الفصل السابع
لندن بيت محمد العرابي:
نيران الغيرة وبراكين الحقد؛ مشاعر تطغى على القلوب فتسلبها الإرادة الأولى لها وجهين أحدهما يكون الحب دافئ كنسمات ربيعية والآخر شر عشعش في النفوس ، أما الثانية فهي سواد قذر يغلف القلب فيمنع نور الحب ودفئ السعادة من الوصول إليه وفي النهاية يتلاشى القلب والروح ليحل محلهما ظلام دامس لا ضوء فيه .
توقفا أمام باب الخروج ما إن وصلهما صوت مروان الغاضب بملامحه المكفهرة قائلا :
- إلى أين ؟
أجابته ريم بصوتها الهادئ الرقيق وحمرة الخجل تداعب وجنتيها :
- ذاهبة إلى المستشفى مع جاسر أريد فحص عيني .
رد عليها بصوت مكتوم يشوبه الغيض من هدوءها ، بينما جاسر يتابع الموقف بتسلية :
- لما لم تخبريني ؟ كنت أخذتك لطبيبة مختصة .
لم يترك لها جاسر المجال لتجيبه قائلا بسخرية واستهزاء :
- على أساس أنني طبيب بيطري ، ذكاءك يدهشني يا فصيح الغيور .
لم يأبه له مروان وتتابع حديثه مع ريم وصوته يعلو شيئا فشيئا ، موبخا إياها بينما هي متصنمة أمامه تذرف الدموع بصمت ... دموع كان مسببها ابن عم وحبيب لطالما كان حلمها منذ الصغر ، أحبها لكن بطريقته الخاصة ،والنتيجة أصبح سجانها الذي كبلها بأغلال تحكماته وقيود اعترافها البريء بحبه ، وكأن أغلال العشيرة وأحكامها لا تكفي ليضيف إليها أغلاله .
أما جاسر فبحكمة قلما زارته بقي صامتا هادئا عكس طباعه ، مدركا مقدار حب كل منهما للآخر عاذرا إياه فليس من السهل على الرجل أن تكتب محبوبته باسم رجل آخر وهو يقف عاجزا مكبل اليدين لا يستطيع فعل شيء ، تعالت أصواتهم بين حسن المدافع عن ابنته ومروان الذي احترق قلبه بنيران الغيرة والعجز ،وانفجر البركان هبت نيران الغضب بينهم من مؤيد لرافض كل يدافع عن حقه بقلة حيلة سببها الرعب الذي سكن قلوبهم وعشش في أرواحهم من مقاليد العشيرة وأحكامها وما يخبؤوه لهم المستقبل ؛ فلا هم يستطيعون الوقوف في وجهها ولا التخلي عنها وعيش حياة عادية .
صمت كرم وهدوءه بينما يراسل ميا يعلمها بالأخبار أولا بأول علها تجد له دواء شافي لكل هذه المصائب ، ولم تخيب ظنه دقائق وأرسلت له الجواب لينفجر ضاحكا بعلو صوته مما جذب الانتباه إليه ، لم يستطع تمالك نفسه ليجيب سؤال عمه حسن :
- ما يضحكك بني ؟ أخبرنا علنا نضحك في هذا اليوم البائس من بدايته .
تمالك نفسه كان صعبا لكنه رويدا رويدا هدأت ضحكاته لترتسم ابتسامة تسلية على محياه بدلا منها ،نفسها التي تربعت على وجه والده أحمد وعمه آسر اللذان أدركا الأمر ليقول :
![](https://img.wattpad.com/cover/359390314-288-k8146.jpg)
أنت تقرأ
عشق شاهين
Romanceهي من عشقت عشقا لا حدود له هي ثمرة عشق تحدى العادات والتقاليد هي من أحرقت روحها لفراقه هي من أتت لتنتقم ميلانيا شاهين أسد العرابي