๑ .الفصل الثاني ๑

47 8 33
                                    

๑ .الفصل الثاني ๑

الانطلاق إلى مسرح الحلم!

๑๑

لم تضيع وقتها مطلقا، انطلقت بسيارتها نحو المدرسة المتوسطة التي درست بها فور انتهاء المحاضرة.

في الواقع لم تكن لتعرف الطريق إلى المدرسة دون استخدام الخرائط الإلكترونية، لقد سهلت وصولها في وقت قياسي، مع هذا الاختراع العظيم تشك في وجود شخص سيضل طريقه.

ركنت سيارتها، ترجلت منها حاملة حقيبتها القماشية «توت باق» في يدها وقد أفرغتها من كل شيء حتى يسعها استخدامها في حال وجدت ضالتها.

دخلت السور المحيط بمبنى المدرسة، بالطبع لم تتمكن من التجول براحتها كما تمنت بسبب الوكيل الذي استقبلها بابتسامة محايدة وأخذها معه إلى مكتبه.

انتشرت رائحة منظفات لطيفة في المكتب، وكانت الأرض شبه رطبة ما دل على تنظيفها للتو، دلو المياه المعبأ بمسحوق التنظيف لا يزال واقفا عند زاوية الباب وعصا الممسحة بجواره مستندة على إطاره.

وهناك سألها: إذن ... تقولين أنكِ ومجموعتكِ تودون القيام بنشاط تثقيفي هنا كمشروع أساسي لكم للتخرج من الكلية؟

أومأت برأسها إيجابا، صحيح أنها استخدمت النشاط التثقيفي كعذر لكنه لم يكن كذبة على الإطلاق، فهذا المشروع سيقومون به بالتأكيد إلا أن مرحلة اختيار المدرسة مبكرة قليلا، ليس من الخطأ استغلالها لصالحها صحيح؟

وصل هاتف للوكيل، استأذنها وخرج من المكتب ليكمل حديثه، ولأنها لم تحتمل البقاء أكثر قررت الخروج وصعود السطح فورا واستغلال هذا الوقت الذهبي!

بخفة، خرجت من المكتب، وسارت مباشرة نحو السلالم بخطى واسعة، إنها تتذكر المدرسة وهذا يعني أن ذاكرتها جيدة نسبيا، لكن السطح هو الضبابي والغامض في كل ما يحصل!

صعدت درجات السلم واحدة تلو الأخرى حتى وصلت لآخرها، أطرافها ترجف بخفة، والحرارة أحاطت بكامل جسدها، أما قلبها استمر بالخفقان في عنف وكأنه يخبرها بخطورة ما تقوم به!

لم تتراجع رغم كل ذلك، أمسكت قبضة باب السطح، وحينما حاولت فتحه اكتشفت أنه مغلق بالمفتاح!!

في غمضة عين تلاشت كل آمالها وشعرت وكأنما سكب عليها سطل مياه متجمدة فوق رأسها، أكان السطح دائما مغلق بالمفتاح؟

في الحقيقة هي لا تتذكر على وجه اليقين إن كان مغلقا أو مفتوحا، ولكن أحلامها جعلتها تظن أنه كان مفتوحا في أوقات كثيرة، على الأقل في تلك الفترة الضبابية من حياتها.

قصة || الحلم الذي عنى شيئا.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن