๑ .الفصل الثامن ๑
من الطفولة إلى النضج مباشرة.
๑๑
๑رائحة عبق القهوة الطيب ينتشر في الأرجاء، مقهى بسيط بواجهات زجاجية كبيرة تسمح لأشعة الشمس بإضاءة أركانه، لكنها لم تكن المسؤولة عن ذلك تماما نظرا للغيوم التي تحجبها بين كل حين فكان استخدام الإضاءة الداخلية الخافتة لزاما عليهم.
وجدت نفسها تدفع الباب فأصدر صوت جرس بسيط يدل على دخولها.
جالت ببصرها في الأنحاء بين طاولات، ولأن المقهى هادئ وزواره قليلون، وقعت عيناها فورا على الشاب المنكب في مطالعة هاتفه المحمول.
للتأكد، أرسلت له:
«أنت الجالس عند النافذة في زاوية المقهى؟».
وبعد ثانيتين بالضبط من إرسال الرسالة، رفع رأسه بسرعة، وتلاقت عيناهما بطبيعة الحال، ارتبكت قليلا وشدت بيدها على حزام الحقيبة، وساورها ذلك الإحساس الثقيل بأنها قامت بفعل شيء خاطئ بالتواصل معه والقدوم إلى هنا، فأخذت تقنع نفسها أنه لو لم يكن صوابا فهو ليس بخاطئ، ولن تموت جراء لقائهما هذا!!
سارت بخطى مثّلت أنها ثابتة، ولما وصلت ألقت التحية وهي تجر المقعد للخلف كي تجلس عليه: مساء الخير روبرت.
رد بابتسامة بسيطة وهو يترك هاتفه على الطاولة: مساء الخير أريا.
حتى بعد النظر إليه عن قرب، لم تسترجع شكله في المتوسطة، هي تقريبا تشعر بأنه شاب غريب عليها وتتحدث معه لأول مرة.
لفتتها أناقته، قبعة كاب بلون كاكي، مع جاكيت بذات اللون، وقميص أبيض داخلي، يرتدي نظارة أنيقة، بشرته ليست صافية تماما، وعند التركيز بعينيه ستجد لمعة خضراء بهما، لاحظتها بسبب أشعة الشمس النافذة من الطاقة والمصطدمة ببؤبؤه، لو كانا في غرفة بإضاءة عادية لم تكن لتتبين لونهما ولظنتهما سوداوتين.
لم تكن تظهر أي خصلات شعر من أسفل القبعة، ما يدل على أنه يخفف شعره، لذا لم تعرف ما لونه بالتحديد.
يا ترى هل لا يزال محتفظا بكاريزمته في المتوسطة؟ بسبب الجو المحيط بها وتوترها لم تستطع تبين ذلك.
هو من قام بمناداة النادل، وكان المسؤول عن طلبهما، كوب قهوة سوداء له، وكوب لاتيه لها بناء على رغبتها.
ثم كسر لحظة الصمت بقوله: لا أدري كيف كنتِ تبدين في المتوسطة ... لكنكِ تشبهين خيالي قليلا ... خاصة شعرك الأسود بلمعة بنية واضحة.
أنت تقرأ
قصة || الحلم الذي عنى شيئا.
Short Story. أريا، تصعد السطح، تفتح صندوقًا، تقرأ رسائلًا، وتكشف أسرارًا. . نشرت في يوم السبت: الموافق: ٢٠ يناير ٢٠٢٤م ٨ رجب ١٤٤٥ه انتهت في يوم السبت: الموافق: ٢٧ يناير ٢٠٢٤م ١٥ رجب ١٤٤٥ه