- يا ماما انا تعبانه الفتره دي؛ وما عنديش استعداد إني أقابل حد وأتكلم معاه، ارجوكي يا ماما.
مشيره ما كانش عاجبها حال بنتها الفتره دي وسألتها بجدية:- هو إيه أصله ده؟! مالك يا ندى أنتي اليومين دول مش عجباني تصرفاتك ولا أفعالك، هو في ايه بالظبط؟
ندى بخنقه:- هو حرام اكون تعبانه واطلب شوية راحة يا ماما؟
مشيره بوجوم:- لا مش حرام؛ بس اللي اعرفه وشايفاه غير كده؟!
ندى اتخنقت من تكرار الجمله دي واتكلمت بنرفزه نوعاً ما:- ايه اللي حضرتك شايفاه كمان يا ماما؟ يمكن انا بعمل تصرفات خارجه عن ارادتكم كلكم ومش قادره اشوفها، لو سمحتي انا تعبانه حقيقي وبطلب بس شويه راحه مش جريمه يعني.
شافت الدموع في عينيها وحست بخنقة بنتها و طبطبت على كتفها واتكلمت بحنان:- لا ياحبيبتي مش جريمة ولا حاجه، مش هطول معاكي في الكلام خشي ارتاحي ونتكلم بعدين.
سابتها ندى وجريت على اوضتها ومشيره واقفه مكانها تفكر في حال بنتها وراحت لشمس تسألها يمكن تلاقي الحل عندها وسألتها عن السبب اللي مغير اختها وردت شمس بمزاح:- ندى زي الفل يا ماما هي بس محتاجة لفترة نقاهه.
مشيره بتعجب:-فترة إيه ياختي؟
شمس حاولت تشرحلها وجهة نظرها على طريقتها وقالت:- نقاهه يا ماما؛ بنتك في شغلها بتتعامل كل يوم مع رجال وسيدات أعمال؛ ورايحه جايه، رايحه جايه وبتسمع أرقام فلوس تمخول الدماغ لما تهقط وطهقتنا معاها وجابت آخرها، فقررت تاخد اجازه وترتاح يومين هنقرفها بقى بسي مازن ده كمان؟
شهقت وخبطتها في كتفها واتكلمت بنرفزه:- مين ده اللي هيقرفها يا متخلفه، تصدقي يا بت؟ انا ما عرفتش اربيكي، ولسانك ده عايز قصه، مرة تقولي عرسه ودلوقتي تقولي هنقرفها؟ وبتخبطي في كلامك على خطيب أختك؟ قليله الربايه بصحيح.
شمس فتحت بقها وعينها وقالت:- خدي نفسك ياماما الأول، إيه كل ده على بُق واحد؟ ده ايه الظلم ده! و انتي هتحاسبيني كمان على هلوستي في البنج؟ الله يسامحك يا ست ماما.
مشيره صكت على أسنانها من أسلوب بنتها واتكلمت بنفاذ صبر وقالت:- بوريه منك بوريه، أنتي تطفشي بلد بحالها مش أمك بس! انا هغور من وشك ولما يجي ابوكي يشوفله صرفه معاها.
خلصت كلامها وخرجت،شمس قفلت الكتاب وجريت بسرعه عند اختها تعرف ايه اللي حصل، لكن اول ما دخلت اتخضت من هجوم ندى عليها وهي بتقولها بعصبيه:- انتي اللي قلتي لأمير على مكاني مش كده يا شمس؟!
شهقة شمس وتأتات وقالت:-ما، ما هو...!
ندى قاطعتها واتكلمت من بين أسنانها:- ما هو إيه؟ هو انتي مش هتتعلمي أبدا؟ بقى أنتي يطلع منك كل ده؟ اتصلتي عليه ليه وقولتيله يجيلي بمناسبة إيه؟
ضحكه شمس ببلاها وقالت بحماس:-ايه ده هو أمير جالك! والله برافو عليه؛ واد برفكت بصحيح.
ندى بصتلها بغضب وشمس حمحمت وكملت بإرتباك:- أحم؛ انا ماتصلتش على أمير هو اللي جه هنا وسأل عليكي.
ندى كشرت عينيها وما صدقتش أختها وشمس كملت بقسم:- والله العظيم ده اللي حصل فعلاً، أمير جه هنا بعد ما أنتي خرجتي بشويه وسأل عليكي وقالي عايز أقابل ندى ضروري، أنا طبعاً صدرتله الوش الخشب وقلتله إنك مش موجوده، وروحت مشوحه بأيدي كده، وقولتله إنك روحتي تحددي فرحك مع خطيبك، من باب يعني اني اصلح اللي عملته وهو يحس بس هو ما عندوش دم مردش عليا وسابني ومشي بسرعه.
سكتت لثواني وابتسمت بسعاده وكملت:- بس ما كنتش اعرف أنه هيجيلك على هناك، احكيلي بقى اللقاء الثلاثي ده كان عامل إزاي؟ أكيد مازن زقطت من الفرحه.
ندى جابت آخرها ومابقتش متحمله لدرجة أنها ضغطت على اسنانها من برود أختها وما لقيتش رد فعل تعمله غير أنها مسكتها من ياقة الترنج وطلعتها بره الاوضه خالص وقفلت الباب في وشها، شمس بتعدل هدومها وبتداري الإحراج ونفخت بشرز وقالت:- قطيعه محدش بياكلها بالساهل؛ خير تعمل مرمطة تلقى.
أما ندى وقفت قدام المرايه بتفك الاسكارڤ وسرحانه في كلمه (بحبك يا ندى) حتى في اعادة الموقف والتفكير نفسه، قلبها دق من جديد، ما هي بتحبه ومش من السهل نسيانه، بس لازم تاخد موقف منه بعد اللي عمله فيها، لازم تصون كرامتها اكتر وتخليه يعرف قيمة الانسانه اللي كانت مستعده تضحي علشانه، فاقت من افكارها ونفخت بوهن لأنها خدت قرار أنها تبعد عنه وقالت بإعتراض:- مستحيل اسامحك.

قصة/ اِحْتِلاَل مُحَرَّم بقلم/ مريم نصار حيث تعيش القصص. اكتشف الآن