اقتباس خاص

3.5K 225 27
                                    


#إقتباس خاص.

قصة/ اِحْتِلاَل مُحَرَّم.
مريم نصار.

أنجي داخله من باب المستشفى و وراها الجارد، مروان  قفل باب العربيه وداخل وراها وباصص في الفون، ليله خارجه وبتقفل شنطتها ومش واخده بالها وخبطت في كتف مروان في نفس اللحظه الاتنين بعفوية لفوا علشان يعتذروا لبعض! لكن الكون كله وقف عن الدوران، حل الصمت حواليهم ومفيش اي حاجه مسموعه، ما فيش بس غير دقات قلوبهم هى اللي مسموعه وبتدق بخفقان وشوية بقوة ما بين لخبطة و ذهول ودهشه وصدمه، اتقابلت عينيهم في نظرة طويله جداً، نظرة فيها عتاب ولوم واشتياق وحنين، لمعة العين زادت، الدموع متحجره، قلوبهم بس اللي بتتكلم وبتعاتب في كلام كتير ولوم أكبر ،في عتاب بحجم الوجع في صرخة ألم وبركان خامد عايز ينفجر بس هل ده هيجيب نتيجه ياليله؟ غمضت عينيها وعايزه تقنع نفسها انها ما شافتهوش، أيوه هو مش موجود ياليله، هو أصلا رماكي ومبصش وراه، اما هو ما كانش مصدق معقول حبيبتي ليلتي قدامي! أيوه هى،بص عليها شاف بطنها كبرت قدامها، شاف شكلها وهي حامل أخيرا، قلبه دق بحنين ايوه اللي جوه بطنك ده أبني، أبني اللي اتحرمت منه سنين طويلة ،الدموع لمعة في عينيه هو كمان، بينهج وبيتفس بسرعه، عايز يتكلم مش عارف، لسانه متلجم حاسس بغصة حابسه النطق جواه، جاهد نفسه يتكلم حتى لو يقدر يقول حروف إسمها، ردد بصوت مبحوح وخافت، ردد وهو مش مستوعب وصوته مهزوز بإسمها:- لـ، ليله!!
هنا هي صدقت أنه قدامها فعلاً، صوته أيوه هو صوته ياليله، يـــااااه، من شهور ما سمعتش الصوت ده، ما سمعتش أسمي بالنبرة اللي كانت بتطمني زمان، شهور عايشه لوحدي،ايام كتير كنت بنام واخبي وشي في الحيط من الخوف، اوقات كتير ببقى عايزاك جمبي وعمري ما لقيتك، بس دلوقتي مش هسمح لقلبي يستغفلني ويتحكم فيا من تاني، أصل أنا عمري ما هنسى أنت بعتني إزاي؛شافت اليوم ده بيتكرر قدامها تاني كسر فرحتها قبل ما تكمل، فتحت عينيها بقوه وبصتله في نظرة أخيرة، نظرة فيها كل اللوم والعتاب أصل الرد عليه دلوقتي مش هيفيد بحاجه،سابته ومشيت كام خطوه ،مروان خاف يخسرها مرة تانيه، اتحرك بسرعه ومسك دراعها ولفها ليه وعينيه بتدور على الحب اللي كان في نظرتها ليه وأتكلم بصوت مبحوح:- ليله استني ما تمشيش، واسمعيني.
بصت لدراعها ولمسة أيده اللي بقت زي جمر النار على جلدها بعد ما كانت ألطف واحن أيد تلمسها، رفعت عينيها ليه في نظره بكل التعب اللي شافته، صكت على أسنانها بتحذير:- اوعى تنطق أسمي مرة تانيه على لسانك.
وشدت دراعها منه وسابته ونزلت على السلم بجهد منها علشان تبعد عنه ومايحصلهاش مهما تبعد،عايزه تخبي دموعها منه، عايزه تهدي ضربات قلبها، معقول مروان!! مروان يا ليله شفتيه بعد الأيام والشهور دي؟ و زي ما هو ما تغيرش، زي ما هو يا ليله ما فيش حاجه قصرت فيه من بعدك، لبسه زي ما هو وريحته! ريحته زي ما هى ياليله ماتغيرتش، بعادك ما سابش أثر فيه، أنتي بس اللي خسرتي،انتي اللي هونتي، انتي اللي عشتي وحيده، أنتي اللي اتحرمتي؛ وانتي اللي تستاهلي.
مروان واقف محتار عايز يجري وراها لكن واثق إن أنجي لو شافته المرة دي؟ممكن تقضي عليه وعلى ليله،من غير تردد بص بسرعه على أنجي، شافها واقفه بعيد بتتكلم مع مدير المستشفى ومشغوله جداً،هى أصلا مش مهتمه بيه، هي دلوقتي عايزه تشمت في أمير وبس، يبقى مروان مش على بالها ولا بتسأل عليه دلوقتي، أجري يا مروان، أجري الحق ليله، الحق اللي اتكسر وحاول تصلحه، ماترددش لحظه فإنه يلحقها و نزل على السلم جري خرج من باب المستشفى، بص يمين وشمال بلهفة شافها ماشيه بعيد، جري وراها، جري بسرعه وكان بينهج ونفسه يحصلها،هي ماشيه ببطء لكن هو حاسس إن رجليه مش قادره توصلها، جاهد لآخر نفس،خلاص قرب يوصلها لكن وقف وهي على بعد مسافة مترين منه وندة عليها بنبرة اشتياق وآسف واعتذار، نطق إسمها بترجي:- ليله استني!
وقفت مكانها وكأن قلبها اتكهرب،ما فكرتش أنه ممكن يحصلها، ممكن يجي وراها!! لكن بعد إيه؟! طيب ما هو جري ورايا قبل كده وباعني، أكيد المرادي برده جاي علشان يضحك عليا ويخدعني ومن تاني يبيعني، أمشي يا ليله، أمشي هو باعك و سابك تخبطي في الدنيا لوحدك، امشي يا ليله أنا بقولك أهو، قفلت أيديها على فستانها واخدت نفس عميق ونفخت بتوتر ولخبطه، مردتش عليه وخطت اكتر من خطوه ثابته، لسه واقف مكانه ونده عليها بتوسل واستعطاف:- ليله! انا مروان يا ليله؛ أرجوكي ما تمشيش واسمعيني، أنا مروان اللي حبك اكتر من نفسه ولولا الظروف بس،... أنا آسف.
كانت بتسمعه وهي ماشيه لكن وقفت على كلمة آسف، آسف!!!! لفت ليه وبصتله كأنه راجل غريب عنها، أول مرة تشوف حد بالشكل ده، مش عارفه ترد تقوله إيه؟ آسف!!! هزت راسها وحطت ايدها على بقها ومش عارفه تتكلم؛ مش عارفه تبدأ منين!! من يوم ما جالها وهي ليله بياعة الدره؟ ولا من يوم ما راحلها البيت؟ ولا من يوم كتب الكتاب؟ ولا من يوم موعدها؟ ولا يوم مارماها وطلقها؟ وفي الآخر آسف!!! حقيقي مش قادره تتكلم الموقف أصلا اكبر منها؛ واكبر من تحملها؛ خلاص هي اتهدت ما بقاش فيها حمل؛ كتافها قربت تنهار من الحزن المتراكم عندها، بصت ليه تاني بصدمه،حقيقي مش عارفه تتكلم كأنها بتقوله خلص معاك كل الكلام، بترت كل حاجه حلوه في حياتي معاك يامروان، فهم نظرتها واتكسف من نفسه، قرب منها كام خطوه خلاص باقي متر واحد بس ويقرب من عينيها اللي واحشاه، شاورتله بتحذير انه يقف مكانه ما يقربش خطوه تانيه، وقف مكانه وعينيه بتدور عليها فيها، شكلها متغير عن زمان، حملها مغير ملامحها وتعبانه، بلع ريقه بتوتر وحاول يجمع قوته كلها وأتكلم بتبرير:- أنا عارف إنك دلوقتي مش طايقاني، وانا استاهل كل ده منك، عارف اني خذلتك وطلعت صغير قوي في نظرك، عارف إني غلطان ومعترف بكل حاجه يا ليله، بس أنتي متعرفيش كل الحقيقه، ولا أنا عملت كده ليه، أنا كان ليا أسبابي، وعمري ما نسيتك يوم واحد، كل لحظه انتي معايا وقدامي، أوعى تكونى فاكره إني نسيتك، أنا اتصلت عليكي كتير تليفونك مقفول، وبعدها انا رُحت دورت عليكي، رحت المحل ورحت البيت ما لقيتكيش.

قصة/ اِحْتِلاَل مُحَرَّم بقلم/ مريم نصار حيث تعيش القصص. اكتشف الآن