حبّذها

20 10 0
                                    

____

عذرًا.. غفوت ولم أتابع حديثي!

عن هذا المخزن فلا بأس به، لطالما تمنيتُ إخراس الجميع، خاصةً آن الثرثارة!
بفضلِ دهاء من أطلقتُ عليه بـآدم تحققت أمنيتي، فالآن.. لا أحد يمكنه الحديث، نحن مشخّصوا الأبصار، مبتسمون دائمًا، لا نتحرك..

هذا ما تمنـ..يتُه

أجل..

دومًا ما أردتُ إخراسهم..

يا له من حالٍ مريع!

كنتُ أتخيل الأمر أفضل، أريد فراشي الآن،
أحتاج للرقص!

ما يهم..
..

بعد اختفاءِ القط عن أنظاري لم يُحجم  عقلي عن استذكاره، رأيتُ في عينيه شيئًا غريبًا، ليس قطًا عاديًا، بدا كأنه من عالمٍ آخر، أردته بشدة، وددتُ احتكاره لنفسي.

تحركتُ حيثُ نافذة غرفتي ودخلتُها منها، ركضتُ مسرعةً نحو الخارج،
وبسمتي تشع كعادة وجهي البيضاوي،
كنتُ أدرك أنني لن ألحقه، لكنني لم آبه وتابعت الركض متجاهلةً نداءات الخادمة بيروني، إنها عجوز سمين وشمطاء، لم أحبها يومًا.

انسللتُ من بين الحشود بخِفية وفيّ رغبةٌ تحثّني باستماتة، توجهتُ للشارع المجاور والحماس يقطرُ مني منهمرًا.

لم أفكر في عواقب الأمور، الغريب دومًا ما جذبني، كقطعةِ حلوى نحو فاهِ طِفلٍ صغير، بعضهم كان يراني كغريبةِ أطوار، لكنني لم أهتم، كنت أحب الاستمتاع فقط.

استدرجني القط لبدايةِ الغابة ثم توارى عن أنظاري، سرحتُ وقتها على أملِ عودتِه، في ذلك اليوم.. تلطخ ثوبي ببقعٍ  من الطين.

لم أجده وعدتُ  أدراجي، لكن استوقفني ظلٌّ طويل القامة ظهر أمامي من العدم، لم أفزع!
بل شرعتُ أتأمّله بعجب، من أخمص قدميه لقمةِ رأسه لم أرَ غير السواد، بدا كطيفٍ مائيّ يخفي نفسه بمعطفٍ حالك السواد لولا بنطاله البني ما لاحظته. 

لم أرَ له عينين ولا شفتين، بقيت أحدق في السواد المتجسد أمامي كما يفعل هو، شعرتُ به يحملق بعينيّ رغم عدم امتلاكه لها. 

"دعنا نلعب" 

شعرتُ به يبتسم، لم أرَ بسمته لكنني تخيلتها، وقد حبّذها.

عرائس القطحيث تعيش القصص. اكتشف الآن