Mr K.

لما تتصل بي فقط عندما تكون منتشيا.

______________________________________

Tara :

التاسعة مساء
- القصر -

أضغط على قلمي الموزع بحبره كلمات قد اعتصرت عقلي في تكوينها طيلة الساعات الماضية..
كتابة سبع أوراق لوظيفة منزلية واحدة فقط..أمر جنوني يدفعني للتفكير بمدى سوء فوركس لاعتمادها المثالية القصوى على حساب راحة طلابها.

أكره فوركس تلك من أول يوم لي..

ما الغاية من الذهاب لمدرسة في نظر الجميع، وجحيم لي..حيث تعجز كل حواسي عن استيعاب ما يحدث داخلها..فكل مايهم حينها هو خارجها..الأمر مشابه لأخذ أنفاسك بعيدا عنك..ليكون عليك مراقبتها تطفو عاليا متمنيا التقاطها..إلا أنك مقيد.

لست معتادة عليها..والتأقلم فيها أشبه بجعل القروش تحلق عاليا..

تُمَرر مقلتاي يمينا وشمالا بين سطوري متفحصة مرة أخيرة الواجب الأول..متحدية فوركس في جعلي أفشل بأول أيامي..لن يحدث هذا..الواجب التالي..

أطلقت لنفس ثقيل..أتذكر ماحدث اليوم..أين بات الأمر أشبه بصفعي للهروب من هناك قبل فوات الأوان.

مسحت على عنقي المتعرق أبتلع بغصة محتلة حنجرتي..تلك المشاهد مجددا..عن أبي..

تنفست عميقا أزيح القلم جانبا أنغمس بتفاصيل صغيرة..كخطوط الورق..لون مكتبي..تلك الحالة أعيدت مجددا فور خوفي وتوتري حينها..

لم أكن مصدر ازعاج لأحدهم يوما وها أنا كذلك لي..لضعفي، والآن أصبح حل واجباتي المدرسية أشبه باقتلاع احشائي من داخلي.

مسبقا كان إنجاز المهام المدرسية في غرفتي القديمة أمرا أهواه يسمح لي بالإنعزال عن العالم يجعل مني مسترخية بينما أتناول فطائر والدتي أستمع لموسيقى الروك حيث يجد هذا البعض مستحيلا..التركيز بشيئين في آن واحد..إلا أن الحقيقة تكمن في كون الموسيقى مخرجا لتصفية ذهني بترك فراغٍ في عقلي يُستخدم لحل الوظائف المنزلية..قبل العودة للتفكير في مدى غرابة عائلتي الصغيرة..عائلة مثالية ليس بها خطب، تثير حيرتي كوني لا أعلم الكثير عنها..موتهما هكذا فقط ليس عبثا..هناك شيء ما..والرغبة باكتشافه تحرق روحي..

كريس ذاك يخفي عني الكثير..مثلما اعتاد والدي فعل ذلك..خلف ابتسامة هادئة..عكسه هو ، أعين خاوية كبقايا فوضى مُدمرة..

انزلقت أعيني على قرع الباب، دعني أخمن..

بيلا مجددا.

"عزيزتي أنا لا أفهم مالمشكلة وأنتِ تغلقين على نفسك في غرفتك منذ قدومك..أنتِ متأكدة من عدم رغبتكِ في الأكل؟..حضرت شطائر لذيذة..من ثلاث أصناف قد تفضلينها؟" أزحت ناظري ببطء نحو الأسفل كوني مصدر قلق لبيلا الآن..تنهيدة واحدة لأرسم ابتسامة مزيفة أفتح الباب وهي بوضعية تصنت.. ابتسمت بصدق..