قاطع حبل افكَارها مِن شافت جوالهَا يدق وعقدت حواجبهَا مِن شافته رقم غرِيب.. مسكت الجوَال وردت علِيه: الـو؟
الشخص: انسه هوَازن.
هَوازن عقدت حواجبهَا بِـ استغراب: ايه، مِين معِي؟
الشخص: معك الممرضة الِّي ماسكه حاله اخُوك أُسامه لو سمحتِي نبيك تجينا بِـ العيادة.
هوَازن تجمدت مِن سمعت اسم اخُوها.. وصَارت تتكلم بسرعه وانفاسهَا تتسارع بِـ خُوف: ايش فِيه؟ صَار لُه شئ؟
الممرضة بِـ هدُوء: اهدِي انسه هوَازن كُل شئ تحت السيطرة، نحتَاجك تكونِي موجُوده بس دخل بِـ حاله هستره مِن البُكاء.
هوَازن تكلمت وهِي ترتجف وفقدت اعصَابها وبِـ صرَاخ: اتكلمِي وش فِيه؟ اخُوي صَار لُه شئ؟
المُمرضه وهِي تحاول تهدِيها: اهدِي انسه هوَازن وخذي نفس عمِيق، ماصَار لُه شئ بس يبِيك.
هوَازن ما قدرت تمسك اعصَابها وصَارت تبكِي بِـ الم.. كُل خُوفها انُّه يكُون صاير لُه شئ وما يبُون يعلمُوها بِـ المُكالمه..
امَّا بِـ النسبة لِـ سُلطان عقد حواجبه بِـ ذِي اللحظة.. وقرب وسحب مِن الجوَال مِن حس انَّها ماقدرت تكمل المُكالمه ورد علِيها: الُو مِين معِي؟
المُمرضه بِـ هدُوء: لو سمحتِي سيدِي احتاج الأنسة هوَازن تكُون بِـ أسرع وقت الولد فقد اعصَابه وخايفِين تجِيه مُضاعفات.
سُلطان وهُو يكلمهَا بِـ هدُوء: تمام لو سمحتِي اعطِيني اسم المستشفى؟
بِـ ذِي اللحظه قفل المُكالمه مِن اعطته عنوَان المستشفى.. ولف على هوَازن مِن شافهَا جالسه ومنزله رأسها ومنهاره وقرب مِنها لِـ نفس مستوَاها وتكلم وهُو يحاول يهدِيها: اهدِي هوازن ماهُو صاير لُه الَّا العافيه وامشِي خلنا نرُوح لُه.
هوَازن طالعت فِيه وهِي منهارة مِن البُكاء: تكفى قُول انُّه ما صار لُه شئ، تكفـى.
سُلطان بِـ هدُوء وهُو ماسك يدِينها: صدقِيني ماهو صاير لُه شئ، امشِي خلنَا نرُوح نتطمن علِيه.
هوَازن هزت رأسه بِـ الموافقه وسحبت شنطتهَا ومشت معه بِسرعه وكُل املهَا انُّه ماهُو صاير لُه اي شئ..
-
مرَّت عِدة دقايـق.. وهُو يسُوق أسرع ما يقدر..
لف علِيها وتنهد بِـ ضيق مِن شافهَا تتطالع بِـ الشُباك والدمُوع ماليه عيُونها..
بِـ النسبه لِـ هوَازن الِّي كانت تطالع الشُباك وتبكِي بِـ الم.. ماتبِي تخسره.. هُو الوحِيد الِّي باقيلهَا بِـ ذِي الدنيَا.. وماهِي مُستعده اي استعدَاد انَّها تفقده..
نزلت مِن السيَاره بِسرعه مِن حست انُّهم وصلُوا وركضت بِـ أسرع ما تقدر مُتوجهه لُه.. وكُل املهَا انُّه يكُون بخِير..
-
-
الممرضة توجهت لهَا مِن شافتهَا وصلت: لو سمحتِي انسه هوَازن ادخلِي، ماهُو راضي يوقف بُكاء ومِن اليُوم يناديك.
هَوازن لفت علِيه، وماقدرت تمسك دمُوعها مِن شافته يبكِي ومنهَار وتوجهت لُه على طُول: حبِيبي أسامه اشفِيك تبكِي تتوجع شئ؟
أُسامه رمَى نفسه بِـ حضنها مِن شافهَا، ودمُوعه ماهِي راضيه توقف: هوَازن خايـف.
هوَازن وهِي تمسح دمُوعها وطالعت فِيه وهِي تبتسم: حبِيبي أُوسي لِيش خايف هذَا انَا عندك.
أسامه وهُو حاضنهَا وما تكلم ولا كلمه.. وكُل الِّي كَان يسوِيه انُّه يبكِي.. واملًا انُّه يلقى الامَان بِـ حضنهَا..
هوَازن وهِي تمسح على شعره وتكلمت بِـ لُطف: حبِيبي أُوسي انت قوِي لا تنسى ذَا الشئ.
سُلطان جاء يبِي يقرب لُهم ولٰكن قاطعته الممرضة وهِي تحاول تمنعه ان يدخل..
ولٰكن سُرعان ما قاطعتهَا هوَازن بِـ هدُوء: هذَا معِي خلِيه يدخل.
بِـ ذِي اللحظة قرب مِنهم بِـ هدُوء وابتسم مِن شاف أسامه: كِيف البطل اليُوم.
هوَازن ابتسمت لُه ولفت على أسامه: أُسامه حبِيبي هذَا اخُوك سُلطان جاي يسلم علِيك.
سُلطان ابتسم لُه ومد يده عشَان يسلم علِيه معه: اخبَارك أُسامه، سمعت انَّك بطل وقوي صح؟
هوَازن طالعت بِـ اخُوها: أُوسي حبِيبي سلم علِيه جاي وسافر كُل ذِي المسافة عشَانك تدرِي.
أُسامه مد يده سلم علِيها وهُو ملتزم الصمت وبِـ نفس الوقت يطالع علِيه بنظرات براءة..
سُلطان مد يده لِـ جيبه عشَان يطلع قطعه التُشوكلت وطالع علِيه: غمض عيُونك ومد يدك يا بطل جَايب لك هديه.
أُسامه غمض عيُونه بِـ حماس وبراءه ومد يده لُه.. بعدهَا فتحهَا مِن حسهَا بِـ يده.. وضحك بِـ حمَاس مِن شافها شُوكلت..
هوَازن ارتسمت الابتسامة على ملامحها مِن شافت اخُوها يضحك.. وبِـ ذِي اللحظة طالعت بِـ سُلطان وابتسمت لُه بِـ هدُوء على انُّه قدر يسعد اخُوها بِـ لو شئ بسِيط..
سُلطان رد لهَا الابتسامة ولف على أُسامه: ان شَاءالله عجبتك الهدية؟ مره ثانِيه باجيب لك هديه احلى مِنها..
هوَازن طالعت اخُوها مِن شافته سكت مارد لُه وتكلمت بِـ هدُوء: حبِيبي أُوسي وش تقُول لاخُوك سُلطان؟
أُسامه همس بِـ براءه وهُو كُل همه قطعه الشُوكلت الِّي يأكلها: شُكرًا.
سُلطان ابتسم لُه: عفوًا يا رُوح اخُوك.
ولف على هوَازن: باكلم الممرضة وارجعلك.
هوَازن هزت رأسها بِـ الموافقة..
بِـ النسبة لِـ سُلطان الِّي وقف بِـ ذِي اللحظة وتوجهه لِـ الممرضة عشَان يسألها عن حَاله اخُوها: لو سمحتِي مُمكن تعلمِيني ايش فِيه.
الممرضة طالعت فِيه بِـ هدُوء: أُسامه عنده تليف بِـ الكبد ويحتَاج لِـ مُتبرع بِـ أسرع وقت ولِـ صغر عمره وبسبب فصِيله دمه.. ماقدرنَا نلقى لُه متبرع..
سكت سُلطان ولف يطالع فِيه بِـ حُزن على حالته.. وكِيف انُّه طفل صغِير بِـ عمره قاعد يتعذب بِـ الم.. تنهد بِـ ضِيق ولف علِيها: تمَام شُكرًا تعبتك معِي.
الممرضة: لا ابد ذِي وظِيفتي..
بِـ نفس الغُرفه كَانت تتأمله بِـ هدُوء.. وبِـ داخلهَا ألف كلمه وكلمه وماهِي عارفه كِيف تشكره على وقفاته معهَا وعلى شهامته.. وعلى اسعَاده لِـ اخوهَا.. ابتسمت بِـ هدُوء وهِي تتذكر لحظاتهَا معه.. وكِيف انَّها تعرفت علِيه بِـ وقت قصير الَّا انُّه وقف وقفات الِّي تعرفهم مِن سنِين ماوقفت معهم كِذا..
قاطع حبل افكَارها مِن شافته قرب لُهم وابتسمت لُه وتكلمت بِـ هدُوء: سُلطان مُمكن اكلمك شُوي برا.
سُلطان هز رأسه بِـ الموافقة: ايه اكِيد.
وقفت تبِي تقُوم لٰكن قاطعهَا مسكة أسَامه لَها: لا ترُوحي.
هوَازن ابتسمت وباست راسه: مانِي رايحه يا قلبي وبانام معك اليُوم، بس باكلم اخُوك سُلطان شُوي وراجعه لك.
أُسامه هز رأسه بِـ الموافقة وخلاهَا ترُوح ورجع يكمل اكله لِـ الشُوكلت..
سُلطَان لف علِيها بعد ما طلعوا مع بعض برَا وتكلم بِـ هدُوء: عسى ماشر فِيه شئ.
هوَازن هزت رأسهَا بالنفِي وتكلمت وهِي مبتسمه لُه: جد ما أعرف كِيف أقدر اشكرك على كُل وقفاتك معِي جد شُكرًا لك.
سُلطان ابتسم لُه ولا شعوريًا ومسك يدينها بِدون مايحس على نفسه: ما بيننا ذا الشئ هوَازن والبشر للبشر بِـ النهاية، وبعدِين تعالِي ترا ماسوِيت شئ.
هوَازن ابتسمت لُه على لطفه: جد شُكرًا لك ماعرف كِيف اعبر على الِّي بقلبِي بس جد شُكرًا تعبتك معِي كثِير.
سُلطان ابتسم لهَا: ماسوِيت شئ ويلا ادخلِي عند اخُوك واذَا احتجتِي اي شئ تواصلِي معي ترا بازعل لو عرفت انَّك محتاجة وماعلمتِيني.
هوَازن بِـ ابتسَامه هزت رأسها بِـ مواققه..
سُلطان مد لهَا رقمه وتكلم وهُو مبتسم: سلمِيلي على أُسامه وقوليله باجيبلك هديه كبِيره المره الجايه.
هوَازن ضحكت لُه على لُطفه: ماتقصر.
-
رجعت لِـ اخُوها وابتسمت مِن شافته نَايم قربت مِنه وباست راسه بِـ كُل حُب وهدُوء وبعدهَا غطته عشَان ما يبرد.. وجلست بِـ الكنبة الِّي جنبه وتأملت الشُباك الِّي قطرَات المطر تنزل منه..
حلقت بِـ افكَارها.. وهِي تحس ألف فكره وفكره بِـ بالهَا واقتنعت اكثر انَّها تترك الجامعة بس عشَان ما تخسر اخُوها لأنُّه مالهَا قوه انَّها تفقده..
ارتسمت ابتسامه على ملامحهَا الناعمة مِن تذكرت سُلطان وافعَاله معهَا وماهِي عارفه كِيف ترد لُه الجمِيل على كُل افعاله معهَا.. ابتسمت أكثر مِن تذكرت ملامحه وهُو نايم.. ملامحه الحَاده جذبتهَا..
غمضت عيُونها وهِي تسمع صُوت قطرَات المطر على الشُباك.. وبِدون ان تحس دخلت بِـ عَالم الاحلَام.
-
-
فِي الصبَاح البَاكر فتحت عيُونها على صُوت زقزقة العصَافير.. تنهدت بِـ هدُوء وهِي تتذكر كُل التفاصِيل الِّي صَارت لهَا أمس..
حست نفسهَا ضايعه.. ناسِيه كُل مَاضيها.. فَاقده الذَاكره.. هِي عَارفه انَّها ما فقدت ذَاكرتها.. ما تعرف لِيش ماهِي قادره تتذكر المَاضي.. طفُولتها.. وذكريَاتها فِيها.. كُلها انمسحت بِـ ذِي اللحظة..
حست نفسهَا بِـ دوَامه مِن الاعاصِير بِـ عقلهَا.. حست نفسهَا نكره.. كُل الِّي تتذكره مِن الماضِي انُّه ابُوها وامها ماتُوا بِـ حادث شنِيع.. بس مِين هذَا الِّي كَان قدامها؟ ملامحه تشبهه بس ماتعرف هل هُو صدق هُو ام لا؟ حست حيَاتها الِّي عاشتهَا كُلها كذبه بِـ ذِي اللحظة..
قاطع حبل افكَارها مِن سمعت صُوت الاقفَال البَاب تتفتح وداخله مِنه بنت بِـ اواخر العشرِين وبِيدها صينيه فطُور..
صرخت علِيها بِـ كُل الم وخُوف مِن الصرَاع الِّي قَاعده تعِيشه بِـ ذِي اللحظة: مِين انتـم؟ ووين انا فِيـه الحِين؟
البنت ماردت علِيها وحطت فطُورها على الطاوله الِّي قريب منها وطالعت فِيه بِـ هدُوء: فطُورك جَاهز.
انَابيلا مسكت رأسها بِـ الم مِن حست الصُداع يمليئ رأسها وتكلم بِـ نفس الصراخ: مابِي فطُور طلعِيني مِن هنا بِسرعه.
البنت بِـ نفس هدوئها: لا تخلِيني اربط يدك السيد مره متعاون معك لا تخلِيني اعاملك بِـ طرِيقه ما تعجبك.
انَابيلا بِـ ذِي اللحظة حاولت تفك نفسهَا مِن الكرسي المربُوطه فِيه وبِـ نفس نبره صُوتها: اسكتِي وطلعِيني مِن هنا انتم كذَابين.. ذَا ماهِو ابِوي فكِيني عشَان ما اشتكِي عليكم..
وصَارت تصرخ بِـ شكل هيستِيري وبِـ خُوف مِن المكَان الِّي هِي فِيه.. الِّي كَان يعمه البيَاض وكُل الاثَاث الِّي فِيه ابيض.. مافِي اي لُون غير الابيض الِّي وصلهَا لِـ مرض نفسِي..
صرخت بِـ صُوت عالي مِن حست بِـ شئ يخترق جلدهَا بِـ قوه ويفرغ الِّي داخله بِـ جسمهَا..
البنت قربت مِنها وبِـ هدُوء وغطت عيُونها دُون سماعهَا اي شئ مِن انَابيـلا الِّي كانت مخدره وفَاقده وعِيها..
لفت وتوجهت لِـ جهة البَاب بِـ جمُود عشَان تتطلع مِن شافت انَابيلا فقدت وعِيها قدام عيُونها..
-
-
كَان يسُوق السيَاره متوجهه لهَا.. ابتسم مِن شاف البُوكيه الورد الاحمر الِّي بِـ جنبه..
وماهِي الَّا دقايـق الَّا يُوصل لِـ المكَان الِّي كَانت فله كبِيره بيضَاء.. توجهه لِـ البَاب ودق البَاب وماهِي الَّا لحظات الَّا وتفتح لُه المساعدة..
تكلم بِـ هدُوء: سُهى موجُوده؟
المساعدة: ايه جَالسه برا عند المسبح تبِيني اعلمهَا انَّك بتجِي؟
سُلطان ابتسم: لا لا خلِيني بافاجئها.
المساعدة: تمَام.
بِـ ذِي اللحظة توجَّه لِـ جهة المسبح ويحس الفرحة مشتاحته وكُل شوي ينزل نظره لِـ البُوكيه الِّي بيده.. ومتحمس على حماسهَا مِن تشُوفه..
-
بِـ نفس الفله ولٰكن بِـ جهة المسبح..
كَانت جالسه تفطر وبِـ نفس الوقت تكلم بِـ الجوال وهِي مبتسمه: لا تخَاف حبِيبي انا زوَاجي لُه مؤقت.. وانت تعرف لِيش باتزوجه.
امِيـر بقهر وغيره: سُهى الى متى اشُوفك مع واحد ثانِي واتعذب؟
سُهى بِـ حُب وغنج: حبِيبي تحمل.. لا تخلِي تعبنَا كُل هالسنوَات يرُوح كِذا.
امِير تنهد بضيق: يلا الشكوى لله وش نسوي بنتحمل.
سهى وهِي تبُوس الجوَال وضحكت وبِـ حُب: حبِيبي انت امواح.. احبك الله يخلِيك لِي.. وصدقني كُلها فتره وبنعيش بِـ قصرنا لحالنَا انا ويَاك.
امِيـر اخذ نفس عميق: يلا ننتظر وش نسوِي غير اننا ننتظر.
سُهى بِـ كُل غنج: يلا حبِيبي باقفل قبل لحد يسمعنِي. بابقى احبك طُول العمر.. حط ذَا الشئ بِبالك.
قفلت مِنه وهِي مبتسمه بِـ كُل حب.. وجلست على الكنبه وصَارت تلعب بِـ جوالها وتصور نفسهَا بِـ كُل غناجه..
وهِي ماتدرِي بِـ ذِي اللحظه انَّها تركت شخص مكسُور ومنصدم مِن الِّي يسمعه.. كُل هالسنوَات كَانت كذبه.. كَان يعِيش بِـ وهم وحُب مُزيف.. باعت حُبه بِـ كُل قلب بارد عشَان فلُوس.. ومَاهتمت بِـ فعلتهَا ذِي انَّها تكسر شخص.. وتكرهه بِـ كُل معانِي الحُب.. كسرته.. جرحته.. حطمت كُل كبريائه وكيانه..
•
•
أصعب شعُور مُمكن يحسه اي بني ادم هو شعُور الخيَانه.. مِن يكن مشَاعر حلوه وبريئة وعفويه مع شخص ما يكن له اي مشاعر.. يبني احلام فارغه معه.. يحس نفسه كأنه بِـ عتبَات درج كَان يتسلق فِيها وفجأه يطِيح ذَا الدرج ويهدم كُل شئ بنَاه.. تَاركه بِـ دمَار وفرَاغ داخلِي مؤلم..
•
•
كَانت تمشِي بِـ كُل هدوئها المُعتاد.. بِـ نفس اللحظة مستغربه مِن ايمِيل بروفِيسورها لهَا انَّها تجِيه للمكتب.. وألف كلمه وكلمه بِالها.. لِيش يبِيني بشكل طارئ؟ هل فِيه شئ ثانِي يحطوه بِراسها بعد كُل هالمشاكل؟
تنهدت بِـ ضِيق مِن قربت عند مكتبه ودقت البَاب بِـ كُل هدوء.. وماهِي الَّا لحظَات الَّا تسمع صُوته وهُو يسمح لهَا بالدخُول..
البروفيسور فوزي وهُو يأشرهَا للكرسِي: تفضلِي.
هوَازن جلست على الكُرسي وهِي تتطالع فِيه وتعابِير الاستغرَاب مُرتسمه على ملامحهَا: عسى ماشر فِيه شئ استاذِي؟
البروفيسور فوزي بِـ ذي اللحظة سكت لِـ وهلات وبعدهَا تنهد بِـ هدُوء: اولًا حاب اعتذر منك على سُوء الفهم الِّي صَار بالفصل.
هوَازن طالعت فِيه مِن فهمت وش يقصد وابتسمت بِـ سُخريه: ظهر الحق؟
البروفيسور بِـ ضِيق: جد اعتذر لك على كُل الِّي صَار لك ويحق لك تزعلِي بس ما كان بيدنا، والبنِي ادم خطاء.
هوَازن طالعت فِيه بِـ كُل سخريه: جد حلُو مِن عرفتم الحقِيقه واكتشفتم انُّه مالي ذنب انمحت كُل الاخطَاء وصَار البنِي ادم خطاء؟ ماهتمِيتوا للموقف الِّي صارلِي قدام كُل زملائِي؟ وكِيف مالِي وجهه اقابلهم الحِين؟ وبعدِين مِين الِّي حط الاورَاق بشنطتِي واتهمتونِي فِيها.
البروفيسور فوزي تنهد بِـ ضيق: مانقدر نسوِي شئ هوَازن سُمعه الجَامعه مُهمه لنَا.
هوَازن ضحكت بِـ سُخريه مِن عرفت مِين هُو الشخص: اهَا يعنِي مافِي عقَاب لهَا عشَان بس سُمعتكم ماتطِيح؟ بس انَا عادي اخ ياسخريه الاقدَار مِن متى يتحاكم الظَالم على المظُلوم استاذي؟
البروفيسور رفع رأسه وطالعها بِـ قله حيله: مانقدر نسوِي لهَا شئ، انتِي عارفه كِيف بتضر سُمعه الجَامعه لو العَالم عرفت انُّه بنت المُدير سرقت.
هوَازن انقهرت وحست بِكميه الظُلم الِّي هِي فِيه.. مِين يغلط الضعِيف، حتَّى لو كَانت غلط بدون قصد وعفويه؟ يتعاقب اشد العقُوبات ومن دُون اي رحمه..
ولٰكن صاحب السُمعه مِن يغلط يختلف الوضع.. وتأتيه ألف عُذر وعُذر والبنِي ادم فِي اللحظة يصبح خطاء وماهو معصُوم عن الغلط وينرفع عنه القلم بِـ كُل دم بَارد..
وتكلمت وهِي تتطالعه بِـ قهر: ماهمنِي منصبهَا او منصب ابُوها او سُمعه الجامعة بِـ شكل عَام، كُل همِّي ان الظالم يتعاقب نفس ماتعاقب المظلُوم.
البروفيسور تنهد بِـ عدم حيله بِـ الِّي صَار: اعتذر لك بِـ منابتهم وجد اتمنى بِـ ذِي اللحظة تقبلِي وجُودك بِـ الرحله وتتجهزِي لهَا.
هوَازن تكلمت بِـ قهر مِن الِّي مرت علِيها: اسفه ماقدر...!
قاطعهَا البروفيسور فوزي بِـ هدُوء: لا تعطِيني الرد الحِين، انتِي معصبه ومالُومك خذِي كُل وقتك وبعدهَا قررِي.
هوَازن تنهدت بِـ ضِيق وهزت رأسهَا بِـ الموافقه وهِي تتوعد كُل الوعِيد على اسيَا وعلى كُل شئ سوته فيها..
-
بِـ نفس ذَا الوقت، ولٰكن بِـ مكَان اخر بِـ ذِي المدينة.. وتحدِيدًا بِـ وحده مِن الاحيَاء المتوسطـه..
كَان واقف قدَام البِيت الِّي وصله مِن العنوَان الِّي اعطته ايَاه ورد..
وماخفى علِيه استغرَابه مِن البِيت الِّي قدامه الِّي كَان جدًا قدِيم وباين علِيه انُّه مهجُور مِن كثر قدمه.. همس بِـ ضِيق: الله يكُون بِعونهم.
قرب لِـ البَاب ودقه بعد ما نزل نظارته الشمسية.. وهُو يبلع رِيقه ويردد الكلَام الِّي بيقُوله بِـ داخله..
عقد حواجبه بِـ استغرَاب مِن شاف البَاب ينفتح لحَاله ومافِي أحد حُوله وتكلم بِـ خرشه: سكنهم مساكنهم ذَا كِيف انفتح لحَاله؟
حس بِـ أحد يسحب بنطلونه وقمط العَافيه وهُو يبلع رِيقه أكثر مِن مره مايبِي يطالع تحت..
بِيري وهِي تسحب بنطلونه عشان يلاحظها: عمُو؟
جرَّاح ما قدر يتمَالك نفسه ونقر بسرعه وبخوف منها..
بِيري عقدت حواجبهَا بِـ استغرَاب مِن حركاته..
جرَّاح طالع علِيها بِـ ذي الوهله وتفشل وحس نفسه سخِيف قدامها.. وقرب لهَا وهُو يحك رقبته بِـ فشله: هلا ياحلوه مُمكن تنادِي صاحب البِيت؟
بِيري ميلت شفايفهَا بِـ استغرَاب وركضت لِـ الدَاخل بدون تقوله اي كلمه..
وماهِي الَّا لحظَات الَّا وتجِيه امها مُستغربه مِن الشخص الِّي جايهَا بِـ ذا الوقت مِن الصباح.. واستغربت مِن شافه رجل بِـ بداية العشرِينات وواضح علِيه انُّه مِن عائله غنيه..
تكلمت بِـ هدوء وماتنكر شعُور الاستغرَاب الِّي جاهَا: هلا اخُوي كِيف أقدر اخدمك؟
جرَّاح حك رقبته بِـ توتر وهُو ماهُو عارف يرتب الكلَام الِّي بعقله: اسف على الازعَاج ياخَاله، بس فِيه وحده هنا اسمهَا انَابيلا؟
ام بِيري بِـ استغرَاب أكثر: ايه انَابيلا بنتِي ايش فيه؟ صَار لها شئ؟
جرَّاح ابتسم لهَا ومد لهَا كرته: انَا اسمِي جرَّاح الـ فايز، انَا مُدير متاجر الورُود الِّي تشغل فِيها بنتك بس عندِي استفسَار لِيش ماداومت اليُوم؟
ام بِيري بِـ استغراب: ماداومـت؟ الَّا داومت اليُوم وحتَّى طلعت بدرِي وتركت رسالة انُّه مارح تجِي البيت لِـ مدة اسبُوعين عشَان مُناوبه عمل عندكم خَارج المدِينه.
جرَّاح استغرب وبِـ نفس الوقت ماحب يخوفهَا على اختفَاء بِنتها: اوه المنَاوبه نسيت انَّها اليُوم تبدأ، طيب مُمكن اشُوف الرساله؟
ام بِيري ميلت شفايفهَا بِـ استغرَاب ولفت ودخلت داجل عشَان تجِيب الرساله..
وماهِي الَّا لحظَات وتجِيه وتمد لُه الرسالة الِّي كَان محتواهَا..
(السَلام علِيكم امي.. انَا اسفه على انِّي طلعت بدرِي وماقدرت احضر معكم للفطُور.. لٰكن كَان عندِي ضغط عمل وذَا الاسبُوعين عندِي مناوبه برا المدِينه ولا تخافِي المتجر موفرِين لنَا مسكن ومأكل فـ لا تشِيلي همِي كُل فتره لفتره بارسلك رسايل اطمنك فِيها عنِّي.. بنتك الحبِيبه انَابيـلا).
عقد حواجبه بِـ استغرَاب وهُو يقرأ محتوى الرسالة.. ولف علِيها وهُو مبتسم ويخفِي تعابِير الاستغرَاب الِّي على ملامحه: ذَا السبب واعتذر مِنك خوفتك والغلطه منِّي ناسِي انُّه المناوبه اليُوم تبدأ.
ام بِيري ابتسمت: ريحتنِي الله يسعدك وشكرًا على حرصك على موظفِينك انَابيلا محظُوظه انَّها تشتغل معكم.
جرَّاح ابتسم لهَا: احنا المحظُوظين فِيها والله، بس مُمكن طلب؟
ام بِيري هزت رأسها بِـ الموافقه: ايه طبعًا!
جرَّاح وهُو يأشر على الرسالة: عادِي اخذ الرسَاله لو ذَا الشي مايزعجك؟
ام بِيري هزت رأسها بِـ تأكيد: ايه اكيد خذهَا عادي.
جرَّاح ابتسم: شُكرًا ويُوم سعِيد لك.
ام بيري: ولك.
جرَّاح لف عنهَا مِن شافهَا قفلت البَاب.. وتعابِير الاستغرَاب ارتسمت على ملامحه.. وِين اختفت ذِي البنت.. ومحتوى الرسالة غرِيبه كِيف انَّها كتبت انُّه فِيه مناوبه وهُو مافِي مناوبه من الأساس.. لف عنهَا وتوجه لِـ السيارة وفِيه ألف كلمه وكلمه شَاغله باله..
-
انتهى الجزء..
أنت تقرأ
على آركَان شِفاهها تولدُ الثرثره بسكراتِ حبٍ منهَا لا أفيق- الكاتبة آرين.
Fantasyأنَا اؤمـن انُّه الحيَاه عِباره عن قصه! وكُل واحـد فِينا بطل او بطلة قصته.. عَاش وجرَّب وحب وخُذل وانكسر وجُبر من كسره ورجع انكسر مره ثانِيه وتتكرر السِيناريوهات وتختلف بِـ كُل قصه لٰكن رُغم اختلافها عند البعض واهميتها وقلة اهميتها عند البعض الاخر! ...