.....
جو ماطر، في الليل، صوت خطوات في أزقة "بلَير"، عاصمة "مملكة فرازهس"
وبعد صوت تعثر كان سببه الحصى ، قال "مالك" منزعجا : "آخ! هذه الحصى مزعجة!"
"إنتبه أن تقع في المرة المقبلة فهذه الصخور مؤلمة"
قال له والده "آبرِك" محذرا إياه..
ثم أومأ بسبابته نحو الأمام :
"هذه وجهتنا يا مالك"
ثم أومأ مجددا لكن للخلف :
"وهذا منزلنا، في ( ليد-فراز )، أقسمت أن لا نعود حتى ننهي الأمر! كما أوصتنا امك!"
فقال له مالك : "ماذا عن أمير؟"
فأجابه : " سيعتني به "غوشين" حتى نعود"
أجابه والده.. ثم اكمل : " لكن وبما اننا هنا، أوصيك من الآن ان تدربه حين تعود! لا أريد أن يعلمه غوشين.."....
توقف مالك عن المشي وأخفض رأسه ببؤس وقال : "لماذا لا تدربه أنت، أبي؟... ألن تساعدنا الوزارة؟"
فتوقف آبرِك عن المشي ايضا، ولم يُجِب.......
لم يكن تذمرا..
فمصير آبرِك المحتوم الذي ادركه وإبنه، كان يفرض حكمه على عقليهما..بنبرة حزن، وهو يكبح دموعه، مرددا إسم ابنه : " مالك... مالك!"، " لا تترك أمير!"
فـ لم يكن لمالك سوى البكاء.. خوفا! حزنا.. حيرة؟
"..."
..
رجل ضخم يرتدي معطفا احمرا مائلا للون الاسود.."دم الغزال".. وبنطالا أسودا.
شعره أسود قصير ويرتدي قبعة مسطحة على لون معطفه، ويبدو عجوزا كفاية.
يجلس على كرسي خشبي اسود بمكان لونه على لون التراب، وحجم المكان كحجم غرفة صغيرة، يبدو وكأن المكان حفرة أسفل إحدى الشوارع. أمامه طاولة وعليها دفتر يبدو وكأنه دفتر مذكرات، يمسك بقلم حبر والحبر بجانب الدفتر. بإمكانه رؤية الدفتر بسبب النور الذي يشع من نار الحطب الذي أشعله ليضيء المكان ويرى."انا غوشين.. انا في عامي السبعين في سنة 2000، انا طبيب، درست الطب في ظروف قاسية مع أصدقاء لي تحت الحرب في دولة لم يشهد أهلها الفرحة لسنين، في حرب دامت اثنان وخمسون عاما.. لا املك منزلا... انا مُلاحَق من عدة جماعات تملك ما أملك أنا.. مالك دماء...
في عام 1957
ورغم انني واصدقائي اطباء إلا ان ظروف الحرب لم ترحم حال اي احد اقتصاديا.
كُنا نبحث عن أي شيء ثمين نستطيع بيعه لأحد الاثرياء، حتى وجد أحد أصدقائي الذي يُدعى "زيكوي ويكوفير" في يوم من الايام في إحدى الكهوف، بلورة زرقاء عملاقة ولمّاعة، تبدو سالمة من اي خدش، فساعدناه لحملها ونقلها وكانت الابتسامة لا تغادر وجهنا من شدة السعادة "سنحصل على المال!" فرحين.
لمّا استطعنا نقلها لمكان آمن في الغابة لم يصعب على أي أحد أن يلاحظ ما لاحظناه داخل البلورة التي كانت شفافة نسبيا. سائل احمر غريب.
أحدثنا ثغرة بالبلورة لندرس حقيقة هذا السائل الذي يشبه الدم بشكل كبير. فأخرجنا كمية بسيطة من هذا السائل ودرسناه حتى وجدنا ان هذا دم حقيقي! به عناصر الدماء الحقيقية، لكن ما يميز هذا الدم عن دماء البشر العادية هو وجود عنصر اخر وهو ما سمّيناه بـ ( الناطس البلوري ).."
و قَبلَ أن يُنهي ما كان يكتب، قرر ان يكتفي بهذا لليوم وأن يخلد للنوم...لكن، هل كان هذا كل شيء حقا؟
بلورات الدماء.
أنت تقرأ
بلورات الدماء | Crystals of Blood
Mystery / Thrillerمملكة وجمهوريتان. "ماهي إلا تقاسيم حدودية لأرض كانت موحدة يعيش عليها الشعب." - أمير ويكوفير. فأدرك "أمير" أنه مقحم في قضية "بِلّورات الدماء"، فـ يسافر دون علم كافٍ للماضي، وبجهل تام للمستقبل.