❤ وجودك شئ مكملنى❤

122 63 14
                                    

تعبت؟
حسنًا، تمهَّلْ قليلًا! ليس سيِّئًا أن تكونَ قد تعبت، فشخصٌ مثلك، في مكانِك هذا، في طريقٍ كهذا من الطَّبيعيِّ أن يتعب، لكنْ ليس من الطَّبيعيِّ أن يستسلم!

لا بأس عليك، خُذِ استراحةَ مُحاربٍ وانهضْ؛ فالطَّريقُ بحاجةٍ لخطواتك ليكتمل، من سيرى جمالَ خطِّ النِّهايةِ إن لم تنهض أنت!
ألست أنت من عاهدت نفسك أنَّك لن تضعفَ لأجلِ كُلِّ أحلامك التي رسمتها؟ ألست في شوقٍ وتَوْقٍ كبيرٍ لتصل إليها؟

أتدري؟ حتَّىٰ لو ضعفت، ما السَّيِّئ في ذلك؟ المهم ألا تسمح لشيء أن يكسرك.
ستقول لي: "ماذا لو انكسرت؟"، سأجيبك: "لا بأس"، أعلم أنه بإمكانك ترميم نفسك.

واصل -أرجوك- لأنك تُريد ذلك بشدة، لا تدع للتعبِ مجالًا ليُوهِمك بأنَّك لا تُحبُّ هذا الحلم، كيف لا، وقد أخذَ حيِّزًا كبيرًا من قلبك وبات رفيق أيامك؟
لا تسمح لأيِّ شيءٍ أن يسلب منك بريق عينيك تجاه ذلك الحلم، وتجاه نفسك الجميلة، وحياتك التي لها الكثير من الجمال بوجودك.
واصِل؛ لأنّك تستحقُّ أن تصل.
هذه الدُّنيا طبيعتُها قاسيةٌ لا ترحمُ، ومليئةٌ بالمتاعب والابتلاءاتِ، ولو أنَّ إنسانًا عاشَ فيها دون زادٍ يُقوِّيه ويُصبِّره علىٰ هذه الابتلاءاتِ؛ ستكونُ حياتُه دوّامةً من الحزنِ والكآبةِ ولو زعمَ غير ذلك.

ولا شكَّ أنَّ العبادةَ للّٰهِ -ﷻ- والتَّضرُّعَ له والتَّذلُّلَ بينَ يديهِ = من أهمِّ الوسائل لتحقيقِ الرَّاحةِ النفسيَّةِ في هذه الدُّنيا؛ فتجدُ عبادَ اللّٰه الصَّالحينَ من أسعدِ النَّاسِ، وأكثرِهم راحةً -رغم ما نزل بهم من الشَّدائد- في هذه الدُّنيا، فإذا نزلَتْ بهم مُصيبةٌ طرحوا أنفسَهم أمامَ ربِّهم، وسألوه من فضلِهِ أن يُفرِّجَ همَّهم، وأخذوا بأسبابِ الأرضِ وتوكَّلوا علىٰ ربِّ السَّماءِ والأرضِ، ثُمَّ يسيرون بنفسٍ مُطمئنَّةٍ وقلبٍ راضٍ.

فإيّاك أن تبحثَ عن السَّعادةِ وعلاقتُك مع ربِّك ليست أولىٰ أولويَّاتِك.
حين تتراكمُ عليكَ الهمومُ، وتظن أنَّ حُلْمَكَ قد أصبح مستحيلًا، ولن يُنال، حين تنحصرُ آمالَكَ تحت أَزِقَّةِ الظلام، وتنقطعُ بك سُبُلُ الوصالِ!

تذكر أنَّ اللهَ يراك، ينتظرُ لجوئك، دعائك وتوكلك، فيُيسر لك الصعاب، ويُهيأ لك المسعى؛ فتساندك كل الظروف للوصول.
لا أرى وصولًا أعظم مِن أنْ أدرسَ دونَ مللٍ، وأبحثَ عن المعلومةِ دونَ كللٍ، وأنْ يسيرَ قلمي على ورقةِ اختباري دونَ توقُّفٍ، وأنْ يستحضرَ عقلي كلَّ ما فهمَه وحفظَه وقتما احتجتُه..

لا أرى الوصولَ في شهادةٍ،
بقدرِ ما أراه في المحاولةِ، والسعيِ، والجهاد.. أتلذذُ بالوقوعِ، تقوِّيني العثرةُ، وتقوِّمني الفكرةُ، توَّاقةٌ روحي إنْ تمنَّيتُ، مُجدَّةٌ إنْ عملتُ، متصالحةٌ إنْ تعثرت.

لا أشتاقُ للحظةِ وصولٍ يُكتبُ فيها اسمي على ورق، أشتاقُ للحظةٍ أُتوَّقُ فيها مِن سندسٍ وإستبرق، نحنُ في عمرِ السعيِ لا وصولَ -حقيقيًّا- فيه، في دارِ كبَدٍ لا راحةَ فيها.

❤للحب وجوه آخرى ❤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن