Chapter 05 : لعبة ممتعة

32 5 8
                                    

لا كلمة تافهة و لا سطر غير مهم، كل حرف يخلد و يظهر ما في الأعماق.. و لو كانت العبارات كاذبة مازالت الروح صادقة. ينطق اللسان يما يريد القلب إظهاره، و لكن متى رأينا موت الخيانة؟
فنرى الحقيقة تظهر بفستان مخملي على المسرح تظهر نفسها..بخطأ صغير، تتغير المسرحية..

الاقنعة تتحطم في لحظة ضعف و قد تكون سبب سيلان الدم..و الفم شيء يجب ان يغلق بخيوط من فلاذ لكي لا يكون سبب إنقطاع الأنفاس..
ليس كل ما نخفيه سيئا و في نفس الدفة ليس كل ظاهر جيدا..نحن بشر و لكل منظوره في الصواب و الخطأ.. قد يرى بعضنا المجرم بريئا بينما حكم عليه من طرف القاضي بالموت، قد تسألون من يرى شخص سيئا بريئا لا يستحق العقاب؟

و انا اجيبكم بمن عاش ما عاشه.. من عانا معاناته.. من تذوق ألمه و إحتساه في كأس من عذاب منقوش بدموع كان هو ضحية نزولها، حاول إقناع ذلك الشخص أن من قام بذلك مذنب.. لما لا نلوم من كان السبب؟ لما لا نلوم الجذور على فساد الثمار؟ أليست هي سبب ظهورها؟

نعم.. أترى؟ أنت تنفي قولي.. اتعلم لماذا؟ تحديدا.. لم تعش ما عاشه صاحب هذا الكلام.
كان ظلام عينيها يحمل أفكارا داخلية تنهشها و تنهش تفكيرها.. كان يفترض أن تكون هذه لحظة راحتها و خلوتها، و لكنها تجد انفاس الماضي تسحبها و تجعلها تتجرعها..'أنتِ مجرد إنسان بعد كل شيء'.. جملة إعتادت على جعلها اقوى رغم انها توحي على الضعف.. هي إنسان.. ليست آلة كما ينادونها..ليست دمية يتم التحكم بها.. هي إنسان..

و لكنها لا تريد أن ترى هذه الحقيقة، فالإنسان ضعيف.. لا يمكن إنكار هذا.. ما يسمى بالمشاعر، و العواطف، الأفكار.. ضعف.. هي تعترف. هي ليست بتلك القوة.. لو تأذى من يحمل ذرة من قلبها ستجد رمادها يلوح في السماء..القوي هو من ليس لديه ما يخسره، من يتقدم للموت غير نادم على ترك شيء خلفه لأنه لم يترك شيئا أصلا..

لعل بصيرتها معمية و أن القوة لا تكمن في هذا..
و لكن من لديه دليل أن هذا خطأ؟
تشعر احيانا أن أفكارها مجرد خربشات.. لا تعرف مصدرها او سببها، ربما هي مجرد بقايا و شظايا من أحداث مرت مع مرور الزمن.. أو هي تخيلات و دماغها هو الذي يريد سقوطها..للحقيقة هي لا تريد أن تعمل.. تفضل جهلها، لا تريد نسيان هذه الأفكار.. علها تجد جوابا يوما؟ من يعلم..

كل تلك التسائلات تم دفنها في لحظة عطسة من الصغير النائم بجانبها. تدق رقبتها بجهته و تمرر اناملها على خصلاته السوداء بسلاسة.. نعم.. لا تريد المعرفة، تسائلاتها تجعلها أقوى، تجعلها متعطشة للإجابة.. تجعلها تكمل طريقها.. تتحمل الألم و تبتلعه كله، تنافس الحياة و ترى من سيفوز في النهاية.. من سيحمل الإبتسامة و من سيذرف دموعا و ينزف دما و مشاعرا.. في هذا العالم يلتهم القوي الضعيف و لا يترك له أثرا كأنه لم يوجد يوما و لو لثانية، و نحن بطبيعتنا البشرية لا نحب أن ننسى..و كأننا لم نوجد يوما، و كأننا لم نكن نتنفس و نأكل و نبتسم و نتحرك كأي كائن آخر..لذلك نريد القوة.. لكي نترسخ في الذاكرة، لكي لا يكون خيار جهل هويتنا موجودا..
و لكن ماذا لو كان هناك من يكره لحظة السلطة هذه؟
من أجبر على حمل القبضة الدموية و يكون آثما يحتاج أن تتذكره لتحذر منه.. من قتلوا روحه بدم بارد و تجاهلوا صرخاته الطالبة للنجدة، من تركوه ليغزو الظلام قلبه و يصبح سجنه.. لم يكن يريد يوما ما يحدث أو ما حدث، كان لعبة في يد القدر و البشر ضده.. تعذب و هو كالدمية يتم إلتقاطها من شخص إلى آخر... ما ذنبه هو؟ يحرمه أحلاما و سلاما كان يريده و يحتاجه..

Mask of truth حيث تعيش القصص. اكتشف الآن