الجز الثاني!

23 0 0
                                    

أبيك حبٍ ما أمتلك قلب أنسان .. وأبيك شعرٍ غامضٍ محدٍ قراه إلا رمشي وعيني
-
وصل المستشفى ونزل متّجه لمكتبه أستوقفته الممرضة عنود: دكتور فيه حالة طارئة
ناظرها وكشّر ومشت معه لمكتبه: بنت صغيرة طاحت على طاولة زجاجية وفيه زجاج داخل عامودها الفقاري
فتح باب مكتبه ومسك لابكوته يلبسه: دخلوها غرفة العمليات بسرعة ونادي لي الممرض سعد يساعدني ومجيد
هزت رأسها بالإيجاب ونطقت: وأنا؟
ناظرها وأردف: اليوم أبي سعد ومجيد .. استعجلي!
هزت رأسها باستعجال وطلعت تركض تنفّذ كلامه.. لبس
سماعته واتجه لغرفة العمليات يتطهّر ولبس القلفز النظيف وبدأ بعمليّته بتركيزه المعتاد بدون تشتت..

عند ثابِت اللي جالس بهدوء عند مكتبه ودخل زميله بالعمل وصديقه عبدالمحسن صافحه بابتسامة ونطق: اشتقنا لك عساك انبسطت
ابتسم عبدالمحسن وهو يجلس قباله: ما اشتقت لكم يبن الحلال والله شهر عسل ولا بالاحلام عقبالك يالرفيق
ضحك ثابِت ونطق: العزوبية جايزةٍ لي خلّني منبسط
عبدالمحسن: صدقني والله الزواج له لذة فيه احد يحتريك ليل ونهار ويعطيك وجه طول الوقت
ناظره ثابِت بنص عين: هذا اللي انت بلشان به؟ واضح اهلك كانوا يسكتونك وانت ورع
ضحك عبدالمحسن: رميت سهمك
بادله الضحكات ونطق: دريت بالمهمة الجديدة؟
تنهّد ثابِت ونطق: طلبني الملازم بس لسا ما رحت له، عساها سهلة؟
خذا نفس ونطق عبدالمحسن: تجارة مخدرات بحيّ * أم واحد من البياعين اشتكت عليهم غايتها تنقذ ولدها وقام واحد منهم يوم درا بشكوتها طلق عليها
رفع حواجبه بصدمة: حسبي الله عليه! وش صار عالأم؟
صفق ايدينه ببعض: بالعناية المركزة غيبوبة
عض شفّته يفكّر بكم شيء ووقف بعدها يتّجه للملازم..
-
سلّمت ورقتها وطلعت من القاعة وصدرها منشرح، شكرت وحمدت ربها مليون مرة.. مسكت جوالها تبشّر أمها وتنهّدت على حلطمة وِداد بالمحادثة وكتبت لها: تعالي الكافيتريا
بالفعل تقابلوا بالكافتيريا، جلست وِداد ونطقت بزعل: الاختبار زي وجه الدكتورة قسم بالله
ضحكت فاتِن: سيء لهالدرجة؟
هزّت رأسها بالنفي: مو سيء مرة بس ما عجبني توقعته أحلى
مدّت ايدها تمسك أيد وِداد: ما عليه بالنهاية حنا لا ينكد عليك شدّي حيلك بالجاي وبساعدك
ضحكت وِداد: والله انك تحفظين دروسي اكثر مني من كثر ما تساعديني يا عمري يا فتّو
أبتسمت لها فاتِن: حبيبتي والله ما أتركك للظروف بيوم، بتلاقيني جمبك وين ما رحتي الله يعينك نشبة
ضحكت وِداد: أحلى نشبة بحياتي من الطفولة، وين بنتغدى؟
ضحكت فاتِن بصدمة: ما صار لنا ساعتين فاطرين كروسان وقهوة يا بطينية!
تأففت وهي تمسك جوّالها تمثّل الزعل ومسكت أيدها تقوّمها: امشي بدق عالسواق يجي ياخذنا
أبتسمت بالخفا وِداد ونطقت: على وين؟
ناظرتها فاتِن: على مطعمك الإيطالي المفضّل، عازمتك انبسطي
بعد عدة ساعات دخلت البيت بتعب ونطقت بصوت جهوري: ماما؟
طلّت سمر من باب المطبخ: بالمطبخ
أبتسمت وأتجهت لها: الله الريحة حلوة، بشاميل؟
هزّت رأسها بالإيجاب سمر وكشّرت بضيق: ليتني ما تغدّيت برا
نطقت سمر: خلي بيتزا الكفار تنفعك
ضحكت ونطقت سمر: الا وين وِداد ماهي بالعادة ما تجي معك؟
أنهت كلامها ودخلت وِداد: كني سمعت أسمي؟
ضحكت فاتِن: البزر تهاوشت من طفل صفق راسها بالكورة
ناظرتها بطرف عين: يستاهل ما يشوفني وش كبري قدامه قليل الأدب!
ضحكت سمر: الحمدلله والشكر
أردفت فاتِن: ماما أنا بنام ساعتين كذا وصحيني عندي مذاكرة
تأففت وِداد: هذي مرضعتها حب الشقى؟
ضحكت سمر ونطقت: الا حب عزة الشأن
أنسحبت من بينهم ولحقتها وِداد، دخلت غرفتها تفصخ عبايتها ونطقت: ودّو تراني بنام ما ابي ازعاج تكفين
ناظرتها وِداد: ماني مزعجة تراني
رفعت حواجبها وسحبت بجامة من الدولاب ودخلت دورة المياة تبدّل لبسها..

أبيك حبٍ ما أمتلك قلب أنسان .. وأبيك شعر غامضٍ محدٍ قراه إلا رمشي وعينيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن