ضل ايدير هناك لساعات طويلة، كان يحاول استيعاب كمية الأشياء التي عرفها في هذا اليوم، كمية الأحداث التي صارت وما آلت إليه الأمور لكنه لم يستطع إخراجها من باله رغم كل ذلك، لا يزال يحاول استيعاب أنها خطت نحو الدوامة حقا بعدما كان ينوي إخافتها بها فقط، كان متيقنا وبكل غباء أنها لن تفعل.
مسح على وجهه وهو يدور حول نفسه يحاول ترتيب أفكاره بهدوء، سيفاو قتل والد راندا لأنها شهدت جريمة ضده... جريمة تستحق القتل لإبقائها مخفية، أصبح متأكدا أن والده من فتّش غرفة تيزيري وكتب تلك الرسالة لذا قد تكون اكتشفت الجريمة هي الأخرى وفعل ذلك لإخافتها، هو بالطبع لم يصدق نوايا سيفاو الحسنة في تهديدها أملا في أن تخرج من المنزل بنفسها...
لقد قالت أنها تحبه.
هذا يعني أن سيفاو قد يكون ارتكب جريمة يعاقب عليها بالإعدام وأنير قال أنه يعرف الباقي، إذا هو الآخر يعرف ولم يتعب مؤخرته اللعينة في إخباره... هو الذي كان يصارع سيفاو في حين أن الأخير يكذب دوما قائلا أنه يصارع شخص آخر...
لأنني أحببتك.
اللعنة لن يستطيع إخراجها من عقله، الآن فقط أدرك جدية الحماقة التي تفوه بها من أجل الضغط عليها والحصول على إجابات والتنفيس عن غضبه ربما، لقد تصرف كوغد لعين وقال الكثير من الكلمات الجارحة لها فقط ليعبّر عن غضبه لإخفائها أمورا عنه. هو لم يكن ليصدق أنها قتلت والداها حتى لو قالت هي ذلك بلسانها لكن غضبه منها أعماه، لن يستطيع نسيان نبرة صوتها ولا تعابيرها الحزينة ولا حتى دموعها وهي تعترف له بحبها لكن عليه فهم أمور كثيرة قبل التفكير في حياته العاطفية.
ما إن اعترفت له حتى شعر بدقة طبل داخل صدره، تلك الدقة الأولى القوية التي تستعمل في الاعلان عن بداية الحرب ولسبب ما أحب ذلك كثيرا... استعملت كلمة واحدة كتلك وأعلنت الحرب داخل صدره، كان يريد لو يعرف أكثر لكنها رحلت... بسببه، ترك المكان بخطوات واسعة يعود لعمله وهو يفكر أنه لن يسامح نفسه بسبب ما فعله معها.
.
.
.
.
.
.أول ما فعله هو الذهاب للمنزل حتى يناقش توأمه اللعين بشأن ما يعرفه لكنه لم يجده هناك، كانت رادنا لا تزال هناك تنتظره بينما أمه تسأل عن زوجها بقلق، لذا ودون تفكير كثير قصد الحانة مباشرة وأخرجه منها بعيدا عن الناس.
-"ما اللعنة التي تخفيها عني".
كان التوأم قد ابتعدا عن الحانة وسط أحد الأحياء السكنية أين كان الشارع فارغا في منتصف الليل.
-"لمَ لا نتحدث غدا؟".
كان أنير بالكاد يستطيع فتح عيناه من الثمالة، لم يستطع ايدير الصبر عنه أكثر فصفعه بقوة يفرغ غضبه عليه ليستفيق وحدث ذلك فعلا... نسبيا فهو لم يستفق حقا، أجابه بكل بطء وتثاقل:
![](https://img.wattpad.com/cover/347324768-288-k624309.jpg)
أنت تقرأ
الرجوع لزمن البرابرة
Ficção Históricaكيف ستتعايش فتاة هربت من عواقب جريمة قتل إلى الزمن الذي عاش فيه البربر والفراعة والروم والتاتار مع ثقافتهم وطريقة تفكيرهم وقدم حضارتهم وقدم البيئة المعيشية لديهم؟.