الفصل الأول

177 14 2
                                    

يوسف__مالك مسهم كدا ليه؟

يونس__أعتقد أني لقتها.

يوسف__هي ايه دي؟

يونس__البنت المقدرة.

يوسف__أحلف؟ يا فرج الله، معنىٰ كدا أن وأخيرًا هقدر أتجوز وتتفك عقدتي.

يونس__الأحساس كان غريب.

يوسف__أزاي؟

يونس__ وكأن روحك أتنفست.

يوسف__طب وناوي تعمل اية؟

يونس__مش عارف.

يوسف__لاء أبوس أيدك، أنجز فـ الحوار ده، أنا عايز أتجوز.

يونس__بكرا هروح أشوفها وأحاول أتكلم معاها.

يوسف__روح ومتقلقش، هي كدا كدا بتاعتك.

أميرة __في اية يا بنتي مالك؟

وَنَس__معرفش حسيت بـ حاجة غريبة.

كنت واقفة مع أميرة قدام مقهىٰ المخبوزات والقهوة اللي عملناه من فترة سوا ، لما حسيت في نغزة فـ قلبي، ومعرفتش سببها اية ولا مصدرها، بس كنت حاسة في عيون بتبص جوا روحي.

أتلفت حوليا ومكنش في حد بيبصلي، جايز أوهام.

أنا كنت بحب أعمل مخبوزات وأميرة كانت بتحب تدعمني فـ كل حاجة ، عشان كدا ساعدتني أفتح المكان ده، مكان على ذوقي ، كل تفصيلة فيه أختارتها بنفسي ، مقهىٰ خشب أبوابهُ أزاز وحوليه جنينة صغيرة.

كنت واقفة فـ المطبخ لما شميت ريحة مميزة متأكدة أني أول مرة أشمها، ومع ذالك كانت مألوفة بشكل مريح.

سبت اللي كان فـ أيدي وطلعت أشوف مصدر الريحة دي، كان شاب قاعد على طربيزة بعيدة عن الناس وقدامهُ فنجان قهوة، كان باصص ناحية الباب اللي خرجت منهُ وكأنه كان مستني حد يطلع من الباب.

وقفت مكاني ثابتة مش عارفة أعمل ايه لما عيونا أتقبلت، لونها كان مميز بشكل غريب، لون مشوفتوش قبل كدا، أزرق في رمادي.

حسيت بنفسي لما أميرة كلمتني، واضطريت أدخل أكمل شغل ولأول مرة شغفي وحماسي ميكونش موجود، وكأن الشاب ده سـرقهم مني.

فات أكتر من تلت ساعات وريحته لسة مالية المكان، وكان في حاجة جوايا بتقولي ان هو لسة قاعد برا.

أميرة__مش هتروحي ولا أيه؟

أتخضيت لما سمعت صوت أميرة.

وَنَس__ هى الساعة كام؟

أميرة__8 بليل.

وَنَس__بتهزري!؟

أميرة__اللي واخد عقلك.

وَنَس__وهيكون ايه اللي واخد عقلي يعني.

أميرة__واحد مثلا بعيون زُرق، متحركش من مكانه غير لما قفلنا.

أتوترت وحسيت أني مكشوفة قدام أميرة.

وَنَس__خلينا نروح عشان الوقت هيتأخر.
أميرة__غيري الموضوع براحتك.

تجاهلت كلام أميرة وقفلنا المقهىٰ وكل واحدة راحت في طريق، وفجأة وبدون مقدمات الدنيا بدأت تمطر ومش قادرة أفهم ازاي تمطر في شهر أغسطس.

كنت لسة هتحرك لما لقيت شمسية بتتحط فوقي، ولما بصيت كان هو.

وَنَس__شكرًا مفيش داعي.

تجاهل كلامي وقال جملة غريبة.

يونس__الجو بيمطر وده مش معاده.

وَنَس__غريبة فعلًا.

يونس__عارفة بيقولوا اية في الحالات دي؟

وَنَس__اية؟

يونس__أن في روح لقت مسكنها أخيرًا بعد ما كانت تايهة في الأرض.

وَنَس__عفريت؟

يونس__بني البشر.

بصيت عليه بتركيز بحاول أفهم هو يقصد أيه، بس أنتبهت أني واقفة في الشارع بعمل محادثة مع شخص معرفوش، والمشكلة اني مكنتش خايفة ولا قلقانة.

يونس__اسمك حلو.

وَنَس__أنتَ عرفت اسمي منين؟

يونس__سمعت صاحبتك وهي بتكلمك الصبح.

الصبح لما حسيت بنغزة جوايا، معقولة تكون بسببه!

وَنَس__أنا مفروض أمشي عشان متأخرش عن البيت.

يونس__ينفع نمشي سوا؟

وَنَس__البيت بعيد.

يونس__معنديش مشكلة أمشيلك سكة بعيدة.

وَنَس__أنتَ كلامك غريب وأنا مش بفهم منه حاجة.

مردش عليا تاني لحد ما وصلنا عند البيت، وقفت فـ مدخل العمارة وبصيت علىٰ ضهره وهو ماشي، وأفتكرت أني معرفتش اسمه لحد دلوقتي.

يوسف__حلوة المطرة مش كدا!

يونس__كنت عايز حجة عشان أكلمها.

يوسف__فـ تمطر في أغسطس.

يونس__عندك حل تاني.

يوسف__ابوك لو عرف مش بعيد يعلقـنا.

يونس__ومين هيقوله.

يوسف__عروق أيدك الزرقة.

خبـط يوسف على كتف يونس وسابه وخرج من الاوضة.

مطر أغسطسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن