الجُزء الرابع

34 1 0
                                    

وقفت على طُول وبلعت رِيقها بِـ خُوف مِن شافت انَّه رجل كبِير بِـ العمر واقف قدام بيته ويطالع فِيها بِـ نظرات حاده ارعتبهَا..
نزلت رأسها على طُول وهمست بِـ بحه: اسفـه.
وشَالت نفسهَا بسرعه ومشيت بِـ خطوات سريعة مبتعدة عنه..
تجمدت عرُوقها مِن حست بشئ على وجههَا ويسحب بِـ جسمهَا الهزيل لُه..
شهقت بِـ خُوف وصارت تحرك يدهَا يمِين ويسَار تحاول تحرر نفسهَا منه..
بس ما قدرت تقاوم شعُور النعس الِّي جَاها وغمضت عيُونها ودخلت بِـ عالم الاحلَام..
-
صبَاح يُوم جدِيد.. كَانوا كُلهم مجتمعِين ينتظرُون البروفيسور يدخل ومُستغربِين انُّه تأخر ما هو مِن عوايده ابدًا انُّه يتأخر..
هوَازن عقدت حواجبهَا بِـ ذي اللحظة ولفت على زميلتهَا: ما هو كأنه البروفيسور تأخر؟
آرِين وهي على جوالهَا وماهي مهتمة لِـ الوضع: ايه تأخر بس أفضل مالي خلق للمحاضرة اليُوم.
هوَازن لفت وصَارت تتأمل البَاب بِـ استغرَاب..
وماهِي الَّا عدة ثوانِي الَّا يدخل البروفيسور ومعه وجنبه مدِير الجامعة..
كُل الطلاب بِـ ذِي علامَات الاستغرَاب واضحة على ملامحهم.. مِن شافوا تعابير وجهه البروفيسور جَامده على عكس المدير الِّي معصب كَـ عادته..
مدير الجامعة بِـ عصبيه: فِي اوراق مهمه مفقودة من مكتبِي، لذلك إذا ما عليكم امر بنسوي تفتيش سرِيع وكُل واحد يحط شنطته على الطاولة..
الكل استمع لُهم بِـ ذي اللحظة وحطُوا شُنطه على الطاولة..
امَّا بِـ النسبة لِـ اسيَا الِّي كَانت تتأمل هوَازن بِـ كُل خبث ومرتسمه على ملامحهَا ابتسامه الانتصَار.. وهمست لِـ صديقاتها: شوفُوا الاكشن الِّي بيصير بعد شُوي.
البروفيسور فوزي والدكتُور صَاروا يفتشُوا شنط الطُلاب.. وقفُوا مِن وصلُوا لِـ دور هوازن..
المدير بِـ كُل جمود: افتحِي شنطتك انسه هوازن.
هوازن سكتت بِـ هدُوء وفتحت لهم شنطتها..
المدير صار يفتش شنطتهَا بِـ جمُود وطلع كُل اغراضها وانصدم شاف مِن الاوراق بِـ شنطتهَا.. وتكلم بِـ نبره حَاده وهُو يطالع علِيها: وش جابهَا هنا؟
بِـ ذِي اللحظه كُل الانظَار توجهت لُهم منهم المُنصدم.. ومنهم الخايف.. ومنهم الفرحان..
بِـ النسبة لِـ هوَازن الِّي توسعت عيُونها بِـ صدمه وحست نفسهَا بِـ ذِي اللحظة ماهِي قادره تتكلم مِن الخُوف الِّي جَاها وبنفس الوقت ماهِي عارفه جت الاوراق بِـ شنطتهَا..
آرِيـن تجمدت أكثر مِنها مِن شافت الاوراق تتطلع مِن شنطتهَا..
امَّا بِـ النسبة لِـ البروفيسور فوزي الِّي صدمته كَانت اقوى مِنهم كُلهم.. مَاكان عنده ذره شك انُّه بِـ نهاية المطاف تتطلع هوَازن الِّي سرقتها.. البنت الهادية والمؤدبة بِـ محاضرته تسرق.. طاحت مِن عينه بِـ ذِي اللحظة..
هوازن طالعت فِيهم بِـ سرعه وتكلمت بِسرعه وخُوف وهِي تتلعثم مِن الموقف الِّي انحطت فِيه: لا لا تفهم غلط.. والله مو انا الِّي اخذتها ولا دخلت مكتبك حتى..
المدير ارتفع صُوته من العصبية: يعني مشيت لحَالها ودخلت بِـ شنطتك مثلًا؟
هوَازن حست نفسهَا بدت ترتجف مِن الرعب وبِـ ربكه: لا والله ما خذتها، انا متأكدة ما خذتها أمس كُل اليوم مع آرِين حتى اسألها..
البروفيسور بِـ هدُوء وهُو يحاول يمسك غضبه: طيب هوازن إذا انتي ماخذتيها كِيف وصلت لشنطتك؟
هَوازن طالعت فِيهم بِـ خُوف: والله ما اعرف اكيد فِي أحد حطهَا بالشنطه.
المدير نفذ صبره منها وتكلم بِـ كُل عصبيه: ولك وجهه تتهمِين بعد! لو سمحتِي انسه هوَازن اتجهِي لِـ مكتبِي فضلًا.
بِـ النسبة لِـ هوازن الِّي تنهدت بِـ تعب من كميه المشَاكل الِّي قاعده تصِير لها.. ونزلت رأسها وهِي تحاول تمسك دمعتهَا الِّي على طرف عيُونها.. سحبت شنطتهَا وطلعت معه متوجهة لِـ المكتب..
المدير بِـ ذِي اللحظة جَاء يمشِي بس قاطعه صُوت وراه..
اسيَا بِـ كُل غنج والابتسَامه مرتسمه على ملامحهَا: باباتِي.
المدير بِـ ذِي اللحظة طالع بِـ اسيَا ورفع حواجبه: نعم اسيَا؟
اسيا بِـ غنج: لا تتطردهَا حرام تراها صدِيقتي.. بس عاقبهَا انَّها مارح ترُوح لرحله البحث امَّا تطردهَا حرام.
قاطعهَا البروفيسور فوزي بِـ جمُود: اكِيد مارح ترُوح بعد الِّي سوته، ورح احط شخص ثانِي بدالها.
اسيَا والفرحه شايلتهَا: تمام.
المدِير لف للبروفيسور: نعتذر انُّه اخذنا مِن وقت محاضرتك.
البروفيسور طالع على ساعته: لا عادِي واساسًا بِما انه مابقى وقت لهَا باخلِي اليُوم اوف لهم.
المدير هز رأسه بِـ الموافقة وطلع متوجهة لِـ مكتبه.
كَاترينا لفت على اسيَا وبِـ فرح: منتِي هينة يَا اسيا.
اسيا حركت شعرهَا بِـ غنج وغرُور: عشَان تعرف كِيف تتحداني مره ثانيه، واخيرًا الِّي نبيه صار.
كَاترينا بِـ فرح: ايه.
بِـ ذي اللحظة نسُوا انُّه فِي شخص كَان ملاحظهم وسمع كُل الِّي يقُوله وبِـ نفس الوقت منصدم من خُبثهم: اخ يا بنات الكلب.
-
-
بِـ مكَان ثانِي بِـ الجامعة.. وتحدِيدًا قدام مكتب المُدير..
كَانت قاعده جالسه بِـ وحده مِن الكراسِي الِّي موجُوده برا مكتبه..
ومنزله رأسها بِـ انجرَاح واذلَال على الموقف الِّي صار لها.. كارهه نفسهَا وكَارهه شعُور الظُلم الِّي جَاها بِـ ذِيك اللحظة.. ونظرة خيبه الطُلاب لهَا قتلهَا.. كرهت الاتهامَات الكاذبة الِّي دايمًا تجِيها.. كرهت التهدِيدات الِّي تجِيها بِـ شكل شبه يومِي.. كرهت الذل الِّي عايشته.. كرهت الشعُور الِّي دايمًا يجِيها اول ما تصحى مِن النُوم.. شعُور الخُوف وعدم الامَان..
غمضت عيُونها مِن حست الدمعة تبِي تنزل مِن عينها.. ما تبي تبكِي لأنها تؤمن انُّه البُكاء ضعف..
فتحت عيُونها بِـ حقد على كُل شخص اذَاها بِـ ذِي الوهلة.. وعلى كُل موقف سيئ انحطت فِيه وهِي مالهَا ذنب فِيه.. متوعده لِـ كُل شخص اذَاها ان تنتقم مِنه.. رجعت غمضت عيُونها مِن حست بِـ تردد على الافكَار الِّي تجِيها.. ما تعرف لِيه بس خَافت منها..
قاطع حبل افكَارها مِن حست انُّه قرب ومتوجه لِـ المكتب واشر لهَا تُدخل..
-
خلنَا نتركهم شُوي ونرُوح لِـ وحده مِن احيَاء المدينة المتوسطة.. وتحديدًا بِـ وحده مِن المتَاجر الموجودة هناك..
دخل بِـ كُل هدُوء وهُو يتلفت علِيها يمِين ويسَار يودوهَا بِـ عيُونه.،
ورد قربت مِنه بِـ هدُوء: كِيف حابه اساعدك سيدِي؟
جرَّاح وهُو يتلفت يمِين ويسَار: ماجت؟
ورد عقدت حواجبهَا بِـ استغرَاب: مِين تقصد سيدي؟
جرَّاح وهُو يطالع علِيها: ذِي الِّي أمس تهاوشت مع مديرها.
ورد: تقصد انَابيلا سيدِي؟ لا للآسف ماجت.
جرَّاح وهُو يحك رقبته ويفكر بِينه وبين نفسه: تمام تقدرِي ترُوحي تكملِي شغلك.
ورد ابتسمت لُه بِـ ذِي وراحت كملت شُغلها..
وماهِي الَّا لحظَات وقرب مِنها بِـ هدوء: طيب مُمكن تعطيني عنوان بِيتها؟
ورد طالعته بِـ استغراب وهِي رافعه حاجبهَا..
جرَّاح بِسرعه وهُو يحاول يتدارك الِّي قاله: لا لا تفهمِيني غلط بس حبِيت اطمئن لا أكثر ولا اقل بِـ النهاية هِي وحده مِن موظفينا، ويهمنا راحة موظفِينا هنا.
ورد بِـ هدُوء وهِي تطالع فِيه: تمَام بتأكد بِـ ملفهَا ورح اكتبلك ايَاه بِـ نوته.
جرَّاح هز بِـ موافقه وهُو ينتظرهَا تكتب لُه العنوَان.. وبِـ نفس الوقت ما يعرف لِيه فضُوله ذبحه يبِي يعرف صَار علِيها.. وبِـ نفس الوقت ضمِيره أنبه على فعل مُديره لهَا..
-
بِـ مكَان ثانِي بِـ هذِه المدينة.. وتحديدًا بِـ الجامعة..
كَانت منزله رأسها بِـ هدُوء وهِي تسمع توبيخ مدِيرهَا لهَا.. وبِـ نفس الوقت منقهره على شعُور الظلم الِّي حاسته بِـ ذِي اللحظة.. تتوبخ على شئ مالهَا اي ذنب فِيه..
المدير وهُو يطالع فِيه بِـ حده: انسه هوَازن متى ناويه توقفِي مشاكلك؟
هوَازن رفعت رأسها منقهره مِن كُل التُهم الباطلة الِّي تجِيها واردفت بِـ كُل برود: اي مشاكل حضره المُدير؟ قصدك المشاكل الِّي مخططها النَاس لِي؟
المدير بِـ عصبيه: وللحِين تنكرِين؟ والأدلة كُلها واقعه علِيك؟
هوَازن رفعت حاجبهَا بِـ برُود: اي ادله قصدك الورقه الِّي لقيتها بِـ شنطتي؟ ذا ماهُو دلِيل يمكن اي واخد يقدر يحطهَا بِدون مانتبه.. اتوقع مكتبك مليَان كاميرات تقدر تشيك علِيها عشان تشُوف صحة كلامِي.
المدير رفع حاجبه: الكاميرات مارح اشيك علِيها الَّا مِن اشُوف دليل مُقنع على انَّك ما اخذتِيها.
هوَازن سندت نفسهَا على ورا وتكلمت بِـ كُل برُود: ماهُو لازم اثبت لك أكثر مِن كذا، انا واثقه انِّي ما دخلت مكتبك، وللمعلومية تربِيتي ما تسمح لِي اسرق اي شي وزي ماقلت لك الكاميرات تثبت كلامِي.
المُدير عصب مِن انكَارها وبِـ صُوت عالِي: اطلعِي برا.
هوَازن اخذت شنطتهَا بِـ برود وطلعت مِن مكتبه.. وبِـ نفس الوقت منصدمه مِنها كِيف جتهَا كُل ذِي الجُرأه انَّها تواجهه وما تضعف..
بِـ كُل مره تبِي تواجه شخص.. وتخَاف وتحس الكلَام يعلق بِـ فمهَا وما تعرف تقُوله..
مشيت بِـ خطوَات سريعة وهِي متوجهة لِـ غُرفتها وألف فِكره وفِكره بِـ رأسها..
-
-
فتحت عيُونها بِـ صعُوبه.. وهِي تحاول تتحكم بِـ انفَاسها الِّي تسارعت وبِـ نفس الوقت تستوعب الِّي صَار علِيها.. حست الدُنيا حُولها ظلَام مِن الربطة الِّي على عيُونها.. حاولت تحرك نفسهَا مِن الكُرسي الحدِيد الِّي هِي فِيها بس ما قدرت بسبب الحبل الِّي رابطها ورابط يدِيها الثنتِين..
صرخت مِن حست يد بارده تلمسهَا: وخر عنِي..
الشخص الغرِيب ضحك بِـ صُوت عالي وبِـ خُبث وهُو يتأملها..
بِـ النسبة لِـ انَابيلا الِّي ما تنكر انُّه الصُوت ذَا قد سمعته مِن قبل بس ما تعرف وِين.. وصَارت تلف يمِين ويسَار محاوله انَّها تشِيل الربطة الِّي بِـ عِينها: مِين انت؟
الشخص جلس قِدامها وصُوت ضحكته الخبيثة انتشرت بِـ كُل مكَان: ماتذكرتِيني؟
انَابيلا عقدت حواجبهَا بِـ غرابه وهِي تسمع صُوته صدى بِـ المكَان وبِـ نفس الوقت تحاول تتذكر صُوته: اتكلم يا حقِير مِين؟
الشخص قرب بِـ كُل خبث ومد يده وشَال الربطة الِّي على عيُونها..
وبِـ ذي اللحظة انَابيلا حست انفاسه القذرة تلتحف على وجههَا.. وحاولت تبعد عنه بِـ قرف لٰكن فجأه انصدمت وغمضت عيُونها لا اراديًا مِن قوة الضُوء الابيض الِّي مر قدام عيُونها..
حاولت تفتح عيُونها مِن أدركت انُّه الربطة انشالت مِن عيُونها ولٰكنها ما قدرت من قوة الضوء..
الشخص والابتسامة الخبيثة مُرتسمه على ملامحه: الحِين تذكرتِيني؟
انَابيلا فتحت عيُونها وتأملت ملامحه وتوسعت عيُونها بِـ صدمه مِن عرفته وحست سِيناريِو الذِكريات مشيت كُلها قدام عيُونها وهمست بِـ تردد: ابُـوي راشد؟
-
كَان طالع مِن غُرفته ومتوجهه لِـ صَالة الحدِيد الِّي موجُوده بِـ الجامعة..
وكَان لبسه عِباره عن.. بلُوزه رمَادي علاقِي ماسكه على جِسمه ومبينه عضلاته وشُورت سبُورت رمَادي وجزمه سُوداء.. ورِيحه عُطره منتشرة بِـ كُل انحاء الممر.. مطنش كُل نظرَات البنَات لُه بِسبب شكله المُلفت..
مشى بِـ خُطوات هاديه والابتسامة مرتسمه على ملامحه وهُو يتذكر مُناقشته مع المُدير بعد ما طلعت هوَازن عنده عشَان يتأكد مِن الكَاميرات ومِن الأدلة عشَان ما ينظلم أحد.. ما همته هوَازن بِـ ذي اللحظة كُل همه انُّه ما في شخص ينظلم وهُو يعرف شئ عن الوضع..
قاطعه صُوت جواله الِّي بدأ يهتز بِـ جِيبه.. وابتسم أكثر مِن شافهَا امُّه: هلا بالغالية.
ام سُلطان بِـ ابتسامه: اخبَارك يا ولدِي واخبار الدراسة معك.
سُلطان وهُو يبتسم انُّه سمع صُوتها: بأفضل حال.
ام سُلطان: جعله دُوم يارب.. متى يا وليدي تبِي تفرحنَا ونرُوح نملك لك على خطِيبتك.
سُلطان بِـ هدُوء: قرِيب يا الغالية قرِيب بس انَا الحِين مشغُول بدراستِي.
ام سُلطان: ما قولك تزوجهَا.. بس ملكُوا على بعض وبعدها الزواج لاحقِين علِيه.
سُلطان بِـ هدُوئه المُعتاد: ابشرِي باقابلهَا ونحدد يُوم كُله ولا زعلك.
ام سُلطان بفرح: وهذِه الساعة المباركة يلا اجل استأذنك برُوح اجهز لملكتك.
سُلطان ضحك على حماس امُّه مِن قفل المكالمة.. وعارف انَّها تحب دايمًا يكُون حفلاتهم مِن الطراز الفخم..
وكمل مشيه بِـ هدُوء لِـ صالة النَادي..
-
بِـ نفس الجامعة، ولٰكن بِـ مكَان اخر..
كَانت آرِيـن تلعب بِـ جوالهَا بِـ ملل.. وفزت بِـ قُوه مِن شافت البَاب ينفتح بِـ قوه وتكلمت بِـ خُوف: وجع شُوي شُوي على البَاب.
هَوازن ماردت علِيها وصَارت تمشِي وترجع بِـ الغرفة وسُرعات انفاسهَا تتسَارع مِن القهر..
آرِين تتطالع فِيها بِـ استغراب: ايش فِيك وش صَار معك.
هَوازن طالعت فِيه بِـ قهر: أكره شعُور الظلم الِّي دايمًا يصِير لِي منهم كُلهم.
آرِين بِـ استغراب: مِن مِين؟
هَوازن بِـ قهر أكثر: مِنهم هم كُلهم، راشد والمدير واسيا ومجمُوعتها كُلهم كُلهم.
آرِيـن بِـ هدُوء وهِي تطالعهَا: اجلسِي وعلمِيني وش صَار معك مِن رحتي للمكتب.
هَوازن تنهدت بِـ ضيق وجلست على سرِيرها وصارت تشرح لهَا كُل الِّي صار مِن الالف الى الياء..
آرِين ابتسمت لهَا: وهذَا انتِي اخذتِي حقك وتبرأتي.
هَوازن طالعتهَا بِـ استغرَاب: كِيف اخذت حقِي منتِي شايفه انُّه رافض يشُوف الكَاميرات.
آرِين رفعت حاجبها: غبيه انتِي؟ هُو يبِي يستفزك عشَان يشُوف تتوترِي المُدير ما هُو غبِي انُّه يظلمك بِدون اي ادله.
هَوازن طالعتهَا بِـ سُخريه: واضح.
آرِين ابتسمت لهَا: صدقِيني وامشِي يلا خل نمشي نغير جتني قمته مِن الِّي صَار.
هوَازن هزت رأسها بِـ الموافقة واخذت شنطتها وطلعت معهَا..
-
-
مرت عِدة سَاعـات.. وتحدِيدًا بِـ مُنتصف اللِيل..
تنهدت بِـ هدُوء مِن عجز النُوم يجِيها.. بِسبب كميه الاعَاصير الِّي برأسها.. والِّي شايله تفكِيرها..
قامت وتوجهت لِـ دُولاب ملابسهَا مِن قررت تلبس وترُوح شُويه المكتبة تقرأ.. املًا انُّه كُل الاعاصِير الِّي بداخلهَا تختفِي مع القراءة..
تأملت بِـ ملابسهَا الِّي كَانت اغلبهَا بِـ اللُون الاسود.. اللُون ذَا تحبه كثِير ما تعرف لِيه بس تحسه يُوصفها.. بِـ غمُوضه وهدُوئه يحمل الكثِير مِن المعاني العميقة..
سحبت بلوفُر اسود بِـ ذِي اللحظة ولبسته مع لِيقنز اسود ورفعت شعرهَا لِـ فُوق كَـ العادة وغطته بالطاقية الِّي بالبلُوفر.. لفت لِـ جهة الطاولة بعد ما لبست البُوت حقهَا..
وتنهدت بِـ هدوء مِن تذكرت انُّه نظارتهَا ماهِي معها ونسيت تأخذها مِنه.. سحبت شنطتهَا وطلعت كُل هدوئها مِن الغرفة عشَان ما تصحي زمِيلتها بِـ السكن..
-
مشيت بِـ خطوَات سريعة، ولٰكن هاديه عشَان تضمن انُّه محد رح يشُوفها.. وبِـ نفس الوقت عقلهَا ما هُو معهَا.. مُبحره بِـ عالمهَا وهِي تتذكر كلَام راشد ووضع اخُوها.. ما تعرف هل تسمع كلامه وتفصل مِن الجامعة؟ ام تسمع كلَام آرِين وتبقى وتدور حل ثانِي؟ بس ايش الحل؟ وهي ما عندها استطاعة ماليه انَّها تتكفل بِـ علاج اخُوها كَامل ومنقهره مِن امها الِّي ما هتمت لحال ضناهَا كُله عشان حُب تافه وملذَات الدُنيا.. وبِـ نفس الوقت ما تدري وش رح تسوي بعمرهَا بعد ما تفصل مِن الجامعة ووين رح تسكن؟ مُستحيل تسمح لِـ نفسهَا انَّها تعِيش بِـ ذل أكثر وتعِيش معهَا بس بِـ نفس الوقت ما تعرف وِين ترُوح..
تنهدت بِـ ضِيق على الوضع الِّي هِي تعيشه ودخلت لِـ المكتبة واستغربت مِن شافته جالس يقرأ بِـ هدُوء لحاله وبِـ نفس الوقت ما تعرف لِيه حست بِـ شعُور مِن شافته.. توجهت لُه بِـ كُل برُود مُصطنع مدت يدهَا: اعطِيني اياهَا..
سُلطان رفع رأسه مِن حس بِـ وحده تكلمه وابتسم مِن شافهَا: ما فيه سَلام.
هوَازن طالعت فِيه بِـ برُود وبعدها صدت عنه: اعطِيني.
سُلطان طالع فِيه ومازالت الابتسامة مُرتسمه على ملامحه: طيب ما فيه شُكرًا على الاقل.
هَوازن لفت علِيه وبِـ نفس برُودها: شُكرًا، يلا اعطِيني ايَاها.
سُلطان صد عنهَا وتكلم محاوله انُّه يستفزها: ما فيه شئ اعطيك ايَاه.
هَوازن توسعت عيُونها بِـ ذِي اللحظة: خِيـر؟
سُلطان كتف يدينه وابتسم بِـ برود محاوله انُّه يستفزهَا أكثر: ايه ما فيه شئ وش بتسوِين الحِين إذا ما عطيتك؟
هَوازن طالعته بِـ نظرَات برُود ولفت عنه متوجهة لِـ الباب تِبي تطلع مِن المكَان..
سُلطان ضحك وتوجه بسرعه عشان يلحقها: امزح امزح معك يازعوله تعال خذِيها، بس دقِيقه لِيش تلبسيها نظرك ما فيه شئ.
هَوازن طالعت فِيه وهِي منقهره مِن تصرفه ومدت واخذت مِنه النظارة ولفت وصدت عنه بِـ دون ما تجاوبه وبِـ نفس الوقت تبِي تطلع لٰكن قاطعه كلامه لهَا.
سُلطان وهُو يحاول يلحقهَا: وِين رايحه تعالِي خلنا نلعب لعبتنَا أمس.
هوَازن طالعته فِيه برُودها المُعتاد: لا شُكرًا.
سُلطان بِـ حماس وهُو يمسك كتفهَا لا شعُوريًا عشان يسحبهَا: يلا تعالي بطلي هبل...!
هوَازن تجمدت مِن حست بِـ لمسه يده على كتفهَا وما تعرف لِيه بس حست زي الكهربَاء صقعتهَا..
سُلطان حس على نفسه وشال يده وتكلم وهُو متوتر: معليش بدون ما اقصد والله بس خفت أحد مِن المراقبِين يشُوفك.
هوَازن ماردت علِيه ولفت ودخلت المكتبة بِـ كُل هدوئها..
امَّا بِـ النسبة لِـ سُلطان الِّي تنهد بِـ ضِيق من حركته الِّي ما كان يقصدهَا ودخل وراهَا للمكتبة..
-
مرَّت سَاعه وهم بِـ حاله هـدُوء قَامـت.. وما يسمعوا الى صُوت اورَاق الكُتب مِن واحد مِنهم يغير الصفحة..
سُلطان لف علِيه وبِـ تكلم بِـ اسف: جد اعتذر مِنك ما اقصد والله بحركتي سوِيتها بدون شعُور..
هَوازن هزت رأسها بِـ الموافقة على اعتذاره ولفت علِيه بِـ هدُوء: لا عادِي.
سُلطان ابتسم لهَا بِـ ذِي اللحظة: تبِينا نلعب لعبتنَا؟
هوَازن ابتسمت لُه بِـ هدُوء وبِـ نفس الوقت ما سمح لهَا خاطرهَا ترفض لُه بعد وقفته معهَا بِـ المحاضرة: قبُولي لك تعتبره كـ شكر للي سوِيته لي بالمحاضرة؟
سُلطان ابتسم لهَا بِـ حماس: اكِيييد.
هَوازن ردت لُه الابتسامة: اجل يلا اختارلِي كِتاب.
سُلطان قام بِـ حمَاس ورح اختارلهَا كتاب وبعدهَا رجع ومد لهَا..
هَوازن طالعت فِي الكتاب وضحكت مِن قرت انه قصص لِـ اطفَال ولفت علِيها: قصص اطفال؟
سُلطان طالع فِيها وبِـ حماس: لا يغرك الاسم تراهَا تضحك.
هوازن طالعت فِيه ورافعه حواجبهَا: وش قصدك انا طفله؟
سُلطان وهُو كاتم ضحكته: على عنادك ايه.
هوَازن توسعت عيُونها ورمت علِيه الكتاب: سخِيف.
امَّا بِـ النسبة لِـ سُلطان الِّي ما قدر يمسك ضحكته على حركتهَا..
هوَازن ابتسمت لا شعُوريًا على ضحكته ولفت عشَان تختار لُه كتاب وهِي تتوعد لُه.. وكتمت ضحكتها مِن شافت لُه واخذته ومدتها لُه..
سُلطان اخذه منها ورفع حاجبه وهُو يقرأ عنوان الكتاب: جُحا وحماره؟
هَوازن ضحكت بِـ صُوت عالي وهي تهز رأسها بِـ انتصار: ايه وصدقني مرررره يضحك.
سُلطان رفع حاجبه.. وهُو يقرأ محتوى الكِتاب.
هَوازن ضحكت على شكله.. ولفت علِيه بِـ صدمه مِن شافته يشغل مُوسيقى: وش قاعد تسوِي؟
سُلطان وهُو مبتسم وهُو مشغل مُوسيقى: انَا أحب اسمع وانا اقرأ.
هَوازن وهِي تلف لِـ جهة البَاب: وطي الصُوت لحد يجِي.
سُلطان وهُو يعلِي الصُوت أكثر: تعالِي يا خوافه ما في غيرنا هنا.
وصَار يحرك يده ويرقص وهُو يسمع المُوسيقى.
هوَازن ما قدرت تمسك ضحكتها على هبله: أهبل.
وسكتت والابتسامة مازالت مُرتسمه على ملامحهَا وهِي تشُوفه يرقص بِـ هبل وهُو يقرأ.. ما تعرف وش الشعُور الِّي جَاها بِـ ذي اللحظة.. بس اول مره تحس نفسهَا سعيدة مع شخص.. اول مره تحس نفسهَا ماهِي قادره تفكر بِـ اي شئ سلبِي.. قاعده تعِيش اللحظة بِـ كُل تفاصِيلها..
قاطع حبل افكَارها مِن شافت جوالهَا يدق وعقدت حواجبهَا مِن شافته رقم غرِيب.. مسكت الجوَال وردت علِيه: .......
-
انتهى الجزء..

على آركَان شِفاهها تولدُ الثرثره بسكراتِ حبٍ منهَا لا أفيق-  الكاتبة آرين.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن