_3_

17 2 0
                                    

استيقظت بعنوة شديدة... أشعر بالحرارة تأكل جسدي و قد تمكن مني العطش و الوهن... رفعت بجزئي العلوي قليلا احاول ان اعرف أين أنا بالظبط :
- اوووه ان راسي يؤلمني حقا... اوه! ما هذا؟ أين أنا؟ 
بقيت للحظات اتأمل هذه الصحراء الواسعة...
- لقد كنت في نيويورك منذ وهلة ماذا أفعل هنا؟ هل تم اختطافي؟
ملأت الأسئلة رأسي كما راودني الخوف.
لم اقدر على طلب المساعدة أو حتى على الصياح إلى جانب أن المكان مقفر لا كائن فيه فقط انا وحدي اصارع الموت لكن لم يطل الوقت لألحظ قافلة من الجمال تسير نحوي...
- أراهن انها قافلة ملوك هذه. لا يهم الآن، عليهم فقط أن يكونوا طيبيين... عليهم أن ينقذوني.
وقفت بصعوبة و صرت الوح لهم و بما تبقا لي من قوة ناديت بأعلى صوتي و ألقيت بجسدي على الرمال بعد أن تأكدت من قدومهم... لم يدم طويلا حتى وجدت اثنين من الخدم يتوجهان لي لكن ملابسهم غريبة حقا... و اصلا لماذا يغطيان وجهيهما و لماذا هما في نفس الطول هكذا إنهما قصيران بجد هل هما طفلان؟
قطع تفكيري هذا إذ تكلم أحدهما بعدما ركع لي بكل احترام:
- اخيرا لقد وجدناك سيدتي! ... دعيني أساعدك على النهوض...
تعجبت من كلام هذا القصير و لم تسعني الصدمة الا ان اعوضها بالصراخ:
- سيدتك!!! ماذا ؟؟؟ من انت؟؟ أين أنا؟
- اظن ان الحرارة قد أثرت عليك سيدتي! لا عليك...
- لاااا أين أنا ايها الغريب؟؟
- مرحبا بك في أرضك يا سيدتي!
نزلت هذي الكلمات كالصاعقة علي... نظرة يمينا و شمالا و التففت ثم اجبت:
- ارضي؟؟؟
اومأ الخادم بالتأكيد و قد علت ملامحه علامات الاستغراب و التعجب.
ظللت للحظة افكر كيف انتهى بي المطاف هنا؟ و كيف تكون هذه ارضي؟ و كيف يعرفني هذا الخادم؟ هل هذه خدعة؟ هل انا في حلم ام ماذا؟ لكن هناك طريقة واحدة للإجابة على اسئلتي... نظرت لذلك الفتى :
- خذني إلى الديار... ارجوك.
- سمعا و طاعة... إن ركابك مجهز سيدتي.
ركبت إحدى الإبل و بقيت انتظر شيئا للحدوث او حتى توضيحا لما يجري القي احيانا بعض النظرات للخارج عبر ذلك الحرير المنسدل على جانبي...
- ماذا يحدث بجدية؟
توقفت القافلة أمام طريق طويل وسط مدينة ما كيف لي أن لا الحضها كل هذا المشوار او انني غرقت في التفكير إلى تلك الدرجة؟
ساعدني احد الخدم في النزول... و رفعت رأسي بتوتر شديد.....
- ما هذا بحق الجحيم.
-انه قصرك سيدتي... تفضلي بالدخول.
- لاااا انتم تمزحون.
- بالطبع لا سيدتي.
فوجئة من الجدية التي سادت المكان و اخذت أولى خطواتي بخوف... كنت اتأمل هذا القصر... عالي يلامس السماء و واسع أيضا مغلف بالذهب و مرصع بالألماس... الورود في كل مكان مختلفة الأنواع...
-انني في الجنة لا محالة.
دلفت إلى داخل القصر و قادني ؤلائك القصيرين إلى غرفة العرش الملكية كما أعلماني مسبقا و زوداني بما احتاج الى معرفته تحت ظل اسئلتي المنهمرة عليهما...
فتح باب تلك الغرفة لينحني لي كل الجواري و الخدم هناك... سرت بينهم رغم ما كنت أشعر به من غرابة و تبعاني ؤلائك القصيران... جلست على العرش و ضبط الجميع وقفته و حينها كشف الخادمات على وجهيهما و على ما اتضح لي أنهما توأم... لا اختلاف بينهما و كأنك ترى انعكاس أحدهما في مرآة الآخر.
- إ... إذن من تكونان؟
- انا فريتز و هو ريتز... و نحن مستشاراكي سيدتي.
- آسفة... و لكن كيف افرق بينكما؟
- حسنا نحن توأم و نشترك في الصفات الجسدية لكن هناك فرق صغير سيدتي لو تلحظه...
ثم وقف أحدهما من ركوعه ووجه يده نحوي
- يمتلك ريتز علامة على ساعده الأيمن ناتجة عن حرق قديم.
- اوه... حسنا حسنا فهمت.
- الآن سيدتي سوف تقوم الجواري بتجهيز لمقابلة المستشار الأول.
- المستشار الأول من يكون؟
- دجين هو مستشار سيدتي الأول هو من كان عليه اخذك للقصر لكن لأسباب أمنية تعذر عليه الأمر... سوف يقوم بمقابلة سيدتنا بعد برهة من الزمن.
- حسنا فهمت ذلك انا انتظره.
انحنى لي المستشاران ثم خرجا و تحلقت حولي الجواري يداعبنني و يمازحنني بكل حفاوة...
    ******************************
تمددت في ذلك المسبح مرخية جسدي مستمتعة بدفئ الماء، بيننا كانت تلعب إحدى الجاريات بشعري و تمدح لونه و طوله و نعومته بينما انا فقط كنت اشكرها و ابدلها المجاملات... صمت للحظة افكر بقدر المعلومات التي يمكن لهذه الجارية ان تفيدني به التفت لها و نظرت لها مبتسمة...
- اظن ان ببالي سيدتي شيئ مفرح.
- نعم انه كذلك.
- دعيني اخمن الأمر.... مممم المستشار دجن صحيح؟
- نصف الإجابة.
- اوه! اذن ماذا سيدتي؟

- انني... فقط أتساءل من هو دجين؟
- سؤال غريب...
- ما الغريب في الامر؟
-السيد دجين انه معروف جدا بين اغنياء هذه البلاد. شاب ذكي و حكيم كما أنه يتمتع بقوة جسدية هائلة و اتقانه لمختلف الفنون القتالية و أيضا... انه وسيم للغاية...
-هذا جيد... لكن كيف كانت طفولته؟ لماذا هو معروف لهذه الدرجة؟ ماذا يميزه عن غيره؟ و... و لماذا اختار ان يكون هنا اي كيف وصل لهذا المنصب؟
- سيدتي قد تحمست لسماع الكثير. قالت ضاحكة: رغم الشهرة التي يتمتع بها السيد دجين بين أسياد الاقوام و الملوك الا ان مشوار حياته لم يكن سهلا فيشاع انه يتيم الأبوين، ترعرع في ظروف فقر و عمل شاق الي ان انتهى به المطاف كسارق صغير يقتات على ما يسرقه يوميا... و رغم ما يعانيه فقد عهد القرآة و الكتابة عند أحد العلماء الذي أنسه كوليد له و تبناه و أنشأه عالما في الطب و العلوم و الهندسة و وهبه كل وقته... و تواصل شغف السيد دجين الي ان تعلم تكتيكات الحرب و شارك في تخطيط أكبرها و اهمها و تعلم في خضمها مختلف فنون القتال الي ان غدى واحدا من أفضل قادة الحرب و مع مرور السنين ارتفع مقام السيد دجين السياسي الى ان اصبح المستشار الأول لهذا القصر و هو شاب الأيقونة الذي يصيب المرأ اذا اختاره و يخيب اذا تركه و إذا انقلب ضده خسر عده...
- انه حقا معجزة هذا الشخص.
- نعم... انه حلم جميع الفتيات... لنكمل تجهيزك الآن سيدتي...
************************************
- كامل ولائي للمعظمة ماريا...

- اي نوع من الملاك انت؟ رغم انني أراهن على نقائك التام...

-انك لي... لي وحدي... و السلطة لي أيضا... ماريا 

- ما هو اسمك؟
- لما تسألين؟
- مجرد حب اطلاع...
- ران
- وداعا ران

The after LifeOù les histoires vivent. Découvrez maintenant