خطواتٌ قريبة فوق الجليد، أصواتٌ صاخبة لضرب الباب أو لربما لصندوق الباب الخلفي. هناك خلط كبير في مشاعري وردود فعل جسدي بالإضافة إلى الظروف الفيزيقية المحيطة بي.
شعرتُ بكل شيء معا، تدفق كل شعورٍ كأنه منفصل ولكل واحد منهم ذوقهُ. ذوقٌ يبدو حقيقياً تارةً ولكن جزء آخر منه مرعب بطريقة خيالية...
وبين الحقيقة الساطعة والخيال المرعب من سوف أُصدقه وأؤمن به؟
البرد الذي تحتي والمحيط بي ينهش عظامي، العرق عبارة عن حُممٌ تدفع جسدي للانتفاض كل ثانية مثل العصفور المبلل.
وأصواتُهما معا مثل البهارات الحارة على هذا الجو الصقيعي...
أزلتُ المعطف لحظة اصطدام شيء صلب بركبتي، ورغم الألم الذي اعتدى عليّ ورغم البرودة الشديدة التي عانقتني أكثر لحظة سقوط تلك القطعة القماشية للخلف، لم يكن المشهد أكثر إيلاما من وقوع بصري على مزلاجتيّ القديمتين السوداوتين، خاصة أول ما قابلني هو الاسمين المميزين.
يوزورو ويوزيرو.
وقد جاورهما علمُ الصين قُربهما دالا على، على—مكان ولادتنا معا، من هناك انطلقت حكايتنا، حيث أين كُنت الشخص الذي يتطلع له، كُنت قدوته، من يسبقه بالقليل من الأشهر في العُمر لكن ينال منه الكثير من الاحترام.
وماذا أنا الآن بالنسبة له بالضبط؟ العدم.
مررتُ عيناي على كل الزخرفات البيضاء التي تحمل ذكرياتي، كل الرسوم المنقوشة التي أصبحت على جسدي وأحملها معي في كل مكانٍ كأنها الخريطة التي لن أجدها يوما لذلك لن أعود أبدا للمنزل وسأبقى ضائعا للأبد.
ولكن—.
ولكن!
باغتتني دقة عنيفة لحظة رؤية إضافة جديدة على زلاجاتيّ، جعلتني أقع في الشك أكثر، أمسح على وجهي عدة مراتٍ وأتأكد من أنها أصلية، أو لا–هل هي تبدو أكبر حجما؟ هل هذه نسخة جديدة مقلدة؟
لأنه عند المقدمة برزَ وجود علامة رفض حمراء فوق اسمي الكوري.. يوزو–كو بينما يتواجد الاسم الجديد الآخر سانغ–هون مزخرفا ولامعًا.
كيف يجرؤ؟ كيف يجرؤ؟
كيف يجرؤ على تشويه كل بقعة تخصني رغم استيلائه على معظم ممتلكاتي وخطفه أمجادي!
أنت تقرأ
جوسكا
Short Story«هل هي حقيقة؟ أم أنها جزءٌ من متلازمة جوسكا اللعينة؟» بين قرارات الماضي الطائشة وبين حاضره البائس ومستقبله العاتم يجد نفسه متخبطا، حائرا، دائخا وموهوما بشدة لدرجة أنه فقد اسمه وأصبح الجميع ينادونه بذلك اللقب 'جوسكا'، إنه الشاب الموهوم الذي يجد نفسه...