꧁ الأمسية الثالثة ꧂

18 3 0
                                    

القيت بجسدى فوق سريرى، إنه وقت الراحه منذ ساعات طويلة ، منتصف الليل هو بداية يومى الحقيقى ، لا غيرى أنا و النجوم و القمر .

و لكنها تلك الغيوم الثقيلة أزاحت القمر و نجماته عن ناظرى لا عليها بأس ، إن الجميع اليوم قام بعنادى و إثارة غيظى، فجارتى قررت تنظيف السلم باكرا اليوم و إغراق درجاته بمسحوق زلق، و منذ متى و الحمام يحلق بتلك المدينة، عجبا قد إختار طريق هجرته من فوق سيارتى ليكسوها بروثه .

إستيقظت اليوم مرهق للغاية لا أعلم هل من الطبيعى أن يستيقظ الإنسان بتلك الحاله و كأننى كنت بمعركة عارمة بالركلات و اللكمات، إننى أفقد طاقتى قبل أن يبدأ اليوم.

تسألت و لأول مرة منذ إنضمامى لحياة الكبار ؛ عن أخر إجازة حصلت عليها أو نزهه أو حتى نوم عميق بدون كوابيس عن تأخرى في إنجاز المهام او نسيان أوراق هامة و توبيخ المدير لى على ذلك. كانت متى؟!

إكتشفت أننى نسيت معنى الراحه، أضحت مجرد حروف جوفاء من المعان بالنسبة لى ، إننى في حاله ركض مستمر جميعنا نركض من شئ ما او يركض وراءنا شئ ما و رغم ذلك فالنتائج غير متوقعه.

لقد أخبرونى بذلك؛ العائلة، الأصدقاء و كل من يمتلك لسان بشرى... أخبرونى أنه و لابد أن اصل للقمه و أن اكون قويا، ثريا، جذابا، و هناك العديد من المهارات في جعبتى و لازال لدى المزيد.
أن أكون مدهشا و متعدد الإمكانيات و اللغات و العلوم.

أن أتحدث الفرنسية و اللاتنية و الهيروغليفية، أن أكون طيارا، محاميا، معلما، و شرطيا و أن أنافس آنشتين في نظريته عن الفوتونات.

لدى العديد من الأموال بكل أنواعها، عقارات و منقولات و نقديات أنافس بها البنك المركزى.

لا يمكننى أن أفشل و ممنوع علۍ البكاء، هكذا و إلا فأنا زنديق قد كفر بآلهه الرونق و البهاء الإجتماعى.

عشت حياتى أركض نحو ما يريده منى المجتمع، كسائق تاكسى ينتظر من يقول له عن محطته التالية لا يتحرك الا بهذه الأوامر ، تخيل أن تعيش حياه لن تتكرر و أن تضعها أسفل الأقدام يدهسها الجميع، في مقابل أن يمنحوك لقب الأفضل، أن يلتفوا حولك.

أتذكر أننى إلتحقت بالشعبة العلمية بالمرحلة الثانوية فقط لأننى وجدت زملائى يتصارعون عليها و المعلمون ينظرون لطلاب تلك الشعبة بإجلال غير مسبوق و كأنهم أحفاد رازرفورد.
تجرعت مرار الكيمياء و قباحه الفيزياء و نظرياتها العتيقه التى لا تمت للواقع بأى شئ.

إلتحقت بتخصص بدأته بحفاوة الأهل و مقارنات بينى و بين أبناء الجيران و صراع خلف الإبتسامات و التهانى من الذى أوصل أبناؤه لدرجات كسرت درجات حرارة البراكين.
من الذى حصل على مقعد بقمه الكليات.

و أنهيته ببكاء مسائى و صياح أثناء المذاكرة و صراع للبقاء في دفعتى دون رسوب او إعادة قيد كنت أحشر المعلومات بعقلي و أصرخ به لا تفهم لا تحاول ذلك فقط إبتلعها جميعا و لا تقلق سنسكبها بورقه الإمتحان وضعت درجاتها مسبقا و لكننا نحاول .

صباحا بعد منتصف الليل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن