الفصل 3

1.4K 35 2
                                    

بعد وصولها إلى المستشفى، غادرت أسماء بسرعة إلى غرفة والدها، وسألت الممرضات عن حالته، فأخبروها بأن والدها قد فارق الحياة. شعرت بارتجاف يعصف بجسدها، ودخلت الغرفة لتجد والدتها تبكي بكاءً هادرًا، ووجوه الأقارب المأسوية تتربص في الزوايا.

جلست أسماء بجانب والدتها، وبادلتها الحزن والألم، ثم تسائلت بصوت مكسور: "هل هذا الأمر حقيقي؟"، فعلت والدتها بكلمة بسيطة تؤكد الخبر المحزن. عانقت أسماء والدها بقوة، وتجاوزت عبارات الحزن والتساؤلات الملتبسة، لتهمس بألم مختلط بغضب: "لماذا تركتني يا أبي؟ لماذا؟"

بعد لحظات، اندفعت أسماء بعيدًا عن السرير، تاركة والدتها وأقاربها في غمرة الحزن، وخرجت إلى الممر، تتأمل في الفراغ بعينين ملتهبتين، وقلب ممزق بألم الفراق والوحدة.

في تلك اللحظة، لم يكن هناك سوى الغرابي، يراقبها بشفقة واهتمام، فهو من بعث رجاله وراءها، يتساءل عن سبب هرولتها المفاجئة، لكنه لم يفهم أبدًا معنى الألم الذي تختبئ في داخلها، وربما لم يكن يعرف أنها تعاني.

تأملت أسماء في وجه اليوم الجديد بعد ذلك الفقد، وشعرت بقوة جديدة تتجلى في داخلها، قررت أن لا تخشى بعد اليوم، أن تكون أقوى مما كانت عليه، وصرخت ببسالة تعبّر عن قوتها الداخلية، وعزمها على مواجهة الحياة بكل شجاعة.

وفي الصباح التالي، استيقظت أسماء لتبدأ يومها الجديد، وسط تحديات الحياة وأحزانها، مستعدة لمواجهة كل ما قد يأتي، ولنبدأ معها رحلة جديدة من الأمل والتحديات.

يتبع.....

الزعيم جيون جونكوك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن