" مَا الذِي تَلمِح إلَيه.؟ " سألَه هيتشَان بغَيرِ استِفهَام بَادٍ، فهِم مَارك عَدم فَهمِه وأجَابَهُ سريعًا " الأَمرُ سَهل، فلنُلغِي الإتفَاق ببساطَة." مَع إبتسامَة خفِيفَة أنهَى حدِيثه.لاَزال هيتشَان لَم يَفهم بَعد، أَو رُبمَا قَد فعَل.؟
" هَل تَقصِدُ ... "
حَدقَا ببَعضهمَا البَعض حِين مرُور صَمتٍ مُحرِج فِي الأرجَاء وقَرر مَارك تَفسِير الأَمرُ لهيتشَان عندَ مُلاَحظَة عُقدَة الجَبِين التِي يتلاَقاهَا مِن الآخَر.
" بكُل سهُولَة تامَّة، انتَ تَرغبُ برُويَة المصَابِيح ليلاً صَحِيح.؟ سَآخُذكَ لهنَاك، قَد اتَفقنَا عَن هذَا مُسبقّا لكِن لاَ يحتَاجُ الأَمر لمَنحِي الحَقِيبَة." أنهَى حديثَه بإبتسامَة ككُل مرَة يتَحدَثُ فيهَا. كَاد هيتشَان علَى وَشك النُطق لكِن اوقَفته أصَابع مَارك عندمَا هَشهشهُ وَ يُدِير ظهرَه لهيتشَان وَ يُمَوضع سَاقه علَى الضَخرَة وَ السَاق الأُخرَى علَى الأَرض.
" تَفهمتُ بَعض الأمُور خِلاَل الطَّرِيق، تَعلمتُ أننِي لاَ أحتَاجُ إلَى التَاج لجَعل حيَاتِي مُبتَهجَة. أنَا فقَط بحَاجة جَعل الحُلم يُصبِح حقِيقَة." إستَدار وَ توَجه نَحو هيتشَان الذِي حَاجبَيه تُرسِل علاَمات إستِغرَاب وَ إستِفهَام، مِن الوَاضِح لَم يفهَم التَلمِيحَة بَعد.
نَاظر مَارك هيتشَان عَلى نَحو دقَائِق بينمَا يَنبُس الكلمَات وعينَاه تَقُوم بفَحص الشَاب الأشقَر الذِي أمامَه، إشرَاق أشِعَة الشَمس علَى بَشرتِه السَمرَاء بتزَايُد لمَعانهَا مع الأشِعَة تتنَاسبُ مَع مَفهُوم وَجهِه وَ شَخصيَته، رمُوشِه الطَوِيلَة، جمَال إحمِرَار وِجنَتيه كَمِثل جمّال إحمرَار الأفُق عِند غرُوب الشَمسْ، وَ الشِفَاه الأكثَرُ تَميزًا التِي يَمتَلِكُهَا .. شفَاه ذَات اللَون الوَردِي وَ النسبَة المُوازيَة بَين الشِفَاه العُليَا وَ السُفليَة وَما عسَاه القَول غَيرُ أنَ شَفتي هيتشَان مثَاليَة لشَفتيه تمامًا، وَ يُقسِم أنَه لَم يُبصِر بحيَاته مُطلقًا أجمَل مِن هذَا المنظَر.
كَيف بإمكَان هذَا الصَبي أَن يكُون حقيقيًا.؟
وَ الحَالُ ذَاتِهَا بالنسبَة لهيتشَان الذِي بدَورِه كَان يتأمَل وَجه مَارك وَ سَارتْ الأوضَاع علَى ذَاتِهَا، يتأملاَن بَعضِهمَا البَعض، يتَعمقَان فِي عيُون بَعضْ، يَستشعرَان أروَاح بَعض.
إلَى حِين ظهُور غُصَة بحَلق مَارك جَعلتُه يَسعُل وَ يتَسبب هذَا بإنهَاء توَاصُل العَين " أي اللَّحظَة الرُومانسيَة " كمَا يُسمَى فِي العَصر الذِي يعِيشَان فِيه.