الجزء السادس!

18 1 0
                                    

أبيك حبٍ ما أمتلك قلب أنسان .. وأبيك شعرٍ غامضٍ محدٍ قراه إلا رمشي وعيني
-
أتجه لبيته ونزل يفتح الباب واستقبلته أمه: هلا حبيبي
أبتسم يحتضنها ويلتمس بحضنها وتطويقة ذراعيها أمان العالم كلّه: هلا بك يا شراييني، معي ذياب يبي يسلّم عليك
فصلت الحضن ونطقت: زين البس حجابي ودخله
هز رأسه بالإيجاب وبالفعل لبست حجابها وناداه، دخل وأبتسم وبادلته الابتسامة وأحتضنها وهو يتذكّر أمه في كل تفاصيلها، يعتبرها آخر نسخة وُجدت من أمه على مر زمانه.. ربتت على كتفه تلتمس حنينه للماضي وأيامهم جميع برفقة أمه ونطقت: هلا بولد الغالية اللي غلاها ما نقص ولا ذرّة
أبتسم وابتعد يقبّل راسها: شلونك يا يمه؟
أبتسمت وهي تربت على أيده: بخير دامكم بصحة وعافية.. وينك ما تجيني ولا تسال عني؟
أغمض عيونه بأسف ونطق: والله وأنتي أدرى بقدرك عندي من كل الكلام الطويل، بس المستشفى ماخذة كل حياتي ما أفضى أبد
أبتسمت وناظرت ثابِت اللي مشى يتجه لغرفته.. ورجعت نظرها لذياب: ألمح بعيونك لمعة حبها القديم، للحينك تبيها؟
أبتسم وأعتاد عليها تفهمه وكان يجلس هو وأمه وحليمة وثابت ويشتكون ويفضفضون لبعض كحدث أسبوعي.. هز رأسه بالإيجاب: للحين يا يمه
أبتسمت ونطقت: تبيني أروح أخطبها؟
ناظر عيونها اللي تشعّ بالجديّة وهز رأسه بالنفي وكان ودّه يصرخ ب أيه! ولكن يدري أنها بتصدّه لأنها ما شافت منه جانب المحب: لا يا يمه أرتاحي، بأذن الله أنها لي لو طال الزمان والا قصر بس الحين البنت منشغلة بدراستها خريجة
لانت ملامحها وهزّت راسها بالإيجاب ونطقت بحنيّة داوت جميع جروحه وشفت غليل زمانه: لك مني وعد، أروح أخطبها لك وأخليها حليلتك قدام العين الطويلة والقصيرة.. متى ما ودك علمني
أبتسم وهز رأسه بالإيجاب يأشر على خشمه: على خشمي
جاء ثابِت ونطق: خلا يخوي فك امي
ضحك وناظره: مشينا؟
نطق ثابت: شكله ما ودك
ضحكت حليمة: هذا وغيرته اللي ما تقضي
قبّل راسها ثابت ونطق: تأمريني على شيء؟
هزت رأسها بالنفي: بروح لجارتنا سُعاد
هز رأسه بالإيجاب وغادر البيت برفقته ذياب متجهين للمخيّم مع الشباب..
-
بلعت لقمتها ونطقت: وهذي السالفة وين ما أروح ألقاه بوجهي طالع! ولسانه طويل ويخرع وجع!
ضحكت منيرة: نقول مبروك؟
شمّقت لها وِداد ونطقت شهد: عاد يقولون ما بعد العدواة ألا المحبة
أبتسمت فاتِن: وكيف شكله؟
أردفت وِداد بصدمة: أنا وين وأنتم وين؟ شهود وقفي معي شوي
أرتشفت شهد من مشروبها ونطقت: تعالي الحين ليه يخرع؟
رفعت أكتافها ونطقت وهي تصغّر عيونها تتذكّر: فيه زي الندبة على وجهه من حاجبه لطرف عينه بشوي
كشّرت فاتِن: من وشو تتوقعين؟
لوت شفّتها: ماني مهتمة صراحة بس الموقف البطولي اللي سوّاه ما جاز لي
تنهّدت سلوى: ما يعجبك العجب يا دودي! الرجال وقف معك ودافع عنك
نطقت راما: افعل خيرًا لوِداد تلقى شرًا
تأففت وِداد ونطقت فاتِن: أنتم ما فهمتوا ودّو، اللي قهرها يتأمّر عليها هي ما تحب كذا
ناظرتها وِداد بابتسامة.. محد فهمها الا صديقة طفولتها ومراهقتها وشبابها: والله محد يفهمني ألا فتّو
نطقت شهد وهي تناظر جوالها: أبوي جاء يلا بمشي
نطقت وِداد بمزح: أخيرًا طفشنا منك من الظهر مقابلتنا
ضحكت فاتِن ونطقت شهد وهي تخنقها من الخلف: والله ان ما تنطمين انام عندك
تنهدت وِداد وهي تكح: نسكت الشكوى لله
وبعد نصف ساعة ودّعت الجميع وناظرت فاتِن: والله أنبسطنا
أبتسمت فاتِن وهي تلم الاوصاخ: فعلًا والله الحمدلله سويناها من زمان ما انبسطنا كذا
نطقت فاتِن بعد دقايق: ماما تقول تبيني بموضوع
كشّرت وِداد: موضوع وشو؟
رفعت أكتافها فاتِن: مادري وخايفة أدري ماعرف ليه، طلعت مع جارتنا أم علي ورجعت تقول تبيني بموضوع
سكتت من دق جوالها ورفعته وهي تضحك: شوفي ماما دقّت
نطقت وِداد: حطي سبيكر
ردّت وحطّته سبيكر: فاتِن وينك تاخرتي
نطقت فاتِن: توهم راحوا البنات والحين جالسة أساعد ودّو بالتنظيف
نطقت سمر: لا تطولين قلت لك بكلمك بموضوع يا ماما
ناظرت وِداد ونطقت: تمام ما بطوّل
قفلت من أمها وناظرتها وِداد بخبث، ناظرتها فاتِن ونطقت بتنهيدة: أعرف هالنظرة، وش ناوية عليه؟
تقدّمت وِداد وهي تجلس وتجلسها: تذكرين وحنا صغار كان دايم ودنا ندخل شقة عمو نستكشفها؟
شهقت فاتِن: كبار حنا الحين يا وِداد عيب!
نطقت وِداد: أمشي بنطلع وندخل ولا يدري بنا أحد نستكشف بس ما نفتش
سكتت بتردد ولكن فضولها غلبها ووقفت تلبس عبايتها وحجابها مع وِداد وصعدوا لشقّته.. فتحت الباب بالمفتاح الاحتياطي ودخلوا وأغلقوه وراهم، رفعت حواجبها فاتِن: ما شاء الله ذوّيق
أبتسمت وِداد تشغّل النور: أيه طالع على بنت أخوه
ضحكت فاتِن تتمشى معها بشقّته ولفت نظرها البرواز على طاولة الصالة.. رفعته وأبتسمت: هذي جدتك الله يرحمها صح؟
ناظرتها وِداد وابتسمت بشوق: الله يرحمها أيه
رجّعته مكانه وفتحت وِداد باب غرفته ونطقت فاتِن: وِداد أوفر!
سحبتها وِداد ورفعت حواجبها بإعجاب.. كانت الغرفة كلّها خشبيّة وكلها نباتات وتتوسطها سجادة حمراء من الطراز القديم، ومكتب خشبي يعتليه لوح معلّق عليه أشياء تخص الطب أبتسمت تتأمل خطه الجميل وتلخيصاته للدراسة.. نطقت وِداد: فتّوني شوفي
ناظرتها فاتِن وشهقت: الله!
كان عنده علاقة ملابس خشبية معلّق فيها أكثر من لابكوت وسكراب.. خذت واحد وِداد ونطقت: جربيه!
أردفت فاتِن: شدعوة ودّو كل يوم ألبسه مو جديد علي!
تأففت وِداد وهي تفصخ عبايتها: يلا عاد
لبسته وأبتسمت تناظر المرايا: الله حلو شكلي فيه.. مرة مرة
أبتسمت لها وِداد تحتضنها: أيه والله الله يبلّغنا أحلامنا يارب
أبتسمت فاتِن تفصخه وتعلقه: آمين يارب
صدّت وِداد تحوس وتقدّمت للمكتب وكشّرت من لمحت طرف صورة طالع من أحد الكتب.. سحبته وأنلجمت من شافت نفسها وهي صغيرة، كثير أسئلة ترددت ببالها لكن سكتت وهي ترجعها مكانها وتطلع مع وِداد
-
دخلوا المخيّم وابتسموا الشباب يوقفون يسلمون عليهم..
جلسوا ونطق عبدالله: ما بغيتوا تنورون المخيّم
أبتسموا ونطق ذياب: منوّر بنور أهله يبو فهد شخباركم؟
بدوا يتبادلون الأخبار بحكم القطعة الطويلة ونطق سعيد. يبي لنا نكرّرها أسبوعي والا يا رجال؟
وافقوه الرأي ونطق ذياب: والله ماهي فكرة شينة لكن تعرفون وضع دوامي أحيانًا أضطر أمسك شفتات متاخرة
نطق ثابت: ماعليكم أجرّه معي ونجي
ضحكوا ونطق عبدالله: حي عينك يا ثابت
نطق مشاري: الا ما فيه زواج منا والا منا
ضحك عبدالله: هذا منشفح يبي ينعزم ويرقص
ضحكوا ونطق سعيد: ابشر بي اضحي بنفسي واونسك
ضحك ذياب: يعني منت مولّمها من أول؟
ضحك سعيد: نقول يارب
أبتسم ثابت: فيه عشاق هنا يعني
ضحك ذياب وناظره يفهم تلميحاته ونطق سعيد: منهو الثاني غير عبدالله؟
أبتسم ثابت ونطق: بعض الناس الله يستر عليهم
-
دخلت البيت ونطقت: ماما وينك؟
أردفت سمر وهي تكتم التلفزيون: هنا تعالي
تقدّمت وهي تفصخ عبايتها: وحشتك؟
احتضنتها ونطقت: أكيد وهذا سؤال!
ناظرت أمها وأعتدلت بجلستها: تفضلي فيه كلام واجد قوليه
ضحكت سمر وهي تلف عليها: اليوم طلعت مع أم علي
هزت رأسها بالإيجاب وأكملت سمر: وما شاء الله ولدها طيّار متخرّج السنة اللي فاتت وهالسنة توظّف وراتبه يسد وزود
تنهّدت ونطقت: أم علي هذي ماغير تخطب
نطقت سمر: أصبري اسمعيني
أردفت فاتِن: ماما تدرين أني جالسة أركز على دراستي حاليًا ما أبي أي شيء يشتتني أبي أتخرج وأنا مقدمة اللي علي وزيادة وراضية عن آدائي
تنهّدت سمر: أبي أشوفك عروسة
لانت ملامحها وحاوطت أيدين أمها ونطقت: أفهمك والله بس أنا ما أبي أتزوج أحد عشانه طيّار والا مهندس، أبي أتزوجه عشانه هو وعشان شخصيته ناسبتني
نطقت سمر وهي تربت على أيدها: هو مو مستعجل بالزواج، خطبة ثلاث أربع خمس شهور اللي ودّك يمديك تعرفتي عليه.. وتاخذين راحتك معه وتعرفين طبوعه وشخصيّته وبعدها لو ما جاز لك نفصخ الملكة
ناظرت أمها وتنهّدت وهزّت رأسها بالإيجاب: بس ما أوعدك، بستخير وأشوف
هزت رأسها بابتسامة وراحت لغرفتها تاخذ شور وغطّت بنومة عميقة..

لا تنسون النجمة ⭐️

أبيك حبٍ ما أمتلك قلب أنسان .. وأبيك شعر غامضٍ محدٍ قراه إلا رمشي وعينيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن