الفصل الرابع
لندن بيت محمد العرابي:
نسمات الفجر الباردة تداعب خصلات شعره الفحمي شارد في ذكرى لعينين عسليتين تشعان حرارة ودفء تشدانك لوصالهما ...للاقتراب... للاحتراق؛ احتراق لذيذ يبث السكينة في الروح لتعطيك السعادة، لحظات لا غير رآها فيها لكن سهام العشق وشمت روحه باسمها شمس... شمسه هو دفء قلبه البارد.
لطالما حسد أخيه على إيجاده شريكة حياته، تفاهم ياسر وراوية جلي في كل تصرفاتهما من نظرة ... همسة أو حركة حتى ولو كانت غير مقصودة يفهمان بعضهما، حب طالما تمناه وهو من رأى عشق والديه -شاهين وشفاء -...لكنه أصبح غريبا عن نفسه ليس جاسر جامد الملامح الساخر مني شتى المشاعر هو نفسه الشخص الواقف يتأمل النجوم يعترف أنه أحبها... كيف؟ لا يعلم لكنها المنشودة من خطفت نبضات قلبه لتنتشر في خلاياه تلاها احتراق ثم عشق.
تنهيدة من خلفه قطعت شروده أطفأ سيجارته ظنا أنه أحد أخواله، ضحكة سخرية صدرت منه لرؤية آسر خاله وتوأمهم الثالث فالفرق بينهم سويعات لا غير، أراد تمالك نفسه ليسأله عن سبب حالته لكنه سبقه قائلا:
- ما بك؟ ... لماذا تضحك؟
أجابه جاسر وهو يعدل من وقفته ليستند على باب الشرفة:
- ما بك أنت؟ ... لماذا هذا الحزن؟ ... هل اشتقت لأحد؟ ... أو لأقول لإحداهن بالتحديد...
ليجيبه آسر بنزق به بعض الغضب:
- جاسر حبا بالله اتركني لحالي رجاء...
زفرة انزعاج خرجت منه جعلت آسر ينتبه لحاله وإدراك ضرب عقله ليأتيه صوته قائلا:
- آه ... يا خال ...لم أظن العشق مؤلم هكذا؟
ضحكة ساخرة خرجت من آسر:
- خال ... حقيقة ... منذ متى تناديني بالخال، ما الأمر أنت الآخر؟ أتعلم يا ابن شفاء أظن أن حالك من حالي، لم أجد مخرجا من الأمر ولا حلا له.
أجابه الآخر بسخرية بها بعض الحنين:
- حمدا لله لست كميا لو ناديتها بابنته شفاء، لكنا نجهز لجنازتك الآن ولجاءت حبيبة القلب تعزي.
ليجيبه آسر بقلق غير عابئ بما كان يقول:
- أجل ... ميا قصة أخرى، أنا خائف مما هي مقبلة عليه، قد تفقد نفسها في هذه المغامرة التي لا نعلم ما نهايتها.
توقف قليلا ثم تابع:
- أتعلم إنها نسخة مصغرة عن والدك حقا؛ لكن ينقصها بعض النضج لتصبح شاهين رقم اثنين.
رد جاسر وهو يعدل من ملابسه:
- يلزمنا اقتراحات آسر ما رأيك بجلسة شباب الليلة؟
![](https://img.wattpad.com/cover/359390314-288-k8146.jpg)
أنت تقرأ
عشق شاهين
Romanceهي من عشقت عشقا لا حدود له هي ثمرة عشق تحدى العادات والتقاليد هي من أحرقت روحها لفراقه هي من أتت لتنتقم ميلانيا شاهين أسد العرابي