إندفعت احاسيس الصدمة من حقيقتي عني بطريقة ما. انتظرت ريثما اندلعت احاسيس الحزن لدي حين أخبرني بكل شيء. قد يكون صعبا على الآخرين اكتشاف كمّا هائلا من الحقائق في جلسة واحدة، لكن، شعرت بالحزن فقط.كان يقول لي غوشين مخبرا : "ستسافر الى المملكة بالجوار لتكمل دراستك"، و لم اهتم حقا، بل فرحت، لكنه أكمل كلامه وقال بشكل طبيعي جدا، وكأنه يتعمد ان يجعلني غير مستغرب : "وهناك، ستلتقي بـ مالك"..
سبّبَ لي بؤسًا شديدًا. لا اريد، لا اريد ان التقي به، ضميري لا يلومني على هذا، من سيلومني حين أرفض علنا؟
وما كان لي سوى القبول، لا انوي ان التقي به، سأذهب لأدرس فقط. ثم قال لي : " رأيتك.. كنت تريد قراءة الكتاب، نعم، خذه معك"
فقلت له سائلا : "لكن ألا تريده؟ لطالما أحببته.."
فأجابني ضاحكا : "به معلومات قيّمة لذلك احبه، لكن يمكنني شراء الكثير مثله.."
فـ فرحت لأجله، لم اكن اريد ان اخذ شيئا عزيزا على قلبه. لكنه اكمل وقال : "وانتبه، هذه النسخة كتبها - زيكوي ويكوفير - كاملة بخط يده، احرص على حمايتها!"
مؤلف الكتاب هو عمي، - ويكوفير هي ذات عائلتي - بطريقة ما، لم يخبرني غوشين بوجود عم لي، لكنه ميت منذ مدة طويلة؛ كما أخبرني.قال : "أنت تعلم، لك حرية اختيار التخصص الذي تريده في العام القادم في المملكة، ستسافر اليوم ليلًا"
"ماذا عن أبي وأمي؟"
قلت له سائلا، فأجابني : "نعم كدت أنسى، سيخبرك مالك عنهما هناك"
ثم قال : "أما بشأن مُلكك للدماء، هي مسألة دقائق حتى تستطيع إستعمال قدرتك"
إستغربت. هل هذه الأشياء الخارقة موجودة بعالمنا حقا؟ ثم أكمل : "وطريقة تنشيط القدرة هي بازدياد سرعة الدورة الدموية، أقصى الحالات هي حين الغضب أو حدوث أي شيء مُقلقٍ لصاحب الدماء، أنت تعلم ماهي قدرتك، قدرتك تكون أكثر ما وددت أن تملكه كقدرة بحكم كونك مالك دماء، فـ ماهية قدرتك، مرئية كانت أم فِكرية، تتفعّل حين يحصل ما ذكرتُه، وتستطيع تطوير القدرة المرئية حين تتحكّم بسرعة الدورة الدموية أكثر، أما الفكرية فهي أكثر تعقيدا.. لكن.. حاول أن تفكر جيدا بهذه الجملة لاحقا، قد تفهم الأمر دون شرح معقد.. ( كلما أدركت تفكيرك ومن حولك، أدركت قدرتك الفكرية )"قال الكثير، توقعت هذا من الطبيب الذي كان صديقا لعمّي! فسألته : "إذن.. ماهي قدرتك ؟"
كان سؤالي من باب الفضول فقط، كنت اريد رؤية قدرة حقيقية بما أني لا اجيد استعمال قدرتي لحد اللحظة. لم يُجِب قولًا لكن فعلًا، فتحول لون معطفه إلى الاسود وإذ بهالة سوداء تطوف حول كفه، يؤشر بيده من بعيد نحو كأس ماء زجاجي على الطاولة في منتصف الغرفة، ثم انطلقت الهالة نحو الكأس وبدأت تسيطر على غلافه الخارجي، كما يسيطر اللون الاسود على سطح الهلال بالليل تماما! لم يدُم الامر طويلا حتى بدأ الكأس بالتكسر لوحده! وبدأ يتكسر قطعة قطعة حتى اصبح بشكل لا يمكن لـ يد بشرية ترميمه.
تعجّبت! وهذا من الواضح أنه جزء من قوته ليس إلا! فـ سألته : "هل بإمكاني فعل هذا ايضا؟"
فأجابني : "الأمر يعتمد على قدرتك وماهيتها"
تنهد قليلا، ثم قال : "على أي حال، سبق وقسّمت طبقات ملّاك الدماء، فالطبقة الأولى والاعلى هي ما سمّيتها بـ الطبقة القطبية، فـ هُم الأقوى" قاطعته بحماسة قبل أن يكمل، سائلا : "هل أنت من الأقطاب؟" فـ همهم وقال : "ربما..." ثم أكمل : "الطبقة الثانية هي الطبقة المتميزة، فـ هم أضعف من الاقطاب، هم الأقوى بعد الأقطاب. أما الطبقة الثالثة فـ أسميتها بالطبقة التطورية، فهي الطبقة التي يصل لها المبتدئ حين يتطور لأَول مرة. أما الطبقة الرابعة والأخيرة فهي طبقة المبتدئين، فـ هم الأضعف"
ثم أضاف على كلامه : "رغم ذلك، هذه الطبقات ليست كالقاعدة الثابتة، فـ بعض ملّاك الدماء لا يمكن تصنيفهم تباعًا لإحدى الطبقات وإنما هم ينصّفان طبقتين، على سبيل المثال، أخاك مالِك، أصنّفه بين الطبقة المتميزة والطبقة القطبية."
بعد أن انهى كلامه، سألته عن الذي يعني جوابه الجوهر لكل هذا، سألته : "ما أساس كل هذا؟ كيف صرنا ملّاك دماء اصلًا؟ ماذا فعل عمي بالتحديد؟"
فـ ضحك ضحكة خفيفة تلتها إجابته : "أمر معقد، أمر معقد.. أنت ورثت الدماء من والدك، لكن أنا ووالدك وعمّك حصلنا عليها من بلورة ما"
كانت ملامحي تكشف قلة فهمي، لذلك ضحك مرة اخرى قائلا : "لا بأس لا بأس، ستفهم كل هذا في المملكة.. المملكة هي أصلُنا و هي المكان الذي اكتشف به عمك البلورة.. المملكة هي موطنك الأصلي يا أمير، كل ما في الأمر ان اهلك نزحوا الى هنا.. "
أنت تقرأ
بلورات الدماء | Crystals of Blood
Gizem / Gerilimمملكة وجمهوريتان. "ماهي إلا تقاسيم حدودية لأرض كانت موحدة يعيش عليها الشعب." - أمير ويكوفير. فأدرك "أمير" أنه مقحم في قضية "بِلّورات الدماء"، فـ يسافر دون علم كافٍ للماضي، وبجهل تام للمستقبل.