part 7

13 8 0
                                    

      أما إريان التي إستمرت بالإختباء بين الشحود و إخفاء وجهها عن صديقتها كي لا تكشف هويتها .

انتهت المبارزة بفوز ولي العهد كما المتوقع .
قامت صوفينيا و زوجها الملك بكل فخر عائدين إلى القصر رافعين رؤسهما إلى السماء ، أما دالان ركب فرسه و غادر هو الآخر بهدوء .
في المقابل نجد يوبا الذي شعر باليأس و الحزن الشديد على عجز إبنه ، لذا إكتفى بالإشارة للعودة إلى داسينيا في صمت و سكينة .
أما جوسكا فرافقت والدها إلى بيته ، إنه يعيش في داسينيا ، إن طبيب هناك ، يداوي بالأعشاب و الأنغام ، متمكن من الطب الطبيعي .
و هم عائدون ، إستمرت جوسكا بتقليب عينيها ، تستمتع بالمناظر الخلابة ، لكن كلّما رفعت رأسها إلى السماء رأت تلك الكائنات تتجول فيها بدل من الطيور .

فجأة ، و قفت العربات ثم توجه أحد الحراس إلى العربة التي كانت بها جوسكا ،
_ لقد وصلنا سيدتي ، يرجى منك النزول .
لم تكن الوحيدة التي غادرت العربة بل كان الجميع واقفين ينتظرون يوبا فتح الباب بطاقته ، بعدما فُتِح الباب دخل الجميع متجهين إلى أعمالهم ، ما عاد جوسكا التي وقفت متجمدة في مكانها قرب البوابة الحديدية تنظر بلهفة للوحة الفنية المرسومة أمامها ، كانت مندهشة من جمال داسينيا ، التي كانت شبه مدينة ساحرة محاطة بصور طاقي ، لا يمكن إيجاد له مثيل .كانت تزينها بحيرة الصافية مشرقة المنظر ، مع صغور ملونة تضفي سحرًا إضافيًا على المكان . و تبرز القلعة صغيرة وسط داسينيا ، محاطة بغرف خشبية صغيرة و منظمة حيث تطل بعضها على ساحة المُنظَمة و أخرى على البحيرة .
للحظة و هي تتأمل ذلك التناسق العحيب ، ظنت أن المكان الآمن ، ناعم و مريح للنوم ، و لكن للأسف لا ، الأشياح في كل مكان .

بعد بضعة دقائق عاد إليها رئيس داسينا -يوبا- مبتهج الوجه ، بعد أن غير ملابسه و نسي أمر المبارزة :
_ يا إلاهي  لم أتوقع أن تكوني من منظمتي !
_لم أتوقع ذلك أيضا ! (مرفوقة بإبتسامة)
_ لقد قرأت كتابك أنت و إريان مرارا و تكرارا.. كنت أنبهر في كل مرة أقرأة ، أما عندما تضاف ورقة جديدة إليه فأنا أحتفل..<لا تخبري أحدا بهذا> ، بالمناسبة لما هي ليست معك ؟
_ من ؟
_ إريان !!
_آااه ، لا أعلم ! في الواقع لقد حدث حادث صغير مما جعلنا نفترق .
_ يالَ الأسف .. تمنيت لو إلتقيت بكما معا ، على أي ... لابد أنك متعبة تفضلي إلى غرفتك ..سيعتني بك الجميع لذا لا تقلقي ، أنا حقا سعيد لأنك هنا .
دخلت إلى أحد الغرف الخشبية المطلة على البحيرة لتجد السيدة اللطيفة أنيكسا  تنتظرها و الابتسامة تشق وجهها و معها بعض المساعدات .
_ مرحبا عزيزتي .
_مرحبا سيدتي
_نادني "أنيكسا" ، أوصي الجميع هنا بمناداتي بإسمي ، لكنهم يستمرون بإضافة السيدة..
_حسنا يا أنيكسا
_ أود الإطمئنان عليك ، إن كنت تحتاجين إلى أي شيء ، ألا تشعرين بأي آلام ؟ ، ألم يمسس السيف عنقك ؟ 
_ كلا أنا بخير ، لا أشعر بأي ألم .
_ حسنا صغيرتي ، سترسل لك المساعدة بعد قليل الطعام ، أرجو أن تكملي صحنك كله .
_ أنا ممتنة لاهتمامكم بي ... بالمناسبة أين أبي ؟
_ إنه في القلعة يعالج أكسيل
_أكسيل.. من هذا ؟
_ الفتى الذي دافعت عنه قبل قليل ، سأرسل لك ديهيا لتأخذك إليه .
غادرت أنيكسا و المساعدات ، لتطرق إريان الباب ببطإ سرعان ما فتحته جوسكا ، إستدارت إريان  قائلة بصوت باح :
_تفضلي معي يا سيدتي إلى القلعة .
فنطقت جوسكا ، بنيرة ساخرة :
_كفاك سخرية يا إريان ، أتظنين أنني لم أتعرف عليك ؟
_م ..ماذا ؟! أكان وجهي واضحا إلى هذه الدرجة ؟
_ كلا ، أنا أرى طاقتك و أشعر بها !
_حقاا ؟ كيف لك هذا ؟
_ لا أعلم ، اكتسبت تلك القوة بالصدفة !
_ و ماذا حل بك قبل قليل ؟ و الأهم أين ذهب شعرك الأسود اللامع .
_ لقد قطعه ذلك الوغد
_تقصدين الأمير
_هاااا ... أكان ذلك الهمجِيُ أميرا ؟
_نعم إنه ولي عهد داسين - لماذا لا يعرف أحدهما الآخر !- لا يهم هيا بنا ، لدي الكثير لأسأل في طريقنا .
_لا تفعلي أرجوك !
_لما لم تخبرينني أنه لديك أب ؟؟ و لما أصبح شعرك أبيضا فجأة ؟ و لما جئت إلى هنا ؟؟؟
_ لست في مزاج مناسب للرد ، سأخبرك لاحقا.

***

كان الطبيب على وشك مغادرة القلعة ، لقد انتهى بالفعل من معالجة أكسيل . فاتجهت نحوه جوسكا :
_ أبي ، لقد افتقدتك كثيرا ... لماذا لا ترد علي ، هل أغضبك شيء ؟
_ نعم..
_ماذا ؟ من يجرأ عل..
_أنت ..لقد غادرت مند سنين لم تودعينني و لم تسألي عني حتى .
_ أنا آسفة حقا يا أبي أنت تعلم حالتي ، و كيف يعاملني الناس ، إضافة إلى أنني لا أستطيع المجيء إلى داسين .
_ لا تفعلي ذلك مرة أخرى ، أرجوك .
لم تقل شيئا و حضنته مغمضة عيناها واضعة رأسها على صدره بقوة ، ثم قالت و هي مغادرة باحثة عن أكسيل :
_  دعنا نحظى بعشاء رومنسي معا أيها الطبيب .
ضحك ثم قال :
_حسنا يا طفلتي .

   دخلت البيت الدوائي فوجدته جالسا و بجانبه قِربة دواء خضراء :
_ كان ذلك أنت إذا !
_عفوا ؟
_ أنت الذي تحمل النصف الآخر من الحجر ، أليس كذلك ؟
_ كيف عرفت ذلك ؟
_يمكنني رأيته و هو عالق في جسدك .
_من تكونين ؟؟ (بدهشة)
_أليس واضحا ؟ ألا ترى شيئا غريبا بداخلي ؟
_ كلا !
إستغربت من جوابه ثم تنهدت و عرفت بنفسها :
_ أنا جوسكا مالكة النصف الثاني من الحجر... ما سأقوله الآن سيبدوا غريبا ، لكن بما أننا نحمل حجرا كريما مثل أرثيرس ، فنحن نعتبر إخوة الآن .
_ اووه ! حقا ؟
_ نعم للأسف ، لا تخبر أحدا بما في داخلك حتى أأدن لك بذلك ، جسدك لم يستعد بعد لإستلام قوة هائلة ، مما سيؤدي إلى رغبة السحرة في قتلك و إستخراج الحجر منك قبل تباته الكامل....
_هذا رائع ... لطالما تمنيت أن تكون لي أخت ... إذا حدثيني عن نفسك أكثر ، ماذا تحبين ؟ ماذا تكرهين ؟ هل تحبين الرقص أم الغناء ؟ أنا أحب قصيدة شعرية تدعى.. لقد تسيت ! أيض أحب الأرز بالحليب في وجبة الفطور و  المكسرات...
_ أنا أيضا
_ أيضا ماذا ؟
_أحب ذلك أيضا..
_  رائع ووهو !!

كان أكسيل سعيدا و متحمسا لقضاء وقت ممتعا مع جوسكا .

مملـكة داسـين : حكمة أرثـيوس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن