الفصل الثاني: صديق جديد.

207 20 11
                                    

لم أستسلم وكنت دائماً أبحث في الكتب والمجلات والمدونات عن مكان أو أرض تُدعى "اتراتيكا". لم أستطع الدراسة ولكنني أعرف الكتابة والقراءة. بالنسبة لي، الدراسة والذهاب للمدرسة ليس له علاقة بكيفية العيش في الحياة بتاتًا. فهو يحصر تفكيرك في نطاق محدد يمنعك من التفكير خارج الصندوق. بنسبة لي، فهو نظام جديد للعبودية يُفني فيه الإنسان أكثر من ثمانية عشر سنة وهو يدرس في أشياء لا أستطيع القول أنها غير مفيدة، لكنها لن تكون ذات منفعة كبيرة بنسبة للمدة الطويلة التي قضيتها فيها.

بنسبة لي، فالدراسة قد تفيد في أن تتعلم كيفية الكتابة والقراءة والحساب فقط، أما لبقية فلا أهمية لها. الباقي سيكون مجرد نظام للعبودية فحسب. الأهم من هذا أنني تعلمت الكثير من الكتب لو درست لما كنت لأتعلمها، لكن أنا لم أكن ضد الدراسة. فقد أدخلت أخي ليدرس ويتعلم أيضاً من الحياة والكتب. أما أنا فقد أفنيت الخمسة عشر سنة الماضية في العمل لكي يحضى أخي بحياة كريمة. فهو الآن مقبل على شهادة البكالوريا وبسبب حرصي على أن يتعلم أكثر عن الحياة، فقد أصبح بمثابة نابغة حقاً.

أنا أعمل في إحدى المزارع التي تعتني بالحيوانات مثل الدجاج والأبقار والأشياء الأخرى. يوم آخر في عملي الممل والمتعب أنضف روث الأبقار وأحرص على مأكلهم ومشربهم. يا له من عمل كئيب انتهى. وقت العمل وتقضيت أجري الزهيد. وأنا الآن ذاهب إلى المنزل أتأمل في طريقي السماء التي كانت تشبه لوحة فنية، تفنن الخالق برسم تفاصيلها. ذلك الغروب بين الجبال وتلك السماء التي امتزج بها اللون البرتقالي والوردي وتلك النجوم المتناثرة عليها أضفت لمستاً ساحرة حقاً.

وبينما كنت أتمشى وأتأمل السماء، سمعت صوتاً أشبه بنّحيب. لأنظر بعدها باتجاه الصوت لأجد رجلاً كان يمشي بصعوبة بالغة وبخطوات متثاقلة، مع كثير من الجروح على جسمه. ركضت باتجاهه لتتضح بعدها ملامحه لي كان رجلاً أسمر قوي البنية له شعر أسود كاليل وعينان بنيتان، حالم. وصلت له أمسكت به وقلت في رتباك:

- هل أنت بخير يا سيدي؟

أجاب بنبرة متألمة:

- أنا لست بخير يا أخي، إن جسمي يؤلمني بشدة.

- حسناً يا سيدي، تعال معي، يجب أن ترتاح قليلاً.

- حسناً يا أخي، شكراً لك.

ذهبت بالرجل ناحيت المنزل، وعند اقترابنا وجدت أخي رامي قد أتى للمساعدة في حمل الرجل المسكين، لنجلسه بعد ذلك في سريري.......

 جلست أمام الرجل على كرسي كان هناك، بينما ذهب أخي ليحضر مسكنًا للألم، لعله يفيده. تناول الرجل المسكن، وبعد حوالي نصف ساعة هدأ الألم عليه. فسألته:

- ما الذي أود بك إلى هذه الحال، يا سيدي؟

أجاب الرجل بحسرة:

اتراتيكاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن