الجزء الثالث!

24 1 2
                                    

أبيك حبٍ ما أمتلك قلب أنسان .. وأبيك شعرٍ غامضٍ محدٍ قراه إلا رمشي وعيني
-
طلع من المستشفى وتنهّد بتعب، ركب سيارته وناظر جوّاله اللي يرن وردّ: هلا ثابِت
أبتسم ثابت: حيّ عينك وينك مختفي اليوم؟
خذا نفس ونطق: والله كرف ياخوك سويت ثلاث عمليات اليوم واحس جسمي مهدود
نطق ثابِت: كنت ناوي اجيك نتكي بس شكلك منت فاضي لي بتكبر المخدة
ضحك ذياب: أفضى لك ياخوي حيّاك بيتي هو بيتك دف الباب وأدخل
قفل منه ووقف عند بيته ونزل ولفت نظره شبّاكها اللي انواره مشغلة ناظره لثواني وأنتفض قلبه من شافها ترقص وتتمايل على أغنية عجز يميّزها! أغمض عيونه يصدّ بوجهه ورجع بدون إدراك يناظرها من جديد.. شد على أيده وهو يتخيّل ملمس أكتافها العارية بسبب بجامتها جاهلة عن اللي يناظرها ويحمل بداخله محبّة تفوق تصوّراتها.. تعوّذ من الشيطان وهو يلف يجاهد نفسه ما يناظرها: الحلال ألذ يا ولد ناصر تصبّر
دخل بيته وباله مسروق منه، تركه عند باب بيته وعند شبّاكها تحديدًا.. تعوّذ من الشيطان للمرة الالف ودخل دورة المياه ياخذ شور
-
قفّلت الموسيقى وجلست على مكتبها بابتسامة.. تذاكر آخر ميد بحياتها الجامعية بنفس راضية ومتحمسة للقادم، فاتِن بنت طموحة جدًا وهذا الشيء ورثته من أبوها اللي له صيت في أغلب بلدان العالم قبل موته ومستمر للآن حسن سيرته! شركاته بكل مكان وحسن خلقه يثني عليه الجميع، كانت تتصف بكثير من والدها وخصوصًا حب الدراسة والشغل، ناظرت اللوحة اللي على مكتبها ومدّت أيدها تنزع الرسالة من الدبوس وابتسمت بلهفة وهي تقرا رسالة أبوها لها؛ حبيبتي وبنتي فاتِن
أنا أدري طوّلت بالجيّة بس والله كله لجل عيونك أنتي وأمك ومصعب أبي أحط لكم مكانة بالمجتمع غصب عن كل خشم، أحبك يا بابا ومتأمل بك تكونين أحلى ممرضة بالشرقية وبالعالم أجمع
مشتاق لك وعلى جمر الأنتظار أحتري شوفتكم
أبوك - حمد
مسحت دمعتها ونطقت بصوت مهزوز: طوّلت بالجيّة.. طوّلت مرة يا بابا
تنهّدت تعلّقها وتشرب موية بدفعات متتالية، وقّفت تغسّل وجهها وتبدأ تذاكر
-
صحت بانزعاج من صوت أبوها يتهاوش مع واحد بالجوّال لكن ما ميّزت المحادثة، فتحت باب غرفتها وكشّرت من سمعته ينطق: وشلون يتجرأ يسويها هالغبي! الحين بيحومون حول الموضوع لين يكشفونه!
ناظرها تتقدّم له وسكت بارتباك ينطق: أكلمك بعدين
قفل منه ونطقت: بابا فيه شيء؟
هز راسه بالنفي ونطقت: كيف لا وصراخك طي..
بتر عليها يصرخ بغضب: ولا نفس! قلت ما فيه شيء أجباري يعني!
-
طق بابه شال المنشفة من أكتافه وفتح الباب وابتسم يحضن ثابِت: مشتاق لك والله
أبتسم ثابِت يطبطب عليه: مختفي عني عقب تقول مشتاق لك!
جلس وجلس بجانبه ونطق: ليته من فراغ بس
ناظر ثابِت ونطق: قهوة والا شاهي؟
تمدّد على الكنبة ونطق: سو لي شاهيك المنعنع
ضحك ووقف: تآمر
أبتسم له: ما يامر عليك عدو
أتجه للمطبخ يسوّي الشاهي.. بعد عدة دقايق نطق ثابِت بصوت جهوري: تحتري أحد؟
كشّر ونطق: لا ليه؟
وقّف ثابِت يفتح الباب وجمد مكانه من شافها، ناظرها لثواني وصد عنها: هلا أختي آمري!
ابتلعت ريقها ونطقت: عمو هنا؟
ناظرها ونطق: ذياب؟
هزّت رأسها بالإيجاب ونطق بصوت مرتفع: ذياب بنت أخوك تبيك
ترك ذياب اللي بيده بقلق وتوجّه لها، أتجه ثابِت للمطبخ احترامًا لخصوصيته ونطق ذياب: علامك! صاير شيء؟
دخلت ونطقت: عمو صحيت على صوت بابا يهاوش بالجوال بس ما أدري وش السالفة
كشّر وأكملت: كان يقول ان الموضوع بينكشف وانهم بيلحقونه لين يكشفونه بس ما فهمت!
هز رأسه بالإيجاب يطمّنها يربت على كتفها: ما عليك سوالف أبوك المعتادة مع أخوياه، أنا أكلمه بكرا وأشوف وش سالفته لا تشغلين بالك
أبتسمت له وهي تحضنه: الله يخلّيك لي يارب
وأبتسم لها وطلعت نازلة لبيتهم، أتجه للمطبخ وناظره ثابِت بتردّد ونطق: خير ان شاء الله؟
تنهّد بتعب: مشاكل أخوي عبدالله المعتادة
خذا الشاهي وجلسوا بالصالة: والله أن حسنته الوحيدة بالدنيا أنه جابها لكن ليته يحس بالنعمة اللي عنده
سكت يتذكر نظراتها القلِقة وتوتّرها وخذا نفس: الله يهدّي النفوس
-
دخل مركز الشرطة وهز راسه للي يصبحون عليه: صباح النور
ناظر الملازم واقف بعيد وتقدّم له: صباح الخير سيّدي
طق له تحيّة وهز راسه الملازم خالد: أهلين ضابط ثابِت، هل من جديد بخصوص القضية الأخيرة؟
هز راسه بالإيجاب: جيت اكلمك بخصوصها
لف خالد للضابط اللي معه: اسمح لنا شوي
هز راسه ومشى ونطق ثابِت يمشي معه لغرفته: سيّدي اللي اكتشفته من أقوال الشباب ان فيه راس كبير يموّل لهم بضاعة المخدرات لكن ما لقينا له اثر!
ناظره خالد: وشلون ما لقيتوا له اثر! فص ملح وذاب؟
جلس أمامه ونطق: اشارت لي الادلة ان نفس الراس الكبير لعديد من العمليات اللي مسكناها، وللحين ما نعرف مين هو لكن بسوي اللي علي وأكثر لا تشيل هم
نطق خالد بحدّة: يا ضابط ثابِت أبيه عندي! لا مسكناه بتتسهل أمور كثيرة وقضايا كثيرة بنحلها، سووا اللي عليكم وامسكوه!
هز راسه بالإيجاب ووقف: أستأذنك
طلع وناظر عبدالمحسن: أبيك بمكتبي
مشى معه عبدالمحسن ودخل مكتبه يغلق الباب: حطيت قضية الام وولدها براسي، ابي اعرف مين المموّل لهم مين الراس الكبير تحت اغلب قضايا المخدرات!
تنهّد عبدالمحسن: وصخ وذكي يعرف شلون يندس من الحكومة والشرطة.. مادري شلون نفذ مننا للحين
ناظره ثابِت: نبي نطلعه من تحت الأرض وبالنسبة للمراهق اللي طلق عالأم محاكمته تبدأ الاربعاء خلك موجود
هز راسه بالإيجاب ونطق: وكيف الأم الحين؟
أردف عبدالمحسن: للحين غيبوبة
سكت وهو يعض شفّته يفكّر بأشياء عديدة..

أبيك حبٍ ما أمتلك قلب أنسان .. وأبيك شعر غامضٍ محدٍ قراه إلا رمشي وعينيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن