ฬ.world ¹

60 9 3
                                    

Jσυsĸα
Ρ5

ليس هناك شيئ كامل وتام في هذا العالم
الجميع يرتكب الأخطاء فنحن مجرد أناس خلقنا لأسباب معينة
مهما ارتكبنا أخطاء لابأس بالعدول عنها
...
بعد تلك الرحلة التي خاضها هوسوك عرف وأدرك الكثير من الأشياء التي كانت مبهمة في نظره وقرر بدأ حياة جديدة  بعد أن أدرك أن له حياة وحيدة لاداعي للتخلي عنها للعيش في الخيال!!
.
دخل غرفته مسرعا يتملكه التحمس لبداية جديدة يشعر أنه ولد من جديد أخرج دفتر وقلم من الدرج وبدأ يكتب العديد من الخربيشات التي كانت تسعده كلما خربش واحدة
وبعد دقائق هم بالمغادرة من الغرفة حاملا معه الدفتر
واتجه إلى المطبخ حيث جيمين ووالدته، دخل المطبخ وبدأ ينادي على جيمين بصوت عالى حتى رد عليه وهو يصرخ بوجهه
"مابك هوسوك تصرخ بهذه الطريقة؟! "
نظر له هوسوك وهو يبتسم ببلاهة ليتوقف بعد ثوان قليلة قائلا:
"جيمين لقد قررت أن أبدأ رحلتي هذه مع أشخاص عظماء وليس تافهين فكل دقيقة أقضيها معك تجعلني أندم على كل ثانية قضيتها مع أشخاص غير حقيقين تافهين.."
حدق جيمين بوجه هوسوك والتعجب يكسو ملامحه الخلابة ليسأله: "كيف هذا؟!"
أجابه هوسوك بعد أن جلس على كرسي وأخذ يرشف رشفة ماء من الكأس المجاور له:
"النزهة قبل ساعات! لقد أدركت من خلالها أن هروبي من واقعي لايحدي نفعا خاصة بعد النهاية البشعة تلك!! الآن أدركت أنني لم أكن أتحكم بجوسكا كما كنت أريد بل عقلي الباطن الذي كان يقود خيالي!!"
توقف عن الشرح للحظة وأعاد حمل الكأس والشرب منه ليكمل سرده:
"قررت أن أتوقف عن جوسكا لن أعود لذلك العالم!!"
في تلك الثانية قاطعه جيمين ساخرا:
"جوسكا!؟ عالم!؟ أأنت جاد؟!"
بادله هوسوك النظرات ليقول بنبرة حازمة لاتخلو من الغضب:
"جيمين فلتستمع لي ولا تقاطعني!!"
وأخذ يكمل كلامه
" قررت استثمار أفكاري!! "
وهنا قاطعه جيمين مجددا وهو ينطق بكلمات يتخللها الانفعال:
"كيف ستستثمرها؟! أنسيت والديك؟!ها!؟"
نهض هوسوك من مكانه وهو يضرب يده على الطاولة ويصرخ بوجه جيمين قائلا:
"فلتعرني بعض الصمت! لقد أصبحت ثرثارا!!"
وجلس مجددا بعد أن نطق بتلك الكلمات ليجلس جيمين أمامه هو الآخر ويستمع إلى كلماته دون مقاطعة
"قلت سأستثمر أفكاري بإنتاجها على شكل سنريوهات أو على شكل كتب، بهذا الشكل سأتخلص منها وأتيح المجال لعقلي ليستريح... مارأيك؟!"
صمت جيمين لكثير من الثواني ليرد
" حسنا سأدعمك ولكن معنويا فقط! "
ابتسم هوسوك وقام بشكر جيمين على دعمه هذا!وأخذ يسير بتثاقل في أرجاء البيت أقصد القصر، إلى أن وصل إلى الغرفة التي يهابها ويخاف الاقتراب منها وبالأحرى كان يخاف منها
فقد جمع الكثير من الشجاعة وتقدم نحو بابها وأخذ يكرقه بطرقات خفيفة إلى أن سمع صوت قادم من الداخل يمنحه الإذن للدخول
دخل هوسوك إلى تلك الغرفة يحاول ترك رأسه مرفوعا يخفي مشاعر خوفه التي يجاهد بكل طاقتها لطردها من داخله، نظر له والده وأخذ يبتسم وهو ينتفض من مكانه متجها نحوه، في كل خطوة يقترب أكثر فأكثر من هوسوك ذلك المسكين الذي يحاول جاهدا الوقوف بصلابة أمام والده
اقترب الأب إلى أن لم يعد هناك مايفصله عن هوسوك وحمل يده برفق واضعا اياها على كتف ابنه الذي لم يجعله يشعر يوم بأنه والده أو أنه إبنه
ليهمس بأذنه قائلا بكلمات تدل على الفخر ربما:
"هوسوك لقد بلغت الآن وأصبحت رجلا!  قضيت على أحد مخاوفك! إنك تقف أمامي الآن رافعا وجهك محدقا بي نظراتك تدل على أنك لم تعد تهابني!"
صمت قليلا ليكمل بعد ثواني
"لن أتأسف لك على مافعلته بك، قسوتي  ، تقصيري في حقك، حرمان من أفضل شعور بالعالم، لن أطلب منك المغفرة، لأنني عانيت أيضا ماعانيت لأصبح ماأنا عليه الآن!!"
ابتعد هوسوك عن والده بمسافة معينة ليبتسم هو الآخر ويقول بنبرة استهزاء:
"لن أجعل إبني يعاني فقط ليصبح رجلا كما تدعي!"
قال هذه الكلمات وهو يمسك دموعه من الانهمار، يقبض أصابع يده اليمنى يمنع نفسه من الاقدام على فعل خاطئ يؤدي به إلى الهاوية بعد مغادرتها لايريد العودة لنقطة الصفر  .
غادر غرفة والده بقلب مليئ بالأسف وليس الحقد، بعد أن سمع تبرير والده لماقاساه، اتجه هوسوك نحو غرفة وقرر أن يكتب، وأول ماخطر على باله هو إعادة سرد تفاصيل حياته ربما ليعلم الناس بها،! لايريد تعاطفهم  !، بل يريد أن يوصل مشاعر الأبناء التي لايعلمها كثير من الآباء بعد قسوتهم عليهم،
جلس على كرسيه في مكتبه الذي أوصى جيمين بشرائه حديثا واخذ يحكي تفاصيل قصته من أول يوم وعى فيه على هذه الحياة وهذا العالم...
...
بعد 6ساعات....

كان جيمين يسير نحو مكتب هوسوك فرحا بما آلت إليه الأمور يحمل بيده كوبا من العصير البارد ليثلج به قلب هوسوك...
فتح جيمين باب المكتب ودخل قائلا بسعادة تغمر ملامحه الجذابة التي لطالما كان يحملها في كل أوقاته:
"هوسوك ياصديقي لقد جلبت لك عصير فلتسترح قليلا ولاتنسى العشاء بعد قليل!"
أغلق جيمين الباب من ورائه وتقدم نحو هوسوك في مكان جلوسه... ليصرخ بعد أن رأى هوسوك يضع رأسه على المكتب:
"هوسوك فلترفع رأسك ياصديقي أمللت من الآن لم تبدأ بعد!"
لم يسمع جيمين ردا من هوسوك لذا اقترب اكثر منه وبدأ بهزه ولكن لارد من هوسوك
عيني مغمضتين كأنه في سبات بدأ جيمين يتسائل
هل عاد للشيئ الذي يسميه عالمي!؟
ياالهي!!
هوسوك انهض!!
ظل يردد مناداة هوسوك إلى أن سمعه يقول بصوت خافت كأنه يطلب النجدة!
أريد الخروج! لاأستطيع! أريد فتح عيني! أريد العودة إلى عالمي الحقيقي! لاأريد البقاء في جوسكا!  جيمين!!

يتبع....

Jouska...J-hحيث تعيش القصص. اكتشف الآن