.٥.

704 70 63
                                    

ماذا لو رقصت مجددا؟

أمسكتُ المزلجتان بيدان مرتعشتان وأنا أنظر لها بنفس العينين الضبابيتان وهي جاثية على الكتلة الثلج القريبة وتستمر في إنزال رأسها للأسفل ويديها مرتخيتين باستسلامٍ.

مثل دمية مكسورة، دمية خيوط انقطعت تنتحبُ في صمتٍ لأن من يحركها قد تبخر، رحل، اختفى...

أو لربما خانها؟

«ه.هل يُمكن؟» خرجت جملتي أخيرًا ورغم التردد الذي بها بقيت أترجاها بداخلي أن تمنحني إشارة واحدة، واحدة فقط.

هل يُمكن إصلاح الأمر؟

تساقطت دموعي في صمتٍ أرضًا لحظة رؤيتي لها ترفع رأسها أخيرا وتبتسم لي باتساعٍ وإشراقٍ مثل أول مرةٍ أشرقت بي شمسها هنا، وأزاحة غمامة حياتي الكئيبة. «يُمكنكَ فعلها يوزورو، فهي سبعة دوراتٍ وأُمنية تبعتُ الروح بالميت وتعيد الشباب للعجوز.»

استدرتُ للخلف متوجسًا من جملتها تلك وراقبتُ السفينة المتجمدة التي تقع على بُعد بضعة كيلومتراتٍ، ابتلعتُ ريقي ببطء ولم أرمش كوني متأكد من سماع جزء الأسطورة هذه عند أول لقاء لنا.

أنا لم أُفكر في هذا من قبل!

أسقطتُ المزلجتانِ أرضا وجلستُ على الثلج متجاهلا انزعاجي من تصلب أصابعي الغريب ورعشة كامل جسدي، لم أرمش حتى، أدخلتُ أولهما بقدمي متفاجئًا من ملائمة قياسها لي، هذه ليست هلاوس صحيح؟ هذه حقيقة! لا يمكن أن تسعني القديمة فقد مرت سبع سنواتٍ!

استدرتُ نحوها خلال إكمال ربطهما وراقبتها بعينين دامعتين، هي حقيقية تراقبني بكل تأكيد وعلي اصطياد الخيال وجعله ملموسا بالمبادرة حتى تصلح الأمور.

أن تصل متأخرا خيرا من أن لا تصل، صحيح؟

اندفعتُ بخطواتٍ متعثرة نحو الجليد واستمعتُ بانزعاجٍ للصرير العالي الذي أطلقته الشفرتان، ولكن سرعان ما تهاوى جسدي للأسفل بضعفٍ.

لما لا أكفُ عن الارتعاش؟ لما لا طاقة لي للمحاربة؟ عقلي يريد وقلبي يصرخ مستنجدا ولكن هذا الجسد خائر، هو بدون فائدة.

أنا بدون فائدة.

قُمتُ برص أسناني بقوةٍ ودهستُ على كل ذرة ضعفٍ تنام فوقي وتُثقل جسدي، استطعمتُ طعم الدماء بالداخل ولن أتوقف حتى لو تسربت خارجًا.

تعثرتُ في حركاتي وارتعشت قدماي مثل الطفل الذي يخطو خطواته نحو والدته، وجليدي هذا هو منزلي وأمي فلا معنى للخوف والتردد منه، إنه موطني...

جوسكاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن