تحينت عن الكلام اشاهدهما يضحكان ، مستغربا. وترقّبت حتى سنحت لي الفرصة فسألتهما : "المعذرة ، اتى الرد من مَن وعلى ماذا ؟" فـ مشى أوريل ليسحب كنبة كانت موضوعة على يسار المدفئة ووضعها في موضع تصبح به مقابلةً للمدفئة ، على يسارها كنبتي وعلى يمينها كنبة ميلنك ، وجلس مهمهمًا وقال : "مالك ، إبن آبرِك وأخ أمير ، وعلى الرغم من كونه عضوًا في الوزارة ، مالك هو نائب الوزير-" صُدمت فور سماعي لهذا لقلة معلوماتي عن الوزارة ، فأكمل قائلا : "هو صديق عزيز على الفريق ، كان قد ساهم في نجاح جوهريته السرية ، لكن ، لا نملك ما يثبت لنا أن باطن فرايل لا يعرفون بأمرنا حتى الآن ، فأرسل القائد عضوا يدعى ( رِبال ) بعد أن رصد مالك رجلا له انشطة غريبة في الوزارة ، كان يدعى ( أتيلانو ) ، حتى اكتشف انه خائن لصالح باطن فرايل ، لذلك ، اتى القائد ليَكيدَ مع مالك وسيلة لكسر الصمت الحاصل بين فرايل وبين فرقتنا ، فـ لا نعلم إن كانوا يعرفون بأمرنا ، ولا نعلم متى قد نتعرض الى هجوم مباغت ، فـ تم اختيار ( ربال ) بالتحديد لأنه الأفضل في الفريق من ناحية الهجمات السرية وإرسال التهديدات والرسائل عن طريق الأشخاص بسبب شخصيته المخيفة مع اهدافه ، فـ نظرا لكون مالك أعلى من أتيلانو رتبة ، أمره بأن يذهب الى الشمال (أبلاث-فراز) قائلًا له أنه استدرج أحد الأعداء الى الشمال ليقضي عليهم" فـ ضحك ميلنك قائلا : "كان يظن أنه سيحصل على رتبة عالية في الوزارة!" فأضاف أوريل ضاحكا : "لا بد أنه حَسِب نفسه قويا كفاية ، لكن يبدو أن ربال أعاده خائبا!"
ثم استطرد قائلا : "حقيقةً .. قدرته جيدة كما أخبرنا مالك ، فـ يمكنه تعزيز صلابة عنصر الحديد في أي شيء ، ولكن ذلك جعله في موقف أسوء ضد ربال.. على أي حال ، أخبر مالك أتيلانو ان يمشي في منطقة مقطوعة خالية من البشر في الليل حتى يأتي العدو الوهمي الذي اخترعه مالك ، وقبل ذلك بساعات كان قد أخبر ربال عن الموقع الذي سيمشي به أتيلانو في الشمال ليذهب ، وحين وصل في الليل ، حاصره باستخدام قدرته ، فـ شكّل حوله جدارًا من الدماء الذي عززه بقوة جعلته قاسيًا ، وكان يتكلّم بهوية مجهولة ليثبت أنه العدو الوهمي الذي اخترعه مالك ، استجوبه ليعرف موقع مقر باطن فرايل بينما كان يتظاهر أنه سيقتله ، فاستطعنا أن نعلم أن مقرهم يقع في أقصى غرب المملكة في جنوب مقاطعة ( أفلهس ) ، لم يحدد الموقع بالضبط ، ولم يهتم ربال لهذا لأنه يعلم أن تأجيل قتل أتيلانو قد تتسبب في تغيير موقع المقر ، قد يوصّل هذه المعلومة الى الباطن ، لكنه رأى أن استخراج اكبر قدر من المعلومات سيفيدنا بأي شكل من الأشكال ، على أي حال ، وصل للجزئية الأهم في الأمر كله ، حيث أخبره أنه مهزوم بالكامل ، وأي حركة يخالف بها ما سيقوله له ستؤدي الى موته - فـ كان مالك سيتأكد من إيصال الرسالة إلى الباطن - وكانت الرسالة المراد إيصالها هي : "سقوط الباطن يعني فوز الوزارة، سقوط الوزارة يعني فوز الباطن، سقوط الباطن والوزارة يعني فوز فلوهيم، سقوط الثلاثة يعني فوز الرابع..""
أنت تقرأ
بلورات الدماء | Crystals of Blood
Mystery / Thrillerمملكة وجمهوريتان. "ماهي إلا تقاسيم حدودية لأرض كانت موحدة يعيش عليها الشعب." - أمير ويكوفير. فأدرك "أمير" أنه مقحم في قضية "بِلّورات الدماء"، فـ يسافر دون علم كافٍ للماضي، وبجهل تام للمستقبل.