الفصل الخامس عشر: أهلا بعودتك.

2.3K 123 189
                                    

راقب أكسيل يبتعد لإحضار طبيب قبل أن يعود ببصره إليها، لأول مرة تتصارع المشاعر داخله لدرجة أنه لم يستطع تحديد ما يريد فعله أولا، كان سعيدا برؤيتها ويموت لاحتضانها، وفي نفس الوقت قلق عليها فالدماء تبدو شبه جافة عليها وهذا يعني أنها مصابة منذ وقت طويل. في النهاية اختار ما يجب فعله وليس ما يريده لذا حاول حملها قبل أن يلاحظ ذاك الحزام الذي تلفّ نفسها به، حاول لمدة لا تطول عن ثوانٍ معدودة فتحه دون تخريبه لكنه استسلم ليسحب خنجره ويقطعه من أجل تحريرها.

لم يرضى أن يضعها على الأرض لذا فتح الباب الخلفي ليضعها على المقاعد بعد أن أفرغها من الأمتعة التي كانت هناك، جلس القرفصاء أمام الباب أين كان رأسها أمامه، تأمل وجهها وهو يصفع خدها برفق يحاول ايقاظها دون فائدة مما جعل دقات قلبه ترتفع رعبا عليها، بقي ينظر داخل المركبة ويبحث في أشيائها بسرعة بحثا عن أي شيء ربما يفيده قبل أن يلاحظ علبة على الأرضية تخرج منها ورقة هشة استنتج أنها نوع من المناديل، سحبها لتخرج طرف ورقة أخرى ليحل مكانها لكنه لم يكن في موقف يسمح له باستكشاف الأشياء لذا سحب ثلاثة أوراق أخرى وراح يمسح بها جبين تيزيري ويضغط عليه برفق بعدما لاحظ أنه مازال ينزف قليلا.

نظر للخارج يرى إن كان أكسيل قد أحضر الطبيب أم لا ثم عاد ينظر لها وأنفاسه تتسارع ثم نزع رباط شعره ليربط به شعرها يبعده عن وجهها ويمنعه من إزعاجها:

-"ستكونين بخير، أنا هنا. لن يحصل لكِ شيء".

انصاع لرغبته في تقبيل خدها شوقا وخوفا عليها وكان ذلك بمثابة شربة ماء لتائه في الصحراء بالنسبة له، ابتلع ريقه بصعوبة ومد يده المرتجفة نحو رأسها ثم أداره للجهة الأخرى يتفحص رقبتها، وإن كانت يده فقط التي كانت ترتجف منذ لحظات فقد انتشرت الرجفة على كامل جسده الآن... كان يرتجف فرحا وشوقا غير مصدق أنها أمامه حقا.

رفع طرف قميصها لتظهر له بطنها وظهرها ثم فعل نفس الشيء مع يديها وأرجلها حين رفع تنورتها قليلا، لم تكن سوء نية منه أو تحرشا بل كان يبحث عن أي إصابات أخرى تحت ضوء السيارة ولحسن الحظ لم يجد.

-"آسف، أنا آسف فعلا".

متى أحبها لهذه الدرجة؟، كان قد أدرك مشاعره تجاهها بعد غيابها لكنه فكر أنها مشاعر في المرحلة الأولى من الحب وليس مرحلة الهوس، ليس لدرجة تأمل رموشها المنسدلة ومحاولة حسابهم ولا تعابير وجهها المرتخية ولا أنفاسها المنتظمة.

.

.

.

.

-"ألم يجد اللعين غيري ليكون جليس أطفال اليوم؟".

كان أنير يجلس على أحد الكراسي ضاما يديه لصدره، كان يهز رجله اليمنى بقلة صبر يثقب رأس تيزيري بعينيه الخضراء اللامعة بسبب ضوء الشمس المقابل له، كان قد أبعد سابقا ستار النافذة أملا أن يكون ذلك سببا في ايقاظها.

الرجوع لزمن البرابرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن