حياة جديدة

490 34 7
                                    

العشرة صباحا -اسبانيا

مدريد:

نزلت إليونورا رفقة ابنتها إيزابيلا من الطائرة بمطار مدريد ، و توجهت خارجا لأخذ سيارة اجرة .

بعد نصف ساعة كانت هي و ابنتها في شقتها التي استأجرتها سلفا ، ترتب الاغراض بينما ابنتها تلعب بدماها ، انتهت من الترتيب و التنظيف و كان اليوم بنصفه الان

"حبيبتي ، هل نخرج الان لتناول الغذاء"
"اجل ماما ، فانا اموت جوعا"

ووضعت الصغيرة يدها على بطنها و الاخرى على رأسها تمثل الالم ، تبسمت اليونورا على صغيرتها المشاكسة .

ارتدا كلتاهما ملابسهما و هما بالخروج ، تناولا طعاما اسبانيا ، و كم راق لهما و استلذا به ، و تجولو بالمدينة قليلا لتتعرف الصغيرة على احيائها .

تتمشى هي و تنظر لطفلتها بابتسامة راضية على وجهها ، فصغيرتها كل ماتمر على محل او لافتة مكتوب عليها بايسبانية تقوم بتهجأتها ، فقد  اصرت اليونورا على تعليم ايزابيلا الاسبانية .

انتهو من جولتهم التي دامت ساعات بالخارج ، و عادو لشقتهم الصغيرة يحملون بجسدهم تعبا كبيرا من السفر و التجوال ، و ككل مرة يجلسان معا قبل النوم ، يتجاذبان اطراف الحديث عن يومهما اذا كان سعيدا او حزينا و يصنعون الحلول معا .

نامت بيلا الصغيرة بالاريكة بينما والدتها تعد الكاكاو بالمطبخ ، دخلت الصالة فوجدت سعادتها نائمة بسلام ، وضعت الاكواب على الطاولة و حملت بيلا بخفة حتى لا تستيقظ ، توجهت لغرفتها ووضعتها على الفراش ، هذا اليوم سينامان معا ، فلديهم اتفاق قديم بينهم ، باليوم الثالث من الاسبوع ينامان معا يحضنان بعضهما بعضا ، هما لنفسهما فقط بهذا العالم ، لا عائلة و لا غيرها ، فقط ام و ابنتها وحدهما .

توجهت للشرفة تنظر خارجا شاردة بالسماء ، لمعت عينيها بحزن عميق ، قد عادت للبداية ، عادت حيث ماتت سعادتها قديما جدا و خلق برحمها سعادة اخرى ، نزلت دمعة صغيرة من عينيها ، هل ستكون سعادتها مضاعفة اذا كانت امها حية؟ هل ستحب حفيدتها؟و هل ...... تكاثرت الاسئلة برأسها و ليست لديها اجوبة لها .

انهت كوب الكاكاو الخاص بها ، و دخلت فراشها تضم ابنتها بقوة و تشتم رائحتها ، اجمل ما حصل لها بحياتها هو حصولها على هذا الملاك .

استيقظت باليوم التالي ، فوجدت مكان ابنتها فارغ ، انتابها الرعب في هذه اللحظة ، هل خرجت ، لكن هي لاتعرف المكان جيدا ، او هل اتى شخص مجرم و اختطفها ...

بدأت الافكار الغريبة تغزو رأسها و هي لا تعلم ماذا تفعل ، نهضت تجرى تبحث بزوايا البيت على ضالتها علها تجدها ، لكن دون جدوى لاتوجد تلك الصغيرة المشاكسة ، لا بالمطبخ او الصالة او حتى غرفتها ، اذا اين تكون .

حين يخطئ القدرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن