بكاء داخلي

32 4 4
                                    


دينا...
لم انم جيدا تلك الليله ... فوجه امي الغاضب وضرباتها التي ما زلت اشعر بها على جسدي ووجهي جعلتني لا استطيع النوم ابدا..
لاقرر عدم النوم والذهاب خلسه لاطمئن على ريان.. مع أن مادرين حذرتني من الذهاب وحدي و وعدتني ان نذهب سويا غدا الا ان قلقي الشديد على ريان لا استطيع تحمله ليوم غد ...لهذا قررت فقط الذهاب لاطمئن عليه واعود لن اتأخر... لافتح عيناي واهم واقفتا عن سريري ...  وهممت للذهاب ... لكن اوقفتني رائحه غريبه صادره عن المنضده الموجوده بجانب سريري ..... لاناظرها بإستغراب بسبب تلك الرائحه ... اقتربت من المنضده ووجدت عليها كوبا مليئ بسائل اخضر .. بدا لي كأنه شاي من نوع ما ... امسكته وازلت الغطا عن الكوب وقربته من وجهي لاشتم رائحته
كانت رائحته جميله جيدا ومهدئه بشكل غريب  .... اعتقدت ان مادرين قد جلبته لي لاشربه ويهدئني ... وما ان وضعته على فمي اريد الشرب الا انني توقفت لوهله افكر......
- اعتقد ان ريان يحتاج لشربه اكثر مني ...
وارجعت الغطى على الكوب وهممت راحله بإتجاه غرفة اخي ريان.... بعد تحاشي الحراس والخدم ... ما ان وصلت الى الغرفه حتى وجدت الحارس رينو يخرج منها ... اختبأت لكي لا يراني ... فإنه حتى ولو حارس ريان لكنه كان بوضوح يبين لي انه لا يحبني ... ويريدني بعيده عن ريان ....فكان هو من يمنعني عن رؤية ريان بصغرنا ...

لاراه يغلق الباب خلفه ويتنهد وهو قابض بيده ع مقبض الباب تنهيده عميقه مليئه بلحزن .... وليستدير ويذهب بعيدا عن الغرفه...
تحركت بسرعه بإتجاه الغرفه وفتحت الباب ودخلتها مغلقتا الباب خلفي .... لأقترب ببطئ وخفه الى سرير ريان ... كان ريان مستلقي على ظهره وغاطط في نوم عميق ... وضعت الشاي الاخضر على المنضده بجانب سريره واقتربت منه وقبلت جبينه وهمست له برقه والدموع كانت قد ترققت في عيناي الحمراوتان....
ريان ... اخي العزيز
احبگ
واستقمت احدق بوجهه المليئ بالخدوش المؤلمه ... لتسيل قطرات من الدمع الحاميه على خدي ....فأمسكت يده في يداي الاثنتان وقلت وان اشد عليهم قليلا...
- ارجوك... ارجوك تحسن ارجوك ....
انا .. انا اسامحك ريان... اسامحك..
وهممت الى خارج الغرفه متجهتا الى غرفتي تاركتا اياه لينام ويستريح.....

رينو....
بعد ما جرى في غرفة الطعام.... ذهبت لاجد ممرضه بسرعه لتعالج سيدي ريان..
وعندما وجدتها ذهبت الى الغرفه لاجد شقيقته دينا عنده هناك ... قلت لها اني سوف اعالجه وان تذهب الى غرفتها ... لم اكن اريد من الامور ان تصبح اسوء من هاذا بالفعل ...انا اعرف ان دينا ليس لها شأن بأن امها تكرهها ... لكن اعتقد انه من الافضل ان تبقى بعيده عن ريان من اجل مصلحته .....
وبعد ذهابها وتضميد جروح ريان عن وجهه ويديه ... التفتت لي الممرضه وقالت بوجه قلق ..
سيدي .. قد عالجت جروحه التي تنزف ... لكن ظهره مليئ بالكدمات ... لهذا وضعت له مرهم ليخفف حدة الامها...
تجهم وجهي اثر قلقي عليه وسمحت لها بالذهاب ... لاسأل ريان بوجه مليئ بالحيره  وبصوت يملئه الغبطه...
سيدي هل حقا كان يجب عليك فعل هاذا ؟؟
ليجيبني انه كان عليه وانني لا اعرف ما مرت به دينا من مصاعب....
لم يكن يعرف انني على علم شديد بما تمر به دينا ...او لاكون اكثر دقه لم يكن يعلم انني من كنت حتى اسوقها الى هلاكها بيداي الاثنتان.....
خرجت من غرفته تاركا اياه ليستريح .. متجها الى غرفة السيده مارفن فقد كانت قد بعتت الحارس ليناديني...
طرقت باب غرفتها لاسمعها تأذن لي بالدخول... دخلت وتعابير وجهي ملئت بالذهول اثر الفوضى العارمة التي حلت بالغرفه
عرفت ان السيده في حالتها التي تصيبها...
كانت السيده مارفن منذ زواجها من جلالة الملك تصيبها تلك الحالات ... تجعلها تحطم اي شيئ امامها وتضرب وتغضب وقد تصل معها الى حد القتل ايضا ....
لكنني للان كنت احرص على ان عندما تصيبها هذه الحاله لا ادخل احدا عندها للغرفه واأمر الحراس والخدم بتحاشيها وتجنبها قدر المستطاع
لكني بكل اسف لم اكن قادرا على ابعاد دينا عنها ...
فكانت كل ما يصيبها تلك الحاله تأمرني بجلب دينا اليها .... لأسمع بعد قليل صرخات من غرفتها وبكاء شديد ومرير صادر من دينا ....
كنت اشعر بالأسى الشديد تجاهها ... وانا اعرف جيدا ان امها لن ترحمها ابدا ...
لكني كنت اشد على قبضتي وامتص غضبي ... افكر...
كل هاذا من اجلك ريان ... لا بأس المهم كون ريان بخير هاذا ما يهمني.....
واكملت بحنق اهمس قائلا
- سوف احميك ريان .... حتى ولو اضطررت للتضحيه بدينا ... سوف احميك اعدك...
وفي يوم منتصف الليل كنت اقوم بدورة حراسه كالعاده بالقصر .... لانتهي منها وكان كل شيء على ما يرام ... فاتجهت الى غرفتي وبينما انا امشي لمحت ظلا خلف الحديقه ... جهزت سيفي ومشيت الى هناك اتبع الصوت بخفه شديده لكي لا يلاحظني من هناك ... كل اعتقادي كان انه لص ... لكن عند اقترابي من الصوت اكثر وكنت قد وصلت الى الحديقه السريه وقفت بذهول مما رائته ... اذ انني رائيت سيدي ريان مع اخته دينا يتعانقون وبعدها جلسو سويا يضحكون ويتكلمون ... لالتفت خلف السوار لكي لا يروني ... واشد على قبضتي هامسا...
- لماذا يا سيدي؟ .. لماذا تصر على لقائها وعصيان الملكه !!.....لماذا؟...
بعدها خطرت ببالي فكرة ما تجعله لا يقترب منها مره اخرى .... لارخي قبضتي واتجه الى غرفة السيده مارفن ...
بعد طرقي للباب عدة مرات حتى فتحت ... كانت تلبس قميص نومها واضعتا على كتفها شال جميل اللون اسود ...
نظرت الي بتساؤل وبعيون بارده  وقالت بنبره نعسه بها قليل من الحده
ما اللذي تريده بهذه الساعه رينو ؟...
لاجيبها انني اريد ان اخبرها شيئا مهم ...
لتنظر لي نظرات ريبه اثر تصرفي وأذنت لي بالدخول.....
غضبت ومسكت كأس الماء الذي امامها والقت به على الحيط ليكسر الى اجزاء صغيره جدا بعد اخبارها بما رأيت...... وهمست بحنق وغضب شديدين ...
- هل انت متأكد من هاذا ؟؟
اخبرتها بحده
- نعم سيدتي لقد رأيتهم قبل قليل بالحديقه الخلفيه....
لتقبض بيدها على ما بين حواجبها وتهمس بغضب
- كيف تجرء تلك الكلبه على عصيان اوامري كيف !!
ولتناظرني وتخبرني
- حسنا اذا انتهى ما تريد اخباري به اذهب من هنا ...
وما ان هممت بالخروج اوقفتني قائله
- رينو...ما هدفك من اخباري  بهذا؟
التففت اليها وقلت بحده ...
- سيدتي انا لا اريد من ريان ان يتأذى بأي شكل كان لهذا اخبرك...
لاسمعها تضحك بصوت عالي وتقول لي
- ههههههههههههههههه رائع رائع جدا.... انت تشبهني رينو ... انا وانت نمتلك نفس الهدف ...
وافتربت مني تتحسس وجهي بيدها ..واكملت
- جميل .... ابقى هاكذا معي وبصفي ولن تندم ابدا رينو ....
نظرت لها بعيوني الراجفات اثر رؤيتها قريبه من وجهي كثيرا وقلت بخضوع تام....
- حاضر سيدتي..

𝑀𝓎 𝒹𝑒𝒶𝓇, 𝒴𝑜𝓊𝓇 𝑀𝒶𝒿𝑒𝓈𝓉𝓎.               عزيزتي هي جلالة الملك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن