الجزء الثامن!

22 0 0
                                    

أبيك حبٍ ما أمتلك قلب أنسان .. وأبيك شعرٍ غامضٍ محدٍ قراه إلا رمشي وعيني
-
دخل المستودع اللي يقبع بأحد المناطق البعيدة عن البيوت بوسط مزرعة مهجورة.. فزوا الثلاثة من دخل ونطق بغضب: اللي له ايد باللي عمله سلطان يفز على حيله
ابتلعوا ريقهم بخوف ورهبة من عاقبة امرهم ونطق بعصبية: والله لا انتف له ريشه واطحن الحب اللي براسه أخليه يعرف شلون يخوّن بي!
نطق أحد الأفراد: والله ما لنا ذنب..
سكت من بتر عليه عبدالله ينطق بغضب: أنكتم! والحين بسرعة خوذوا البضاعة ووزعوها للزباين وما أبي دين ولا نقص بالفلوس، وانتبهوا لا احد يشوفكم
همّوا بالمغادرة واستوقفهم وهو ينطق بفحيح وتحذير: ان طلع نفس من هالمستودع بس، باخذ انفاسكم كلها
طلعوا وكل واحد يفكر بحياته كيف بتصير لو مجرد مرت بباله فكرة الانسحاب مثل سلطان..
-
كشّر يشوف سيارة ذياب على يمين الطريق السريع.. وقّف خلفه ونزل بقلق يتّجه ودق شبّاكه ورفع راسه ذياب عن الدركسون وعيونه محمرّة ورفع حواجبه ثابت بصدمة.. ركب بجانبه ونطق بذهول: تبكي! وش اللي وصلك لهالحالة ياخوي!
تنهّد يكتم أنفاسه المضطربة ونطق بيأس: راحت مني يا ثابت، راحت مني وتركتني بلا حيلة ولا قوة
كشّر ثابِت ونطق: فاتِن!
سكت ذياب من نطق بأسمها يغمض عيونه ويبحر بتفاكيره اللي تودّيه وتجيبه، ونطق ثابِت يكسر الصمت فيما بينهم: يابن الحلال تعوّذ من الشيطان تبكي عشان بنت!
ناظره ذياب ونطق بغضب: مثل بكاك لما خويّك خذا سيكلك وباعه يومك صغير، يوم حسيت ان الدنيا اظلمت بوجهك وما عاد لك مفر ونجاة، ما بكيت على البيعة كثر ان البايع خويك!
استطرد شعوره بذاك الوقت وناظر ذياب وعضّ شفته ونطق: عقدت؟
أنقرص قلبه وناظره: أدع أنها ما عقدت .. تكفى
تشرّب من نبرة خويّه وصديق سنينه الصافية والعكرة الخوف والرهبة والمحبّة واللهفة والوِداد، مدّ أيده يمسح على كتف ذياب ونطق: ما عهدتك كذا ضعيّف ياخوي، شد حيلك
خذا نفس ذياب يرفع راسه للسماء ونطق: أحس أني تيتمت ثالث مرة .. حبّها كان والدين قلبي، الحين غدا قلبي وغد بمسكن يتامى
أرتعش قلب ثابِت ونطق بتنهيدة: أنا أبو قلبك وأخوه وعمّه وجدّانه، أصير لك عشرة فاتِن بعد
ناظر ثابِت وضحك على مزحه بوقت عصيب مثل هذا، ونطق ثابِت بابتسامة: أرجعك؟
نطق ذياب وهو يلتمس رأسه بصداع: وسيارتك؟
نطق ثابِت: ما عليك اخليهم يجيبونها لي بكرا، بس عاد الله يعينك تمرني الصبح تصبّح علي وتوديني دوامي
أبتسم ذياب وبدلوا الاماكن واتجه ثابِت لبيت ذياب..
-
طلعت من بيت فاتِن وهي متجهة لبيتهم مشي بحكم أنه قريب، استوقفت أمام باب البيت وهي تشوفه نازل من شقة عمها ناظرها لثواني وصدّ يستغفر ونطقت: لو سمحت
وقّف ونطق وهو يلتفت لها: ثابِت
كانت تدري بأسمه، لكن كبريائها وخوفها من صدّته خلّاها تتظاهر بأنها ما تعرف أسمه عشان يوقّف لها، ونطقت بتردّد وخجل: شكرًا على اللي سويته هذاك اليوم
دخل أيدينه بجيوبه وناظرها يتأملها وشتت أنظارها بخجل من نظراته اللي تتفحصها ونطق يهز راسه: حيّاك الله
كشّرت من ردّه تشوفه يمسك جوّاله ويبتعد عنها ونطقت: مغرور!
سمعها وابتسم وهو صاد عنها ونطق: ترا عندي أذان
أبتسمت أنه سمعها وصدّت تدخل البيت، ناظر باب بيتهم لما تقفّل وأبتسم وهو يدق على خويه يجيه..
-
بعد أسبوع..
وقفت وهي تدخل أحد المحلّات تتفرج على الفساتين.. أبتسمت بانبهار تشوف الفستان اللي صُنع من اجلها لملكة أعز صحباتها، ابتسمت تقلّبه بين ايدينها ولفت نظرها اللي واقف بعيد يتأمل الأرض، كشّرت تدقق ورفعت حواجبها وهي تتقدّم: ثابِت؟
رفع نظراته لها وأعتدل بوقفته من شافها ونطق: وش تسوين هنا؟
ضحكت بخفوت: أنت اللي وش تسوي هنا، ملابس حريم!
ناظر حوله وبترت عليه أمه اللي تقدمت تنطق: هلا يا بنتي بغيتي شيء؟
ناظرتها وأبتسمت تتذكرها: ما عرفتيني يا خالة؟
كشّرت حليمة ونطقت: ملامحك ماهي غريبة
أبتسمت وِداد وأردفت: أنا..
بتر عليها وهو ينطق: هذي بنت أخو ذياب يمّه
أبتسمت حليمة بانشراح وهي تتقدّم تحتضنها: تغيّرتي بسم الله عليك ما عرفتك!
ناظر نظراتها وهي تشمّق له وضحك، احتضنت حليمة ونطقت بمزح: صرت شينة يعني ما عرفتيني؟
ابتعدت حليمة تمسك ايدينها: بسم الله على قلبك.. الشين جنوب وأنتي شمال، تشبهين أمك الله يرحمها
أبتسمت وِداد ولفحت عليها صورة أمها وناظرت ثابِت وشتت نظراتها وأردفت: الله يرحمها
عضّ شفّته من ملامحها اللي انقلبت ونطقت حليمة: وش أخبار ذياب؟
كشّرت وِداد باستغراب من سؤالها ونطق ثابِت يتدارك الأمر: يمّه من شوي مكلمنا علامك
ناظرته أمه وفهمت أنها تجهل بمحبّته لفاتِن ونطقت حليمة: تجين تتغدين معنا؟
ناظر أمه بصدمة وابتسمت وِداد وهي تحب تستفزّه ونطقت: أحد يرفض مجلاسك يا خالة حليمة؟
أبتسمت حليمة تشبّك ذراعها بذراع وِداد وأردفت وِداد: بس احتريني أبي آخذ هالفستان جاز لي مرة
أتجهت للفستان تدوّر مقاسها وكشّرت تنادي العامل: لو سمحت أبي مقاس سمول ما حصلته!
أبتسم العامل يتقدّم ويدوّر مقاسها وناظرها وأردف: الحين في جيب من مستودع
أبتسمت حليمة تناظر ثابِت ونطقت بضحكة على ملامحه: على هونك! ليه كل هالكشرة؟
ناظر أمه ورجع ناظرها ونطق: ما لها داعي العزيمة يمّه
رفعت حواجبها حليمة: هاو! قاعدة على كبدك البنت؟
تنهّد يصد يناظر الفستان اللي أختارته وكشّر من عريّه من الخصرين فيه فتحتين وفتحة لمنتصف الفخذ.. حاسبت ومشت مع حليمة وثابِت لأحد المطاعم
-
ناظرتها الميكب آرتست ونطقت: النود يناسب هاللوك أكثر
نطقت فاتِن: أحب الأحمر علي.. أبي روج أحمر
هزت رأسها الميكب آرتست باستسلام تضع لها روجها الأحمر.. ناظرت الساعة فاتِن ونطقت: غريبة وينها وِداد للحين!
دخلت سمر وأبتسمت ترفع جوالها تاخذ لفاتِن عدة صور وابتسمت فاتِن: طالعة حلوة؟
أردفت سمر: حلوة وبس؟ تاخذين العقل يا ماما!
أبتسمت الميكب آرتست: بسم الله عليها ملامحها أسبانية على مكسيكية، إنتاجك بطل يا سمر
كانت الميكب آرتست صديقة سمر، ابتسمت سمر واردفت: إنتاجي ما يمزح يا افراح
ضحكت وهي تكمل شغلها..
-
جلسوا بإحدى طاولات أحد المطاعم.. نطقت حليمة: السمك عندهم يهبل، تبين سمك؟
فتحت المنبو تتصفّحه ونطقت: لا عندي حساسية منه
ناظرها ونطقت: أبي بيتزا مارقريتا
أردف ينادي القرسون ويعطيهم طلباتهم.. بعد دقايق وصل الأكل وبدأوا ياكلون، نطقت حليمة: ايوه.. سولفي عنك وعن حياتك يا وِداد
أبتسمت وِداد ونطقت: أبد يا خالة ما من شيء مثير للاهتمام.. خريجة تخصص قانون، حياتي أقضيها ما بين بيتنا وبيت فاتِن وأهلها
أبتسمت حليمة: فاتِن قانون زيك؟
شربت من الموية وهزّت رأسها بالنفي: فاتِن تمريض
هزت رأسها بالإيجاب: ما شاء الله، وكلكم خريجات صح؟
أبتسمت تهز رأسها، ونطقت حليمة تناظر ثابِت اللي ياكل ويسترق النظر لوِداد: ما فكرتي تتزوجين؟
ناظرتها بصدمة ونطقت بضحكة: حرام عليك لسا ما تخرجت
ضحكت حليمة: صادقة، انا مستعجلة يمكن شوي.. بس عندي لك عريس ولا بالاحلام
ضحكت وِداد تناظرها ونطقت: ما أفكر حاليًا والله
ناظر أمه بصدمة ونطقت حليمة: أحن وأطيب من قلبه ما فيه، حنون ووفير بالعطاء وشهم وقد المسؤولية.. ولا حب؟ حب من كل قلبه ويعطيك ما وراه ودونه عشان يسعدك
ارتشفت من الموية وناظرت حليمة: ومزيون.. يعني قلب وقالب
أبتسمت وِداد ونطقت بمزح: أعرضي علي هالعرض مرة ثانية بعد الوظيفة، يمكن وقتها أوافق
ابتلع ريقه يتنحنح وأبتسمت حليمة تهز راسها: أبشري
وقّفت تتجه لدورة المياه، ناظرها يتأملها ونطق يكسر الصمت: الفستان مو زين
رفعت نظراتها له وكشّرت: أي فستان؟
أردف ثابِت: اللي شريتيه
صغّرت عيونها تناظر ثقته بالحديث وكأنه مسؤول عنها ونطقت تتكتّف: وش العيب فيه؟
لوى شفّته بعدم اعجاب ونطق: مفصّخ
أبتسمت بسخرية واردفت: مزاجي وكيفي وذوقي.. مو مجبرة أعجبك ولا أنت مجبر تعجبني
ناظرها لثواني ونطق: ما أطريت الإعجاب
رفعت حواجبها وسكتت على قدوم حليمة وناظرته لثواني تصد عنه..

أبيك حبٍ ما أمتلك قلب أنسان .. وأبيك شعر غامضٍ محدٍ قراه إلا رمشي وعينيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن