أما إريان التي إستمرت بالإختباء بين الشحود و إخفاء وجهها عن صديقتها كي لا تكشف هويتها .
انتهت المبارزة بفوز ولي العهد كما المتوقع .
قامت صوفينيا و زوجها الملك بكل فخر عائدين إلى القصر رافعين رؤسهما إلى السماء ، أما دالان ركب فرسه و غادر هو الآخر بهدوء .
في المقابل نجد يوبا الذي شعر باليأس و الحزن الشديد على عجز إبنه ، لذا إكتفى بالإشارة للعودة إلى داسينيا في صمت و سكينة .
أما جوسكا فرافقت والدها إلى بيته ، إنه يعيش في داسينيا ، إن طبيب هناك ، يداوي بالأعشاب و الأنغام ، متمكن من الطب الطبيعي .
و هم عائدون ، إستمرت جوسكا بتقليب عينيها ، تستمتع بالمناظر الخلابة ، لكن كلّما رفعت رأسها إلى السماء رأت تلك الكائنات تتجول فيها بدل من الطيور .فجأة ، و قفت العربات ثم توجه أحد الحراس إلى العربة التي كانت بها جوسكا ،
_ لقد وصلنا سيدتي ، يرجى منك النزول .
لم تكن الوحيدة التي غادرت العربة بل كان الجميع واقفين ينتظرون يوبا فتح الباب بطاقته ، بعدما فُتِح الباب دخل الجميع متجهين إلى أعمالهم ، ما عاد جوسكا التي وقفت متجمدة في مكانها قرب البوابة الحديدية تنظر بلهفة للوحة الفنية المرسومة أمامها ، كانت مندهشة من جمال داسينيا ، التي كانت شبه مدينة ساحرة محاطة بصور طاقي ، لا يمكن إيجاد له مثيل .كانت تزينها بحيرة الصافية مشرقة المنظر ، مع صغور ملونة تضفي سحرًا إضافيًا على المكان . و تبرز القلعة صغيرة وسط داسينيا ، محاطة بغرف خشبية صغيرة و منظمة حيث تطل بعضها على ساحة المُنظَمة و أخرى على البحيرة .
للحظة و هي تتأمل ذلك التناسق العحيب ، ظنت أن المكان الآمن ، ناعم و مريح للنوم ، و لكن للأسف لا ، الأشياح في كل مكان .بعد بضعة دقائق عاد إليها رئيس داسينا -يوبا- مبتهج الوجه ، بعد أن غير ملابسه و نسي أمر المبارزة :
_ يا إلاهي لم أتوقع أن تكوني من منظمتي !
_لم أتوقع ذلك أيضا ! (مرفوقة بإبتسامة)
_ لقد قرأت كتابك أنت و إريان مرارا و تكرارا.. كنت أنبهر في كل مرة أقرأة ، أما عندما تضاف ورقة جديدة إليه فأنا أحتفل..<لا تخبري أحدا بهذا> ، بالمناسبة لما هي ليست معك ؟
_ من ؟
_ إريان !!
_آااه ، لا أعلم ! في الواقع لقد حدث حادث صغير مما جعلنا نفترق .
_ يالَ الأسف .. تمنيت لو إلتقيت بكما معا ، على أي ... لابد أنك متعبة تفضلي إلى غرفتك ..سيعتني بك الجميع لذا لا تقلقي ، أنا حقا سعيد لأنك هنا .
دخلت إلى أحد الغرف الخشبية المطلة على البحيرة لتجد السيدة اللطيفة أنيكسا تنتظرها و الابتسامة تشق وجهها و معها بعض المساعدات .
_ مرحبا عزيزتي .
_مرحبا سيدتي
_نادني "أنيكسا" ، أوصي الجميع هنا بمناداتي بإسمي ، لكنهم يستمرون بإضافة السيدة..
_حسنا يا أنيكسا
_ أود الإطمئنان عليك ، إن كنت تحتاجين إلى أي شيء ، ألا تشعرين بأي آلام ؟ ، ألم يمسس السيف عنقك ؟
_ كلا أنا بخير ، لا أشعر بأي ألم .
_ حسنا صغيرتي ، سترسل لك المساعدة بعد قليل الطعام ، أرجو أن تكملي صحنك كله .
_ أنا ممتنة لاهتمامكم بي ... بالمناسبة أين أبي ؟
_ إنه في القلعة يعالج أكسيل
_أكسيل.. من هذا ؟
_ الفتى الذي دافعت عنه قبل قليل ، سأرسل لك ديهيا لتأخذك إليه .
غادرت أنيكسا و المساعدات ، لتطرق إريان الباب ببطإ سرعان ما فتحته جوسكا ، إستدارت إريان قائلة بصوت باح :
_تفضلي معي يا سيدتي إلى القلعة .
فنطقت جوسكا ، بنيرة ساخرة :
_كفاك سخرية يا إريان ، أتظنين أنني لم أتعرف عليك ؟
_م ..ماذا ؟! أكان وجهي واضحا إلى هذه الدرجة ؟
_ كلا ، أنا أرى طاقتك و أشعر بها !
_حقاا ؟ كيف لك هذا ؟
_ لا أعلم ، اكتسبت تلك القوة بالصدفة !
_ و ماذا حل بك قبل قليل ؟ و الأهم أين ذهب شعرك الأسود اللامع .
_ لقد قطعه ذلك الوغد
_تقصدين الأمير
_هاااا ... أكان ذلك الهمجِيُ أميرا ؟
_نعم إنه ولي عهد داسين - لماذا لا يعرف أحدهما الآخر !- لا يهم هيا بنا ، لدي الكثير لأسأل في طريقنا .
_لا تفعلي أرجوك !
_لما لم تخبرينني أنه لديك أب ؟؟ و لما أصبح شعرك أبيضا فجأة ؟ و لما جئت إلى هنا ؟؟؟
_ لست في مزاج مناسب للرد ، سأخبرك لاحقا.***
كان الطبيب على وشك مغادرة القلعة ، لقد انتهى بالفعل من معالجة أكسيل . فاتجهت نحوه جوسكا :
_ أبي ، لقد افتقدتك كثيرا ... لماذا لا ترد علي ، هل أغضبك شيء ؟
_ نعم..
_ماذا ؟ من يجرأ عل..
_أنت ..لقد غادرت مند سنين لم تودعينني و لم تسألي عني حتى .
_ أنا آسفة حقا يا أبي أنت تعلم حالتي ، و كيف يعاملني الناس ، إضافة إلى أنني لا أستطيع المجيء إلى داسين .
_ لا تفعلي ذلك مرة أخرى ، أرجوك .
لم تقل شيئا و حضنته مغمضة عيناها واضعة رأسها على صدره بقوة ، ثم قالت و هي مغادرة باحثة عن أكسيل :
_ دعنا نحظى بعشاء رومنسي معا أيها الطبيب .
ضحك ثم قال :
_حسنا يا طفلتي .دخلت البيت الدوائي فوجدته جالسا و بجانبه قِربة دواء خضراء :
_ كان ذلك أنت إذا !
_عفوا ؟
_ أنت الذي تحمل النصف الآخر من الحجر ، أليس كذلك ؟
_ كيف عرفت ذلك ؟
_يمكنني رأيته و هو عالق في جسدك .
_من تكونين ؟؟ (بدهشة)
_أليس واضحا ؟ ألا ترى شيئا غريبا بداخلي ؟
_ كلا !
إستغربت من جوابه ثم تنهدت و عرفت بنفسها :
_ أنا جوسكا مالكة النصف الثاني من الحجر... ما سأقوله الآن سيبدوا غريبا ، لكن بما أننا نحمل حجرا كريما مثل أرثيرس ، فنحن نعتبر إخوة الآن .
_ اووه ! حقا ؟
_ نعم للأسف ، لا تخبر أحدا بما في داخلك حتى أأدن لك بذلك ، جسدك لم يستعد بعد لإستلام قوة هائلة ، مما سيؤدي إلى رغبة السحرة في قتلك و إستخراج الحجر منك قبل تباته الكامل....
_هذا رائع ... لطالما تمنيت أن تكون لي أخت ... إذا حدثيني عن نفسك أكثر ، ماذا تحبين ؟ ماذا تكرهين ؟ هل تحبين الرقص أم الغناء ؟ أنا أحب قصيدة شعرية تدعى.. لقد تسيت ! أيض أحب الأرز بالحليب في وجبة الفطور و المكسرات...
_ أنا أيضا
_ أيضا ماذا ؟
_أحب ذلك أيضا..
_ رائع ووهو !!كان أكسيل سعيدا و متحمسا لقضاء وقت ممتعا مع جوسكا .
أنت تقرأ
مملـكة داسـين : حكمة أرثـيوس
Fantasyفي عالم فوق الطبيعة الذي يعج بقوى الخير والشر ،يتداخل فيه الواقع بأبعاد لا تنتهي، تنطلق القصة في رحلة فريدة من نوعها. يمتزج الخيال بالقوة ليخلقوا أحداثا مثيرة. يعتبر أرثيوس حجرا كريما يحمى 'داسين' . بل يعد درعًا يخفيه الرمل الناعم، حيث يشكل حماية ضد...