{ الأمسية الرابعه }

10 2 0
                                    

بكبسة زر إنتهت القصه ، سريعا و كأنها لم تكن ، ذلك الوقت الذى إعتادت عيناى فيه أن تقرأ رسائله ، قلبي حاوطته الفتنه من كلماته المعسولة ، كان يعرف حقا من أين تؤتى القلوب ، صائد ماهر ركز صوبه على جراحى و مسح عليها بحنو لا مثيل له .

أتذكر أول دقائق لتعارفنا ، ظننتها صدفه ، و لكنها وهم الصدفة ، أخبرنى على إستيحاء أن كلماتى أيقظت جوارحه و جراحه و أنه مسرور بوجود كاتبه مثلى جريئة خلعت اوراق التوت عن عورات الفكر و أظهرتها للجميع .
لم أنبهر بمدحه فيوميا تنهمر علي تلك الرسائل ممن يتابعونى ، المبهر أنه لم يكن مبهرا مطلقا ، مثل الجميع .
توالت رسائله لى ، تتنوع كلماتها بين مدح و مناقشة و بعد فترة بدأ يوجه لكتاباتى النقد البناء و يلفت نظرى لبعض الأشياء و هكذا .

لم أكن أعيره إهتماما أو حاولت ذلك و بعدها قررت أن لا أجيب على رسائله فهو مجرد متابع ثرثار هكذا أخبرت نفسى حتى لا تنسى ، و إستمرت رسائله لكن أخدت منحنى مختلف ، بدأ في التحدث عن نفسه و كأن المحادثه بيننا تحولت لمدونة شخصية ، رغم اننى لم أكن أجيبه و لكننى تحولت لمتابعه مخلصة له ، لقد جعل عيناى تسافران خلال دقائق عبر حكايات حدثت لسنوات ، أخدنى من يداى و فتح أمامى غرفته المغلقة ، شاركنى ظلمتها بلا خجل ، نسيت حينها أننى كاتبه فأصبحت أنا أحد أحرفه و نسيت انه مجرد متابع متطفل فأصبح هو كاتبى المفضل ، أخبرنى مرة أنه لا بأس من صمتى فلمجرد رؤيته تلك العلامة الزرقاء فوق رسالته و التى تدل أننى رأيتها ، و ظهورى نشطة فهذا رد واف فالقليل منى يغرقه من رأسه حتى قدميه .
سحبنى عقلي لمرات عديدة ليجعلنى انظر من خلال المنطق ، أن تلك الخطوات ستوقعنى في الحافة ، أن تلك إحدى الخدع المستحدثة ، يجب أن أعود فورا لثباتى و كل منا يجلس بمقعده ، يجب أن أتخلص من الغرور فالمحارب الشجاع قد تهزمه بعوضه او قضمه فأر صغير .
ليصفعه قلبي و يحدثنى ، أن ذلك تضخيم لا داع له فأنا شخصية عامه و مؤثرة إستنجد بى أحد المتابعين ، غير ذلك أنه لم يباردنى بغزل ، و لم يواجهنى بتسؤلات جريئة ، و أننى أتابع رسائله فقط شفقه ليس أكثر ، و أنه لم يعقب على عدم ردى بل اكتفى بمشاهدتى لها فحسب ، إذن لا بأس .

هكذا صراعات دهست فيها بين المنطق و الوجدان ينتشلنى منها رساله ذلك المتابع العادى للغاية او هذا ما كنت أظنه .

بصباح أحد الأيام ، تفقدت هاتفى كل شئ كما هو ، التطبيقات و الاعدادات حتى التفاعلات على أخر ما كتبته من قصص مرتفعه كما عاهدتها.
شئ ينقصنى و هو رسالته ، اتسعت حدقتا عيناى و تعرقت ، ايعقل ؟! أين و لماذا ؟!
دخلت صفحته الشخصية ، و كنت بها كرحال بالفيافى باحثا عن بئر ماء ، منشوارته عادية و التفاعل عليها بسيط و أحيانا منعدم ، بعض الصور له بمراحل مختلفه من حياته سمحت لنفسى بإقتطاف احداها ، عيناه الزيتونتين، خصلات شعره متموجه و إبتسامته الجذابة و لكنها حزينة نوعا ما.
شاب عادى لكنه أبهر عيناى، مكثت بصفحته الشخصية لساعات حتى آتانى إشعار، إنه هو فتحتها بسرعه، كنت اعانق كلمات رسالته بنهم حاولت كبح جماح تلك المشاعر الغريبة علي ، يسألنى كيف حالى أجبته بسؤال آخر عن أين اختفى طوال تلك الفترة و بدأ الحديث بيننا يتواصل بلا إنقطاع ، أصبح هو أخبار العالم ، و كتاباتى و أصدقائى، كان قليل الكلام و لكن كل كلمه منه تحمل العديد من المعان، ينهى المحادثه في اللحظة الأكثر اندماجا بيننا، يتركنى أموج بالأفكار عن ماذا يقصد و كيف أخرجه من صمته هذا، يشرعنى أننى بداخله أعرف ما لا يعرفه أحد و في ذات الوقت انا لا أعرف عنه شئ، بمهارة يسحب من جوفى أسرار لم يعلمها حتى أبواى، جزء مني يقاوم و العديد من الأجزاء تهرول له، أنقطع لفترة عن مراسلتى، جننت حينها لا أملك سوى رسائله و صفحته الشخصيه لا شئ آخر، شعرت أننى أحترق لكن بهدوء تسوية بسيطة على نار حامية، اعتكفت بالبيت أبكى لا أكل فقط الشوق يأكلنى، عاد متعللا أنه خائف علي من نفسه لا يريد أن يظلمنى و في ذات الوقت يريد أن يطمئن أننا نحب بعضنا البعض، الحب يغذيه التضحيات، حينها كنت متعطشة له فلم أجادل فقط أرتوى منه هذا كان چل إهتمامى، إزداد حديثنا من بعد منتصف الليل حيث تستيقظ أشواقنا و شهواتنا، تحولت بيننا المحادثه لغرفه نوم جرئ ما يحدث بداخلها، كان يخلع عنى حيائى، وقارى، هدوئى و يمرر كلمات غزله على ذاتى ، يشعلنى و يصمت، فأطلب أنا المزيد فلا يزيدنى حتى اقدم له شئ، ارسلت له صور لي بدأتها و انا بكامل حجابى و بدا هو بتعريتى رويدا رويدا و دون شعور منى و رغبه جامحه وافقت كنت اريد أن أسمع ان شفتاى مكتنزتين ستعصر بين شفتاه ، ان نحرى لا يليق به سوء أنفاسه الحارة ان منحنيات جسدى تستحق ان يمرر فوقها أنامله بنعومه، يخبرنى يوميا أننى أسرته بأنوثتى و لا يريد أن يتحرر من ذلك الأسر، أنه يريد الغرق فى جلدي، شعرى، و داخلى أكثر من قبل.
و انا ارسل له المزيد من الصور و هو يقابلها بغزل و تفنن بإثارتى ، أصبحت قطعه لدنه من الصلصال بين يديه.
تحولت جرأته لبرود مهما قدمت له، مهما حاولت اثارته، أخبرنى أنه سأم يريد أن يبتعد ليستريح قليلا و ليشعر بالشوق أكثر، رفضت ببكاء و توسلات فلن استطيع التخلى عن جرعه الدوبامين، بعد انهيار مني طلب أن ارقص له بميوعه أن اثيره، و بالفعل قمت بذلك و ارسلت له الفيديو، كل يوم اقدم المزيد حتى احصل على القليل منه، أدمنت وجوده.
بقينا هكذا لفترة حتى تشاجرنا لانه طلب منى أن اذهب اليه فهو سأم من افتراشى بمحادثه يريد أن أدفء فراشه حقا و ان يغطينا الظلام لا ينير الأجواء سوى نيران أشواقنا، رفضت و خشيت كثيرا خصوصا بعد أن عرضت عليه ان يتزوجنى و بدأ بالتعلل بأسباب واهية فعلمت انه غير جاد رغم أننى آمله ان يخيب ذلك الظن و يتزوجنى.
استمرت بيننا المشاجرات حتى انه وصل بتهديدى ان ينشر صورى و محادثتى عبر مواقع الانترنت اذا لم اوافقه.
انخلع قناعه عنه ظهرت انيابه، حقيقه تمسكه بي، ما كنت الا فريسة ساذجه، سقطت اهاناته على مسامعى بألم، صوته الرخيم تحول لنعيق، يريد أن يلتهمنى و الا سيقدمنى وجبه مجانيه للجميع، لم أخبر أحد اغلقت صفحتى و أرقامى و اعتزلت الجميع و هو أيضا حتى لا يصل لى.
لقد اصطادنى من احتياجى ان أشعر بأنوثتى ان اكون فتاه احلام شاب ما، أننى مثيرة، لاحتياج اذناى ان ترتوى من الغزل، احتياجى للحب، كنت كالسمكه التى فتحت فماه فأصبحت وجبة أحدهم بمطعم رخيص، لم يحبنى، هو أراد أنثى معه، و ياحبذا لو كانت ساذجة، ضعيفه الاخلاق، لا تثق بنفسها و لا انوثتها تريد من الغير ان يخبرها بذلك.
ها انا الان اجلس خائفه اتأوه قهرا على ذنوبى ثمنا لتأوهى من متعه محرمة، انتظر مصيرى و ذلك الشيطان البشرى و ما سيفعله بي، أخبرنى خالقى الا أقترب لأننى ضعيفه و لكننى تكبرت و لا بأس من كلمه بينى و بين شاب، لم أحترم ضعفى و لا احتياجى، ليتنى كنت ترابا قبل ما حدث، ليتنى ما اتخذته عشيقا، ليتنى كسرت له ساقه عندما حاول دخول من منزلى من ظهره فالبر ان يأتى بيتى من بابه، خضعت بالقول حتى طمع بى وضيع النفس والأخلاق.
أندم و ما يفيد الندم

صباحا بعد منتصف الليل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن