๑ .الفصل الثالث ๑

54 8 33
                                    

๑ .الفصل الثالث ๑

كبسولة زمن نسيها الزمان.

๑๑

خطت خطواتها داخل الملحق، كان ممتلئا بالأغراض غير المستخدمة، لوحات إرشادية قديمة، طاولات وكراسي مكسورة أو ما عادت صالحة للاستخدام، سبورة طباشير قديمة، وكثير من العصي المعدنية، ولسبب ما كرة قدم مثقوبة ومعوجة بشكل يثير الشفقة.

دارت بعينيها متفحصة كل ركن منه علّها تجد دليلا أو خيطا يربطها بأحلامها، في الجولة التفحصية الأولى لم تجد شيئا يلفت الانتباه، لكن عندما أعادت الكرة جذب نظرها الصندوق المغبر في الأرض أسفل طاولة دراسية، والذي كان صندوق حلويات معدني.

إنه مألوف، هو بالطبع كذلك فالحلوى لا تزال تباع للآن ولم يتغير شكل صندوقها سوى في تفاصيل بسيطة، إلا أن الألفة التي شعرت بها أكتنفها الغموض.

سارت إليه وانحنت، نظرت حولها لتتأكد أن عاملة النظافة لم تلحقها للداخل، وحينما تيقنت من أمان موقفها حملت الصندوق وحاولت فتحه.

بسبب تراكمات الغبار وجدت صعوبة في فتحه، تريثت ولم تستخدم كامل قوتها حتى لا يحدث تأثير عكسي لا ترغب به في حال فُتِح بالقوة كارتدادها أرضا أو سقوط محتويات الصندوق.

بعد عناء بسيط، استطاعت فتحه!

لم تزل الغطاء بالكامل، بل فتحته جزئيا وألقت نظرة لما بداخله، فاتسعت عيناها بتفاجؤ، كان معبأً بالرسائل الورقية، وبشكل واضح من خط يدها وخط يد شخص آخر غيرها.

بسرعة أغلقت الصندوق وقامت بوضعه في حقيبتها القماشية «توت باق» التي لم تغادرها منذ دخولها المدرسة، وقبل اعتدال وقفتها خطرت لها ذكرى خاطفة جدا، بدت كالإلهام أكثر من كونها ذكرى، للبقعة التي كانت تخبئ بها رسالتها للطرف الآخر.

وقفت بطولها وسارت نحو الجدار المحاذي للباب، كانت توجد عدة ألواح هناك، أبعدتها عن بعضها بعشوائية، وما لم تتوقعه هو عثورها على ورقة مطوية من المنتصف مختبئة بينها!

ولضيق الوقت لم تسمح لنفسها بالتردد في سحبها ودسها في الحقيبة، وبعدها خرجت من الملحق فالسطح مع عاملة النظافة.

حدثت الوكيل وأخبرته أنها ستحضر أوراق الإعتماد من الكلية والمشرف وبقية زملائها، ثم غادرت المدرسة على عجل متجهة نحو منزلها لتفحص «كبسولة الزمن» التي وجدتها بين يديها.

๑๑๑๑๑๑

صعدت إلى غرفتها، رمت حقيبتها فوق السرير وجلست أرضا وهي تخرج كنزها، صندوق الحلوى، من حقيبتها.

قصة || الحلم الذي عنى شيئا.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن