غربت الشمس و عاد دالان أدراجه إلى القصر.
سرعان ما دخل نادته والدته صوفينيا :
_ أين اختفيت هذه المرة ؟ إنتظرتك كثيرا .
_ أنا بالغ جلالتك !
_على أي . أعلمت مقدار قوتها ؟
_ نعم إنها عادية ، نوعا ما ، حتى إنها استعملت تعويدات و فنونا من كتابها هي و المحاربة إريان .
_هذا غريب ، لديها قوة عظيمة لكنها لم تستعملها ضدك ؟
_... لما أنت مهتمة لأمرها كثيرا ؟
_إنها تحمل نجم الأرض ، إرث العائلة و كنز داسين ، الحجر الذي يحمي داسين من القوة الشريرة للسحر ، ألا تفهم ..
_ حسنا إهدئي ، أعلم أنه شيء ثمين ، لكن ألم يكن من الصائب الحفاظ عنه بدلا من كل هذه المشاكل ؟
_ كان إنكساره حادثا غير متوقع ، كان عن طريق الخطأ .
_ أمي كفي عن قول "خطأ" هذا لن يصلح شيئا و لن يرفع عنك المسؤولية ، يأسفني أن أقول لك أن أخطاءك هذه تدمر كل من بداسين .
_كيف تجرؤ عن قول ذلك ؟
_ماذا ؟ ألا تنظرين من حولك ، ألا تضايقك الأرواح الشريرة ؟ ألا يموت ناس أبرياء بسبب السحر ؟
_ لا ، أنا لا أشعر بأي شيء ... أخشى أن مرضك بدأ يسيطر عليك مرة أخرى !
_ أنا لم أكن مريضا قط ، أنتم من وهمتموني ذلك ، أنتم...
تنهد ثم خرج من عندها قاطبا وجهه غضبا بعد أن ألقى التحيت عليها دون إكمال جملته .***
عادت جوسكا إلى داسينيا سعيدة فرحة .
لقد استمتعت في قضاء بعض الوقت مع نفسها ، تجري و تقفز حافية القدمين على العشب الأخضر ، على رغم من وجود القوى الشريرة في كل مكان إلا أن ذلك لم يمنعها من الإستمتاع . سرعان ما دخلت نادت صديقتها :
_ دييهياا ! ديييهيااا !
_ نعم يا سيدتي .
_سيدتي ؟ ههههه
_ يا أنت لا تستغلي الوضع ، ماذا تريدين ؟
_ حسنا لا شيء ، أردت فقط التحدث إليك . أنت صديقتي الوحيدة و الجميلة و اللطيفة..
_ نعم بطبع أعلم ذلك
_ ما رأيك بأن أنام عندك الليلة ؟
_ ما المناسبة ؟
_ أنا فقط لا...
_ أ أصبحت تخشين النوم وحيدة بعد مغادرتي ؟
_ كيف علمتي ذلك ؟
_ أتقصدين كيف لم أعلم ذلك ؟ أنت تقضين طوال الليل تتجولين في داسينيا و الأغرب ههه أنك تغفين عند البوابة حينما ييستيقظ الجميع .
_ بشأن ذلك.. أنا فقط أحب منظر داسينيا في الليل ، أحب ضوء اليرعات في كل مكان .
_ليس عذرا كافيا
_ سأخبرك فيما بعد بالحقيقة
_ تعترفين أنك كنت تكذبين ؟
_ليس تماما !إتجها كلتاهما إلى غرفة إريان ، حيث إستلقيا على الأرض ينظران إلى سقف الغرفة الخشبي .
فنطقت إريان بكل هدوء :
_ أتعلمين يا جوسكا ، الحياة هنا بداسين غريبة ، ألا تتفقين ؟
_ممممم
_حتى الناس ، لا تفهمين تعابير وجوههم و لا أحاسيسهم بسهولة ... جوسكا ! هل نمت ؟... يال سرعتها !وجدت جوسكا أخيرا مكانا لترتاح فيه أخيرا ، دون معاناة أو مضايقات ، بينما إريان التي باتت تتقلب في فراشها و كأنها نائمة في وحل من الهموم ، تتعرق بشدة ، كانت تحلم بذلك اليوم التعيس .
كانت بين الفينة و الأخرى تحلم به بنفس تفاصيله ، نفس الأجواء و نفس الرائحة ، رائحة المطر ، ما عاد ملامح والديها ، لكن في هذه الليلة رأت ذلك السيف بوضوح .. قامت مفجوعة و معها جوسكا .
_ ما بك ، إريان لقد أفزعتني !
_ أنا آسفة
قامت جوسكا و أنارت الفانوس ثم أحضرت القليل من الماء مع قطعة من الثوب لتمسح عرق صديقتها .. إنها تعرفها مند سنين و هي معتادة على مثل هذه النوبات التي تواجهها ، كانت في كل مرة تتذكر شيئا حول والديها تمرض بالحمى و تتراكم عليها الأحزان و يتعب جسدها .
_اهدئي يا إريان ، أنت لست وحدك أنا بجانبك يا صديقتي (قالت و هي تحضنها) .. ما الخطب ؟
_لقد.. رأيت يد السيف الذي طُعن به والدي
_كيف كانت ؟
_ كانت حديدية و يتوسطها رمز ذهبي ، رأيته بوضوح بعد أن أنعكس فيه ضوء البرق.
_ لابد أن مالكه من أغنياء داسين
_أظن ذلك
_حسنا نامي الآن و لا تفكري في الأمر كثيرا
_ أنا آسفة يا جوسكا ، لقد أجعزتك
_نامي فحسب ، أيتها الخرقاء .في اليوم آلتالي ، استيقظ الجميع و كل ذهب لينجز مهامه ، بينما ذهبت إريان إلى المطبخ للمساعدة كالعادة ، حيث إلتقت بأنيكسا و المساعدات .
_ مرحبا أنيكسا
_اوه مرحبا ديهيا ..مهلا لما تبدين شاحبة اليوم
_ أنا فقط لم أنم جيدا البارحة
_ يا إلاهي.. تفضلي تناولي بعض الطعام .. اليوم لدينا الكثير لنفعله .
_ ما الذي ينبغي لنا فعله ؟
_اليوم عيد ميلادي و أنا أحب الاحتفال به على طريقتي ، أتحتفلين به معي ؟
_ بالطبع سأفعل ، عيد ميلاد سعيد بالمناسبة
_شكرا عزيزتي ، إذا يجب علينا تحضير حوالي 300 فطيرة توت ، سنرسل بعضا منها إلى القصر ، فعزيزي دالان يحبها ، و الباقي سنقدمه لأهل داسين .
_300..؟
_رقم قليل أليس كذلك ، فلنحضر أكثر إذا !
_ ههه كما تشائين
عندها دخلت جوسكا و أكسيل حاملان الكثير من التوت البري، فنطقت جوسكا
_ ديهيا ، هل شفيت ؟
_نعم أنا بخير .
وضعوا البراميل جانبا عندها ارتمى أكسيل على أنيكسا قائلا :
_عيد ميلاد سعيد يا أجمل سيدة في العالم.
فضحكت و حضنته هي الأخرى ، و شرعوا جميعا في تحضير فطائر التوت .و ها هم قد أكملوا 400 فطيرة توت في وقت قياسي و وضعوها في أكياس لطيفة من أثواب مزخرفة ، عندها بدأت أنيكسا بتقسيم الفطائر و تحديد أي منها سيذهب إلى القصر و أي سيوزع :
_حسنا عمل رائع يا أحبائي ، أود أن أشكركم جميعا لمساعدتي . ديهيا .. خدي هذه السلة إلى القصر ، أعطيها الخدم الخاصين بولي العهد . و أنت يا أكسيل وزع هذه على من بداسينيا ، أخيرا يا جوسكا وزعي هذه على أهل داسين سترافقك بعض المساعدات لأن الكمية كبيرة ، أعلم أنك تحبين التجول بأرجاء المملكة !كانت إريان سعيدة بهذه الفرصة التي أتيحت لها ، ربما قد تجد شيئا يوصلها إلى قاتل والديها .
وصلت إلى القصر و دخلت بعد تفتيش و إستأدان من الحراس ، لكن أثناء هذه العملية لمحت سيفا الحارسان ، كان شكلهما مطابقا لما رأت في منامها ، لم تصدق ما رأته عيناها لكنها حاول بقدر المستطاع أن تتصرف بطريقة طبيعية.
فدخلت و اتجهت نحو الممرات باحثة عن المطبخ لتضع الفطائر هناك لكنها تصادفت مع ولي العهد في الطريق
_ أنت أيتها المساعدة .
_ اوه مرحبا سيدي
_ماذا تفعلين هنا
_ لقد أرسلت لك أنيكسا بعد فطائر التوت معي بمناسبة عيد ميلادها
_اوه حقا ؟ حسنا ضعي ذلك و لندهب معا إلى داسينيا ، أريد تهنأتها .
_حسنا لا مشكلة !
في طريقهما إلى داسينيا كانا يتبادلان أطراف الحديث ، لكن فجأة ظهرت جوسكا أمامهما فجأة :
_اوه هل تلك جوسكا ؟ ما الذي تفعله ؟
_امم لقد طلبت منها أنيكسا أن توزع فطائر التوت على الناس ، أليس ذلك لطيفا ؟
_نعم لطيف ،لكن ليس منها!
_واضح أنك تكرهها
_كلا ، هي من تكرهني
_لقد أديتها، من البديهي أن تكرهك
_لقد اعتذرت إمنها سابقا ، لكنها رفضت إعتذاري
_ إنها لا ترضى بسهولة
_أنت تعرفين كل شيء ، هل أنتما صدبقتان؟
_نوعا ما !
_ لا أضن أن أحدا يستطيع مصاحبتها .
_ماذا ؟
_ أمزح ، إذا.. احم.. كيف سترضى ؟
_ ممم لا أعلم ، إنها تسعد بأشياء غريبة
_مثل ماذا ؟
_التنزه ، الذرة المقلية ، الغوص في البحيرات ، النوم بين الأزهار ، التظر إلي السماء في المساء ...
_ اوه أنت حقا تعرفين الكثير عنها !! هل تقديم لها هدية سيكون كافيا ؟
_لا أعلم
_يا الآهي ، أنت لم تفدينني بشيء .
_جرب حظك ، ربما تقبل !!
أنت تقرأ
مملـكة داسـين : حكمة أرثـيوس
Fantasyفي عالم فوق الطبيعة الذي يعج بقوى الخير والشر ،يتداخل فيه الواقع بأبعاد لا تنتهي، تنطلق القصة في رحلة فريدة من نوعها. يمتزج الخيال بالقوة ليخلقوا أحداثا مثيرة. يعتبر أرثيوس حجرا كريما يحمى 'داسين' . بل يعد درعًا يخفيه الرمل الناعم، حيث يشكل حماية ضد...