-10-

14 2 1
                                    

انقلبت حياتي رأساً على عقب مع القرآن أو لنقل عقباً على رأس فأنا الآن أشعر أني أقف بثبات على قدمي وأُفكر بوضوح في رأسي، لم يكن حالي كذلك قبل شهر من الآن، كما قُلت سابقاً وسأقول مجدداً القرآن كان دوائي وشفاء روحي، لم أعتقد يوماً أنني أستطيع النجاة مما أنا فيه دون مساعدة أحد ودون علم أحد ودون تدخل طبي ولكن الدعاء والقرآن ولله الحمد كانا حبل نجاتي، لعلي لم أنجو بعد ولكنني تمسكت بشيء ما في نهاية المطاف، فهذا الحل مُدَّ لإنقاذي وإنقاذي أنا بالذات وهذا يختلف تماماً عن كل شيء مُدَّ لي ولم يكن يوماً من أجلي، مع هذا الحبل لا أخجل من ثقل وزن همومي وأحزاني، ولا أخجل من إلحاحي، لا حرج علي في دموعي أو إعراضي، لا أُجبر على إقبالي ولا أحمل مسؤولية من حولي هو فقط لي ومن أجلي وأنا في داخلي مع هذه النِّعم مع الله وحدي.
ودائماً أقول بيني وبين نفسي " يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المُكرمين" لا أقول أني كاملة ولكني بالتأكيد مجبورة، ما زلت ناقصة ولكني لست مكسورة، مازلت للأسف أعصي وأُخطئ والإنسان خطّاء مهما حاول بلوغ الكمال ولكنني بفضل الله ابتعدت عن المعاصي الجسيمة التي كنت ارتكبها، أقلعت عن الكثير من العادات السيئة التي كنت أستمتع بها وإلى الآن أُجاهد لأبقى بعيدة عنها، وصلت في حفظي إلى سورة التوبة وهذا هو الجزء العشرون الذي سأبدأ بحفظه، خائفة من هذه السورة، من اسمها ومما تحمله في صفحاتها، لم أقرأها يوماً في حياتي للأسف، كنت دائماً اتجنبها والآن بإذن الله سأحفظها.
قررت منذ شهر أن أدرس في الجامعة مجدداً، سيكون هذا تخصصي الثاني بفضل الله والحمد لله تيسرت الأمور ووافقني الجميع في قراري سأدرس إن شاء الله علوم الشريعة، تحول كامل في أحداث حياتي، تفاجأ أقربائي خاصة من هم في عُمري، حتى في الجامعة سُئلت عدة مرات عن التخصص الذي سجلت به فشكلي لا يوحي أبداً بأني طالبة شريعة وليس عندي معلومات إطلاقاً عن أي شيء خارج القرآن ولكن لا بأس فأول العلم نيةٌ ثم انصات ثم فهم ثم حفظ ثم عمل ثم نشر، وإن كنت الآن لا أفقه شيئاً إلا أنني أقف على عتبة باب جديد من أبواب الله المفتوحة أمامي ويستحيل على أي متعلم ألا يصل لأي نتيجة بعد عدة سنوات من التعلم، عندي إيمان ويقين أني سأصل إلى شيء جميل في النهاية إن شاء الله.
ظننت أن كل هذا لن يحدث يوماً ولكنه حدث وكنت من قبل أنفر من كل ما أنا مقبلة عليه الآن من كل قلبي فسبحان مُغير الأحوال والحمد لله على كل نعمه.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Feb 09 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

طريق سماوي (النسخة الثانية)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن