الفصل الأول |طرد|

1.8K 68 36
                                    

بينما هي تقف في أحد المطاعم الكبيرة المغلقة  ثم نظرت إلى النافذة أمامها قاطع وصلة التفكير في مستقبلها صديقتها تحدثت منة معنفة إياها
-"كل دا واقفة هنا تبصي من الشباك والزباين هيمشوا أتفضلي الطلب دا على الترابيزة رقم 16 ."

أمسكت منها ما بيدها وهي تتأفف ثم توجهت لتنهي عملها ....وضعت ما بيدها أعلى الطاولة أمام أحد الزبائن الذي ما إن رأها حتى بدأ في معاكستها .

وقع عينه على أسمها الذي يعلق أعلى ملابسها

-"بس أزاي يا أنسة مسك المطعم دا كبير كده وتنزلوا الأكل ساقع كده ؟"

تنفست مسك بعمق ثم ردت عليه -"ازاي بس يا فندم الأكل سخن انا جايباه بنفسي ."

-"طب ما تخدي تسقعيه ."

-"أسقعه!؟"

-"طب تعالي دوقي كده ."

-"لأ للأسف مش هينفع ."

لفت بجسدها لتذهب لكن يده منعتها
-"أستني بس انتِ زعلتي ولا ايه ؟ بتقفشي انتِ اوي ... وبعدين هو انا أي زبون أنتِ المفروض تبقي زي باقي أصحابك يا قطة ."

أبعدت يده بعنف ثم دفعت جسده ليجلس على المقعد ثانيةً لكن بقوة وهي تصرخ به
-"القطة ديه تجبهالك خالتك يا روح خالتك ."

ثم أمسكت أحد أطباق الشوربة من أعلى الطاولة واللقته على ملابسه فأخذ يصرخ من شدة سخُنتة .
-"يا بنت المج**ونة ديه مولعة ."

-"طب كويس أبقى سقعها انتَ بقى يا حليتها ."

بعد مُدة كبيرة من الزمن تقف هي أمام مُديرها في هذا العمل
-"انتِ عارفة دا يبقى مين ؟"

-"هيكون مين يعني ؟ وبعدين انا ميفرقش معايا حد دا إنسان مش متربي ومعدوش دم ويستاهل ."

-"معدوش دم ويستاهل ؟ أنتِ دلقتي عليه الأكل السخن و كمان كسرتي الأزازة على دماغه وهو اللي معندوش دم ؟! "

-"آه ."
قالتها ببرود شديد فرد عليها
-"انتِ مرفوضة أطلعي بره ومش عايز أشوف وشك هنا تاني ."

صرخت في وجه وهي تقول -"في ستين داهية انتَ وهو ."

خرجت من ذلك المكتب وهي تغلق بابه بقوة ثم وجدت ذلك الشاب مجددًا أمامها فحملت أحد الزهريات من أعلى الطاولة وتقدمت منه وقالت بمسكنه -"بتوجعك ؟"

-"أه ."

فألقت عليه تلك الزهرية وهي تقول -"انا أسفة كان لازم أفتحها تاني ."

قالتها وهي تجري إلى خارج المطعم .

********
أنهت جميع محاضرتها ثم ركبت أحد الحافلات المزدحمة بالركاب ودائمًا ما يكون أكثرهم شبابًا
كانت تقف وسط الكثير من الناس وهي تشعر بالخوف والدموع تلألأت في عينيها ثم قالت بصوت ضعيف
-"بعد إذنك ...ممكن بس تبعد شوية ."

-"وأبعد ليه يا موزميل ما كلنا لازقين في بعض أروح فين يعني ؟ أطير ."

-"لا يا أستاذ متطرش ولا حاجة بس ميصحش يعني تلزق فيا بالشكل دا أعتبرني أختك ."

رد عليها ببرود -"والله لو انتِ أختي وخايفة أوي على نفسك كده أبقي أركبي تاكسي ومتخنقوناش على المسا بقى ."

نزلت الدموع من عينيها ولم تقدر بالتحدث ما قدرت عليه هو أن تتكلم مع السائق
-"معلش على جنب يا سطا هنزل هنا. "

توقفت الحافلة ونزلت هي جلست على أحد الأرصف تبكي على حظها وفقرها الذي يعرضها دائمًا إلى مواقف لا ترضاها لذاتها لكن هي لا حول لها ولا قوة جسد بدون شجاعة لا تقدر على الدفاع عن نفسها .

توقف أحد الشباب الذي كان يبتاع شيئًا ثم وجدها تبكي فتقدم منها -"انتِ كويسة ؟"

رفعت وجهها من بين كفيها تنظر له والدموع ما زالت على خديها ...
-"انا ممكن أوصلك الحتة هنا مقطوعة .. متخفيش مش هعملك حاجة . "

أحست هي وكما أنه وحش يهاجمها وكأنه لم يعرض عليها المساعدة قبل ثواني .
فقامت وأخذت تجري بأقصى سرعة لديها ...
نظر لها بأندهاش ولم يقدر على فعل شيء..

********

-"بس بقى يا أميرة دا كل اللي حصل ."

ردت عليها أميرة بزهول -"يعني طرد تاني انا تعبت والله ."

وضعت عائشة بعض من الطعام في فمها -"وانا كمان زهقت مش تعبت دي عيلة باردة بجد ."

-"يعني كنتوا عايزني أعمل ايه انفخلوا في الشوربة ولا إيه؟"

-"يا مسك يا حبيبتي انتِ قولتي إنك شوفتيه كذا مرة في المطعم وعارفة إنه زفت مش كويس روحتي عنده ليه ؟"

-"والنبي متعمليش فيها عاقلة هو انا هعرف منين إن هو اللي على الترابيزة ديه ؟!"

عائشة -"خلاص بقى يا مسك أنتِ وأميرة دلوقتي انا بدأت أقلق على تاج . "

وضعت مفاتيحها لتفتح ذلك الباب ثم دلفت لصديقاتها ...

مسك -"اهي شرفت ست تاج . "

ما.إن دلفت عليهم حتى وقعت مغشية عليها .

صرخت عائشة وكذلك أميرة بأسمها -"تاااااج ."

يتبع....

الفسحجية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن