لقاءٌ مع الغريبْ

566 18 7
                                    




(ما الذي تفعله آنسة جميلة مثلك في مكان كهذا ؟ )

لم يكن عليه أن يسأل فتاة غريبة مثل هذه الاسئلة المريبة ...أن تصف شخصا بالجمال فقط لأنك رأيته لأول مرة لهو تصرف مخزي ...ولكن من هي لكي تتحدى السلطة التي فرضت عليها أن تتحمل ذكورا كشاكلته ...وكالعادة تحاول أن تجاري أمورها لكي تذكر نفسها في كل مرة أنها انثى مفعمة بالغرائز التي تجعلها دائما محط الاهتمام لينتهي بها الامر إما في سريره أو اسوء...إقامة علاقة عاطفية فاشلة مصيرها الانفصال !
ادارت رأسها بتجاهل بحثا عن شخص ما لكي ينقذها من هذه الورطة التي اوقعت نفسها بعنادها الشبيه بعناد الماعز في موسم التزاوج ...لتشير إلى النادل لكي يقترب من طاولتهما بمضض ولباقة تناقض تصرفها الغير متحضر بتجاهلها للجالس أمامها بصفوة وهيبة

اتاها صوته الحاد بلباقة لا تلائم وجهه المشوه من كثرة تلك الكدمات البنفسجية التي طبعت عليه بقسوة...صوته الشبيه بخرير الأنهار في موسم الشتاء...يتصف بالانسيابية رغم بروده العنيف :
( فتاة بجمالك ألا يفترض بها أن لا تقلل من الشخص الذي يجلس بجانبها ...خاصة إن كان معجبا بها )

ابتسمت بتعجرف قبل أن تخفض يدها ببطأ لكي تمسك بكأس النبيذ الذي كان بجوابها ...إرتفع حاجبها بتمرد أمام فصاحته الغريبة وثبات كلماته وكأنه يضعها أمام أمر الواقع أنه لا يجلسها إلا لشدة إعجابها بها ، ومازاد من تلك الهالة التي تحيط به هي تلك الأنظار المنبهرة بجماله الذي كان نسبيا من ناحيتها ...خاصة أنها لا تنجذب إلى هذا النوع من الرجال الذي يغتر بنفسه...بفضح سلطته الذكورية على إناث يشتهين جسده أو أمور أخرى لا تعلمها في عقله المريض !
مط شفتيه بتذمر عندما أطالت النظر في ملامحه وكأنه نوع نادر من الحيوانات المفترسة ....بل وكأنها تحاول أن تتأقلم مع ملامحه الغريبة بالنسبة للمجتمع الأوروبي الاصفر ! ...لم يكن بشدة سمارها الساحر إلا انه كان حنطيا ذو بشرة فرعونية شاحبة...مع مزيج من الرسومات التي طبعت على وجهه وكم ودت أن تشكر راسمها لأنه ابدع في كسر تقاسيمه المستفزة
.....هل يبدوا متحرشا ؟
هذا ما كان يدور في ذهنه المسالم حرفيا أمام غطرستها ، ليقوم بوضعها تلقائيا في تلك الخانة التي يبغضها في معضم نساء هذا العصر ....

لقد جلس بجانبها بمحض الصدفة ...رغم أنه يعترف ومن اعماق قلبه انها اجمل صدفة قد رآها في حياته ...ولكن ما اضعف موقفه هم رجال الشرطة الذين يحمون حول هذا الزقاق ...لذلك سيسير مع تيارها إلى أن تهدأ الأمور  فينجوا من ورطته بأقل الخسائر

اقترب النادل منهما مهرولا ليقوم بحمل دفتره الابيض قائلا بعملية وهو ينظر إليهما بهدوء...متفاجئ بغرابة جلوسهما وكأنهما على مشارف بداية حرب النظرات القاتلة عكس الازواج المنتشرين في الطاولات المجاورة:
( تفضلي سيدتي ؟)
ابتسمت بسخرية وهي ترمقه بتعالي وغرور مخاطبة النادل بهدوء وثبات وكأنها تشير إلى شرذمة وجب عليها تحملها:
(احضر لسيد شيئا لكي يشربه)
كبداية لهذا القاء المحتم ...خاصة وأنها تجلس في هذا المكان المشبوه ،أراهن أنها لن تجد حبيبا بهذه الشخصية المستفزة ، رغم براءة ملامحها الساحرة فهي تخفي إنطباعا قد يجعل اشد الرجال صبرا يهرول بعيدا عنها ...بل ويجر معه حظه التعيس الذي وبالكاد اوقعه بأمثالها من الاناث

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 15 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Red Date حيث تعيش القصص. اكتشف الآن