03/06/2022 ___ 20:55
------------------------
فتحت عيني بتؤدة و قابلتني سماء نيويورك السوداء بينما زينتها النجوم و بعض الشهوب.
كانت نسمات الليل عليلة تداعب شعري و وجنتاي بكل لطف... ملمس العشب حولي و بعض الزهور...
عمّت بعض الأصوات اذني في هذا المكان الهادئ أصوات حراك الأشجار بفعل الرياح، أصوات صفرات سيارات الإسعاف و الشرطة تتردد في ارجاء المكان.
رفعت جسدي ببطئ و نظرت من حولي.
- اذن...لقد كان كل ذلك مجرد حلم!؟
قلت بصعوبة بينما نظرت حولي.
كان المكان شبه فوضاوي: كان ثرى الأرض محرَكا بينما يوجد بعض قطع الغيار هنا و هناك تحت شجرة قريبة تكاد تكون ساقطة.
- لا بد أن حادثا مروعا حدث هنا...
همست بينما اعدت نظري للمنظر الجميل امامي.
- كنت احلم... دجين... ريتز و فريتز...ران... كلهم كانوا نصب الخيال اذن؟ كنت اتعب عقلي في اوهام... يالني من غبية...
صمت لبرهة ثم ارجعت شعري للوراء استمتع بهذا السلام الذي هب على للحظة... لكن لم يدم الأمر أكثر من 10 دقائق حتى سمعت صوت أقدام تقترب و هي تركض تبعها صوت مألوف ينده علي
- ماريا... اخيرا لقد وجدتك...
ادرت رأسي لمصدر الضوضاء هذه و قد كان نتالين ببدلته الرسمية كالعادة و شعره الذي تناغم مع النسيم الذي عبث به...
- نتالين؟
قلت باستغراب
- لماذا قد تفعلين هذا بنا ماريا كل من في المنزل قلقون عليك... لقد اخبرتك اذا اردت الخروج فقط اتصلي بي...
أجاب بصوت يملؤه القلق بينما كان يلهث من شدة قوة الجري...
امسك بيدي و قام بفحصها ثم تفقد باقي جسمي...
- هل تأذيتي؟
سأل بلطف و حركت رأسي بالنفي...
جلس بجانبي و ارجع شعره للوراء بعدما نزع سترته ووضعها على كتفيّ...
نظر حوله و تنهد بقلة حيلة
- لازلتي تزورين نفس المكان منذ أكثر من سنة.
نظرت حولي ثم اعدت نظري اليه
- مازلتي تفكرين في جاني... صحيح؟
اضاف بينما نظر لي بحزن
- احيانا عليك تقبل الأمور ماريا... لقد رحل...لا يمكنك أن تبقى اسيرة الماضي دائما...
قال بينما امسك بيدي
- عليك بالتفكير في مستقبلك... في حياتك... حتى و إن كنت ميسورة الحال لازال عليك البحث عن شريك حياتك... عن شخص تحبينه و يشاركك نفس الحب...
خرجت هذه الكلمات بينما مسح على راحتيّ بلطف شديد كما أنها لو كانت معدن نفيس.
- هل فكرتي فيّ ماريا... هل يوجد فرصة لي؟
صرّح نتالين بمغزي قوله اخيرا...
نظرت له و نفيت برأسي مرة أخرى مما جعل من عينيه تُبدي المزيد من الحزن
- اعلم انني لم اكون بمكانته... لكنني... احاول...من اجلك... من أجلك ماريا...
اضاف ثم وقف
- لنعد الي البيت الآن والدك قلق عليك للغاية... لقد اتصل بي لكي اعثر عليك... لنذهب
وقفت و تبعته بينما هو امسك يدي بلطف و قادني أسفل التلة و جعلني اركب السيارة معه و قاد الي البيت بينما عم المكان صمت مقيت كرهته لهدوئه...
بعد دقائق وقفت السيارة امام منزل كان اشبه بقصر و نزلت فورا عند رؤية والدي الذي علت ملامحه علامات الارهاق و القلق...
- ابي!
قلت ثم ركضت له و عانقته
- ماريا... ماريا ابنتي... ارجوكي لا تفعلي هذا مجددا... اتوسل لك برحمة الرب ان لا تعيدي فعلك هذا...
أجاب والدي الذي حضنني بكل قوة ثم امسك بوجهي بين كفيه و مسح خدي...
- يا ملاكي الصغير...
اضاف ثم حضنني مرة أخرى
- لنعد الي الداخل
قال ثم امسك بكتف نتالين و قاده الي الداخل أيضا.

VOUS LISEZ
The after Life
Fantasyأثر تعرضها لحادث سير مروع و موت حبيبها جاني تتعرض ماريا لصدمة نفسية حادة تجعلها تعيش في عالم خيالي لكن، ماهو صلته بالواقع؟