قبل 5 ساعات.....
كان هوسوك يجلس على مكتبه يحمل قلمه الرصاصي بيده اليمنى يحدق في الورقة الموضوعة أمامه بعينين تفشي كل مابقلبه من حزن وخوف... فكيف له أن يعيد ذاكرته إلى أيام الصغر تلك... الأيام التي عانى فيها الكثير من الألم، تأمل الورقة لعدة ثواني ليستجمع شتات نفسه ويضع القلم على الورقة...
وضع القلم على الورقة وبدأ بخط أحرفه الأولى عليها يحاول جاهدا منع دموعه من الإنهمار...
وبعد دقائق معدودة أكمل كتابة أسطر كثيرة...
توقف هوسوك فجأة عن الكتابة ووضع يده على رأسه يتلمسه، إنه يؤلم بشدة! وهاهو الآن يرفع يده الثانية ليمسك يده بكلتا يديه يحاول تحمل هذا الألم الفظيع!
ولكن بلا جدوة ، كاد هوسوك يبدأ بالصراخ من هول الألم ولكن لم يستطع!
فقد إرتطم رأسه بالمكتب وغط في نوم عميق....
....
" ياالهي أين أنا!! "
صرخ هوسوك بهذه الكلمات بعد أن وجد نفسه في مكان مختلف عن الذي كان به! كأنها غرفة صغيرة نوعا ما بها أعمدة حديدية تطل على العديد من المكاتب نظر هوسوك مليا ليصرخ مجددا قائلا بلهجة تدل على أنه بورطة كبيرة لايعرف كيفية الخروج منها! "اللعنة! لماذا أنا هنا!"
ليرد عليه الشرطي الذي كان يقترب منه وهو يضحك بخبث
" ماذا تفعل هنا؟! أنسيت أنك طعنت السيدة الجميلة ميلا؟! أتظن أنك ستفلت من العقاب بسبب شهرتك تلك!! يالك من غبي!! "
كاد هوسوك يبكي، لايريد البقاء هنا بعد! يريد فقط عيش حياة مملة دون مشاكل في عالمه الحقيقي!
اتجه بخطوات متثاقلة نحو زاوية زنزانة احتجازه وجلس هناك يضم رجليه لصدره يفكر كيف سيفلت ويتحرر من هذا العالم المزيف!
أخذ يعيد حساباته كيف ينفك من هذا المكان للأبد
طرح على نفسه العديد من الأسئلة لعل أن تكون إحداها حل لمأزقه هذا!«لماذا أنا هنا؟! كيف صنعت جوسكا أول مرة؟! لماذا بنيت هذا العالم المزيف؟!»
ظل يردد هذه الأسئلة على نفسه إلى أن توصل لسبب تواجده في جوسكا من البداية لقد كان يريد شخص يحبه! يحبه فقط ! لهذا شكل عالمه الخاص، عالم يكون بداخله محبوبا من قبل كثير من الناس! يعمر هذا الحب نقصه! ويطفئ الجمرة الاي داخل قلبه الطيب الحنون! كان يريد عالما خال من الأشرار! و لكن و في الأخير وجد نفسه محجوزا بداخل عالم بناه بنفسه ولم يحسب حساب تدمره...
بعد توصله لهذه النتيجة بدأ يفكر محاولا الوصول إلى حل حقيقي! طارحا أسئلة أخرى على نفسه!
أيجب أن أحصل على مورادي لأغادر هذا المكان؟!
أينبغي علي الحصول على شخص يحبني بحق!؟ في هذا العالم؟! ولكن يجب علي المغادرة؟! ولكن كيف؟! أريد فتح عيني ولكن دون جدوى لاأستطيع!! جيمين أين أنت؟! فلتوقظني أريد النهوض الآن!!
في هذه اللحظات وهو يطرح هذه الأسئلة على نفسه لعله يتوصل لحل لمصيبته هذه، كان الشرطي المزعج يضحك على هوسوك، يقترب منه بخطوات سريعة نوعا ما يمسك بيده مفتاح الزنزانة يقول كلماته المستفزة تلك بابتسامة تأخذ الكثير من مساحة وجهه " لن تخرج من هنا إطلاقا!! لذا لاتحاول! "
رمقه هوسوك بنظرة غضب ولكن لم يرد عليه فقط تجاهله في تلك اللحظات بدأ هوسوك يسمع كلمات كأنها صدى صوت من مكان بعيد يخبره بأن يستيقظ...
حاول هوسوك جاهدا فتح عينيه ولكن بدون جدوى ولم يشعر بنفسه إلا وهو يستنجد بالصوت الذي على مايبدو أنه صوت جيمين الذي يجاهد من أجل إيقاظ هوسوك ...
انتفض هوسوك من مكانه يحاول معرفة مصدر هذا الصوت ومن أين اتجاه هو متجاهلا كليا وجود الحارس أمامه، الحارس الذي ظن أنه مجنون بمعنى الكلمة...بدأ هوسوك يدور بأرجاء تلك الزنزانة كلما اقرتب أكثر من أحد أركانها يعلو الصوت أكثر فأكثر وكلما ابتعد عن أحد الزوايا نقص الصوت... يكاد هوسوك يفقد عقله، لايستطيع التحكم في الأحداث... يريد الرحيل فقط، في تلك اللحظات ظهر ضوء على أحد الجدران بدأ يتسع شيئا فشيئا إلى أن كبر وصار على شكل مستطيل يظر الكثير من الصور المختلطة لم يفهم هوسوك أي شيئ إلى أن هم بتذكر صغره طفولته التي حرم منها كأنه شريط ذكرياته يعرض عليه الآن، لتظهر تلك الذكريات المؤلمة على المستطيل بالجدار لتعرض عليه كل حدث نساه افتتاحا بمعاملة والده القاسية إلى هروبه لغرفته اختباءا من أمه إلى قدوم والدة جيمين إليه وهي تحمل الكرواسون المفضل لديه تقترب منه أكثر فأكثر تبتسم بلطف كأنها بئر من الحنان الفائض تقترب منه وتفتح ذراعيها تضعه بحضنها الدافئ لينسى كل آلامه وجراحه وأحزانه هذه!
في تلك اللحظة صرخ هوسوك بصوت عالي دوى أرجاء الغرفة
قائلا بفرح وسرور
"إنها هي! كيف نسيتها! إنها دواء جراحي! أمي التي لم تلدني! السيدة بارك! إنها تحبني بحق!!"
قال هذه الكلمات والدموع تنهمر من عينيه بغزارة يقترب بخطوات متثاقلة من الجدار يحاول لمس تلك الذكرى التي لامثيل لها إنها الذكرى السعيدة والوحيدة بحياته هذه
حياته! إنه يملكها! سيعيشها! لديه الحق في الابتسام! لديه كل الحق في الفرح! حق في امتلاك عائلة تشعره بالدفئ والحنان!
وضع هوسوك يده على الجدار وهو يقول بكلمات معبرة كلمات يعترف بها بحقيقته! بمن يكون! من هو! قائلا:
"أنا هوسوك! أبلغ من العمر 19سنة، هذا هو سني الحقيقي! عانيت الكثير في طفولتي وأردت فقط أن أكون محبوبا! نسيت من أحبني بعالمي الحقيقي بكل صدق! أسست عالم خيالي! جوسكا! لأصنع أشخاص يحبونني! ولكن الآن أنا لاأحتاجه! جوسكا اللعنة عليك! لدي أشخاص يحبونني في عالمي الحقيقي! أنا لاأحتاجك بعد الآن! لدي نفسي! وجيمين أخي الذي لم تلده أمي ولدي والدته السيدة بارك الأم التي لم تنجبني! سأعيش معهم بقية حياتي! سنظل معا للأبد!".....
"هوسوك فلنتهض أرجوك! سأموت إذا اختفيت من هذا العالم! ياصديقي بل أنت أخي! هوسوك"
كان جيمين يمسك يد هوسوك الذي يرقد جسده بالمشفى تنهمر من على خده الدموع كأنها أمطار غزيرة! يردد هذه الكلمات بينما تربت والدته على ظهره تحاول التخفيف عنه ونسيت نفسها هي التي لم تجلس ولم يرف لها جفن منذ أن نقل هوسوك إلى المشفى.. وقد قاربت الشمس على الاشراق
تردد كلماتها الحنونة تعبر عن حبها لهوسوك كأنها أم على وشك فقدان صغيرها "هوسوك، يابني، فلتنهض، لاتتركنا وحدنا، أنظر أنا وجيمين بجانبك دائما! إننا نحبك!!"
في تلك اللحظة وعند انتهائها فتح هوسوك عينيه ببطئ يتفحص أرجاء المكان يبتسم والسعادة تغمر ملامحه
ليهم جيمين باحتضانه و كذا السيدة البارك..النهاية.....
2024.4.Jeu.
12:08...
رأيكم يهمني
من فضلكم شاركوني رأيكم
أنت تقرأ
Jouska...J-h
Actionإنه مرض نفسي... والأصح إنها المتلازمة... المتلازمة التي غيرت حياتي من الأسوء للأفضل إلى الأحسن... كما أنها جعلت مني سعيدا في حياة بائسة... الحقيقة أن الأطباء النفسيين والعامة يطلقون عليها اسم متلازمة أو مرض نفسي... ولكن... إذا سئلت عما تكون...