الملف اثنين

167 8 20
                                    

كان يوما لطيفا الى ان تقريبا تحطم الباب   ، فتح تونس الباب و هو رجل اشقر الشعر و اللحيه و له عين زرقاء و اخرى سوداء ،لا زال يرتدي ملابس نومه و شعره  فوضوضي "هاا؟ " عينيه لا زالاتا ملتصقتين "ابو سليم هنا؟" سال عراق مرتديا ملابس العمل و معطفه الشتوي الاسود . وجهه متجهم ,"اه…نعم اني ابو سليم " ،"قصدي سوريا"قال عراق مقتربا منه و يحدق بمحيط المنزل و حديقته ،  تخصر تونس متضايقا و تذكر ان عراق هو العميل الجديد الذي يعمل معهم و اشتكى سوريا من تحفظه و صعوبه التعامل معه "سوريا نايم ..شتريد منه؟"
"وعيه احتاج يتطلع على قوائم الشهر السابق "اخرج ملف كان يحمله معه ، حدق به تونس  غير مصدق لهذا الرجل الذي جاء بالسابعه و النص صباحا في يوما شتوي " لا .  ما راح اكوم زوجي اللي بالكوه ينام بليل علمود  كم ورقه بيه خرط و ارقام!"
قال تونس بأمتعاض و تشدد  شابكا ذراعيه امام صدره ، "تسك.."اخرج عراق صوت انزعاج  .و اخرج سيجارة ووضعها في فمه مولعا اياها ."ما راح يجي لا تتعب نفسك " قال تونس متكئا بينما اشار عراق براسه للامام
نظر تونس فوجد سوريا قادما بدشداشه،"صباح الخير عراق…شجابك ليهنا؟' انزعج تونس و امسك بذراعه " اسامه! مو گلنه اليوم تنام بالسرير-" "مو مشكل مو مشكل ..حرجع بس اكمل .انت روح حظر الريوك  ووعي سليم خلي يتحضر للدوام " امتعض تونس الا انه اعطى عراق نظرة حاده اخيره قبل ان يعود للمنزل و همس "مو تتأخر .." .
اتكأ عراق على الباب و نظر لسوريا " اعتذر على تصرف زوجي ..مرات يصير حاد بس هو لطيف بالحقيقة "لم يجب عراق و اعطاه الملفات "راجعتها ،عندك نقص بالبيانات "
نظر سوريا الى الملف و فتحه يقلب ببطئ ،"متأكد؟ اني سويتها بدقة شديدة مستحي-" اشار عراق الى النقوصات في كل صفحه ،لا زالت سيجارته تحترق عند شفته ،سوريا كان مندهشا من دقه الاشارات و كانت فعلا اخطاء الا ان ما ارعبه هو ان تلك الملفات قديمه و هذا يعني ان عراق كان يبحث في المستودعات و يتاكد من كل شي "انت… صدك.  فارغ "قال سوريا
لم يهتم عراق  و اخرج سيجارته ثم داس عليها ، نظر سوريا منزعجا منه،"وين شقه اخوك؟" نظر سوريا اليه ،"يمنا ..على اليسار ..لحظه انت شلون عرفت مكان بيتي اصلا!!؟!"
نظر عراق لساعته "قريت شويه بملفاتكم  سوريا او بالاحرى …اسامة  اشور " اندهش سوريا"اندلس تقبل بهل شي؟؟!"
"اني رتبتي خاصه ، اكيد الي الحق بهل شي ،سجلك لا بأس بي بالنسبة لأبن المؤسس الاكبر "صافحه عراق " اشوفك بعدين " رحل عراق تاركا الملف بيد سوريا الذي حدق في اللاشيء…"تريدلك واحد صاحي ماكو.."

………
كان اردن متغطيا بلحاف عليه شخصية من فلم اكشن  فقد نام اخيرا بعد ست ساعات من محاولة الفوز في لعبه دارك سولز ،
و نومه كان عميقا جدا لدرجه ان عراق رفس الباب بقوة و سحب الستارة "يلا گوم ورانه شغل !!" اردن لم يستمع ، او يستيقظ  .تمشى عراق في الغرفة قليلا .لاحظ البوسترات على الحائط و كتب المانجا اليابانيه ،تماثيل مصغره لشخصيات و بوسترات لممثلات بالملابس السباحة ..جهاز العاب الفيديو ،انحنى قليلا على الارض حيث هناك ذراع تحكم ووجد الشاشه مكتوب عليها بالانكليزي موعد مع يوكي -تشان
لعبه محاكاه للمواعيد رومانسيه مع شخصيه انمي بائسه ،احس عراق بشيء من الخيبه  و الاشمئزاز و ان زميله في الحقيقة هو فاشل تعيس  لم يلمس انثى في حياته . اضافه لمجلات  مثيرة للريبه بجنب سريره ،و لا ما راح اشرح عنها اكثر كلكم تعرفونها
مد عراق يده و سحب الغطاء بعنف مما ايقض اردن بقوة "هااا!! ش…شكو " كان نائما ببنطال واسع  رمادي و قميص نص ذراع اسود لفرقه اخر زفير ، " شجابك ليهنا؟!!!؟" نظر هلعا لعراق الذي كان ينتظر ان ينهض ووقف متخصرا ،" عدنه شغل ،گوم "  شد اردن الغطاء من ذراعه و تغطى به
"اولا ..انت مخبل ! ثانيا  شلون طبيت لشقتي؟؟!!"
عراق اجاب بخبث"  اكو غبي يخلي عيد ميلاده الرمز السري ؟"
فتح اردن فمه "اه…انت شلون عرفت عيد ميلادي اصلا!!!!" راح عراق يتمشى في الغرفه و ينظر لصور اردن العائليه و حدق في واحده بها صورة جماعيه مع الاب الراحل و الام المتوفيه ،و فلسطين ،سوريا و لبنان  و اردن ..كانوا في بدايه العشرينات ،"شويه بحوشت بملفاتكم اليوم  و نعم اندلس تقبل ،"
بقي اردن صامت لبضع دقائق "يلا كوم اسبح و تنشط ما عدنه وكت" اكمل عراق و ينظر لبقيه الصور ،نهض اردن من مكانه منزعجا و حمل ثيابه و دخل للحمام ،صاح عراق "ماي بارد مو حار ! احتاجك مصحصح اليوم " فعاد اليه الجواب "وجع!!!"
ضحك عراق لنفسه ، ووجد واحده من الصور كان بيه اردن في سن ال13 او ال14 مع امرأة ذات شعر بني ترتدي ملابس اطباء او علماء لم يعرفها عراق ،الا ان شيء ما جذبه لأردن في تلك الصورة بالضبط…احس برغبه بالتقيأ. اعادها و خرج من الشقه منتظرا بالسيارة  و فكر انه قد تناول كباب عفنا ثانيه من مطعم محمد الحجي

عنيداً كالعراق و رقيقاً كلأردن Where stories live. Discover now