๑ .الفصل الأول ๑

92 11 28
                                    

๑ .الفصل الأول ๑

كاسر حلقة الروتين الدراسي الممل.

๑๑

دوام طويل، مرهق عصيب، تعود أريا إلى منزلها مثقلة، متعبة منهكة، ترتمي على سريرها، وألف فكرة تراودها، عن الدوام والأحداث التي جرت، وصوت أمها يناديها.

تنهض متكاسلة، تبدل ثيابها، تجلس على الطاولة برفقة عائلتها، تأكل لقمتين، ثم تعود لغرفتها بعد غسل أسنانها.

تريح ظهرها، تغمض جفنيها، ككل يوم تتوق للحظة النوم بعد دوامها المرهق، ومن حسن حظها لم يصبها أرق يسلب النوم من عينيها.

๑๑๑๑๑๑

يوم جديد، صباح جديد، ودوام جديد، ودوامة روتين معتادة!

تنهض من السرير، تغسل أسنانها على السريع، تأكل إفطارها في الطريق، تصل إلى الجامعة قبل المحاضرة بدقائق، يستقبلها رفاقها بترحيب.

تأخذ المحاضرات المتتالية، تحاول التركيز تارة، وتغفل تارة، وتسرح تارة، تشرب قهوتها التي بردت، تتنهد، تنظر إلى الساعة، فتجد العقارب وكأنها جامدة لا تتحرك.

اليوم ككل يوم، ذات الحلقة تتكرر، ذات الضجر، ذات التعب.

لكن هناك شعور ما يسكنها، يجعل نهارها مختلف قليلا عن العادة، ما هو يا ترى؟

لاشيء مميز ومتغير عن الأمس وقبل الأمس وقبله، حتى الطقس كما هو، الطريق إلى الجامعة كان هادئا ومسالما، لم تقطع إشارة أو تخدش سيارة، نامت مثل العادة وأكلت مثل العادة، إذن لماذا هذا الشعور بالضبط؟

كانت القاعة مظلمة إلا من ضوء البروجكتر المعلق في السقف، أغمضت عيناها لفترة تفكر في السبب الذي سبب هذا الشعور المختلف داخلها، وفجأة، انبثقت في عقلها صورة مشوشة لسطح مبنى وأشعة الشمس تضرب رأسها من حرارتها.

أجل، لقد حلمت مجددا بذلك «الحلم»!

إنه الحلم الذي يساورها بين كل حين، العديد من الأحلام تخلف وراءها شعورا ما يظل عالقا في القلب، بالنسبة لها كان هذا أحدها وأبرزها، فقد كان مميزا بطريقته الخاصة، ووقعه عليها فريد ليس كغيره من الأحلام حتى الغريبة منها، إنه الأبرز بينهم جميعا!

رغم تكراره، لكنه في كل مرة يأتي بأحداث ومواقف مختلفة، وفي الوقت ذاته تبدو متصلة ببعضها بطريقة ما، المشكلة أنها حين تستيقظ تفقد كل ملامح الحلم ولا تذكر سوى مقتطفات من الصعب لملمتها على نحو جيد.

قصة || الحلم الذي عنى شيئا.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن