part 11

5 2 0
                                    

غربت الشمس و عاد دالان أدراجه إلى القصر.
سرعان ما دخل نادته والدته صوفينيا :
_ أين اختفيت هذه المرة ؟ إنتظرتك كثيرا .
_ أنا بالغ جلالتك !
_على أي . أعلمت مقدار قوتها ؟
_ نعم إنها عادية ، نوعا ما ، حتى إنها استعملت تعويدات و فنونا من كتابها هي و المحاربة إريان .
_هذا غريب ، لديها قوة عظيمة لكنها لم تستعملها ضدك ؟
_... لما أنت مهتمة لأمرها كثيرا ؟
_إنها تحمل نجم الأرض ، إرث العائلة و كنز داسين ، الحجر الذي يحمي داسين من القوة الشريرة للسحر ، ألا تفهم ..
_ حسنا إهدئي ، أعلم أنه شيء ثمين ، لكن ألم يكن من الصائب الحفاظ عنه بدلا من كل هذه المشاكل ؟
_ كان إنكساره حادثا غير متوقع ، كان عن طريق الخطأ .
_ أمي كفي عن قول "خطأ" هذا لن يصلح شيئا و لن يرفع عنك المسؤولية ، يأسفني أن أقول لك أن أخطاءك هذه تدمر كل من بداسين .
_كيف تجرؤ عن قول ذلك ؟
_ماذا ؟ ألا تنظرين من حولك ، ألا تضايقك الأرواح الشريرة ؟ ألا يموت ناس أبرياء بسبب السحر ؟
_ لا ، أنا لا أشعر بأي شيء ... أخشى أن مرضك بدأ يسيطر عليك مرة أخرى !
_ أنا لم أكن مريضا قط ، أنتم من وهمتموني ذلك ، أنتم...
تنهد ثم خرج من عندها قاطبا وجهه غضبا بعد أن ألقى التحيت عليها دون إكمال جملته .

***

عادت جوسكا إلى داسينيا سعيدة فرحة .
لقد استمتعت في قضاء بعض الوقت مع نفسها ، تجري و تقفز حافية القدمين على العشب الأخضر ، على رغم من وجود القوى الشريرة في كل مكان إلا أن ذلك لم يمنعها من الإستمتاع . سرعان ما دخلت نادت صديقتها :
_ دييهياا ! ديييهيااا !
_ نعم يا سيدتي .
_سيدتي ؟ ههههه
_ يا أنت لا تستغلي الوضع ، ماذا تريدين ؟
_ حسنا لا شيء ، أردت فقط التحدث إليك . أنت صديقتي الوحيدة و الجميلة و اللطيفة..
_ نعم بطبع أعلم ذلك
_ ما رأيك بأن أنام عندك الليلة ؟
_ ما المناسبة ؟
_ أنا فقط لا...
_ أ أصبحت تخشين النوم وحيدة بعد مغادرتي ؟
_ كيف علمتي ذلك ؟
_ أتقصدين كيف لم أعلم ذلك ؟ أنت تقضين طوال الليل تتجولين في داسينيا و الأغرب ههه أنك تغفين عند البوابة حينما ييستيقظ الجميع .
_ بشأن ذلك.. أنا فقط أحب منظر داسينيا في الليل ، أحب ضوء اليرعات في كل مكان .
_ليس عذرا كافيا
_ سأخبرك فيما بعد بالحقيقة
_ تعترفين أنك كنت تكذبين ؟
_ليس تماما !

إتجها كلتاهما إلى غرفة إريان ، حيث إستلقيا على الأرض ينظران إلى سقف الغرفة الخشبي .
فنطقت إريان بكل هدوء :
_ أتعلمين يا جوسكا ، الحياة هنا بداسين غريبة ، ألا تتفقين ؟
_ممممم
_حتى الناس ، لا تفهمين تعابير وجوههم و لا أحاسيسهم بسهولة ... جوسكا ! هل نمت ؟... يال سرعتها !

وجدت جوسكا أخيرا مكانا لترتاح فيه أخيرا ، دون معاناة أو مضايقات ، بينما إريان التي باتت تتقلب في فراشها و كأنها نائمة في وحل من الهموم ، تتعرق بشدة ، كانت تحلم بذلك اليوم التعيس .
كانت بين الفينة و الأخرى تحلم به بنفس تفاصيله ، نفس الأجواء و نفس الرائحة ، رائحة المطر ، ما عاد ملامح والديها ، لكن في هذه الليلة رأت ذلك السيف بوضوح .. قامت مفجوعة و معها جوسكا .
_ ما بك ، إريان لقد أفزعتني !
_ أنا آسفة
قامت جوسكا و أنارت الفانوس ثم أحضرت القليل من الماء مع قطعة من الثوب لتمسح عرق صديقتها .. إنها تعرفها مند سنين و هي معتادة على مثل هذه النوبات التي تواجهها ، كانت في كل مرة تتذكر شيئا حول والديها تمرض بالحمى و تتراكم عليها الأحزان و يتعب جسدها .
_اهدئي يا إريان ، أنت لست وحدك أنا بجانبك يا صديقتي (قالت و هي تحضنها) .. ما الخطب ؟
_لقد.. رأيت يد السيف الذي طُعن به والدي
_كيف كانت ؟
_ كانت حديدية و يتوسطها رمز ذهبي ، رأيته بوضوح بعد أن أنعكس فيه ضوء البرق.
_ لابد أن مالكه من أغنياء داسين
_أظن ذلك
_حسنا نامي الآن و لا تفكري في الأمر كثيرا
_ أنا آسفة يا جوسكا ، لقد أجعزتك
_نامي فحسب ، أيتها الخرقاء .

في اليوم آلتالي ، استيقظ الجميع و كل ذهب لينجز مهامه ، بينما ذهبت إريان إلى المطبخ للمساعدة كالعادة ، حيث إلتقت بأنيكسا و المساعدات .
_ مرحبا أنيكسا
_اوه مرحبا ديهيا ..مهلا لما تبدين شاحبة اليوم
_ أنا فقط لم أنم جيدا البارحة
_ يا إلاهي.. تفضلي تناولي بعض الطعام .. اليوم لدينا الكثير لنفعله .
_ ما الذي ينبغي لنا فعله ؟
_اليوم عيد ميلادي و أنا أحب الاحتفال به على طريقتي ، أتحتفلين به معي ؟
_ بالطبع سأفعل ، عيد ميلاد سعيد بالمناسبة
_شكرا عزيزتي ، إذا يجب علينا تحضير حوالي 300 فطيرة توت ، سنرسل بعضا منها إلى القصر ، فعزيزي دالان يحبها ، و الباقي سنقدمه لأهل داسين .
_300..؟
_رقم قليل أليس كذلك ، فلنحضر أكثر إذا !
_ ههه كما تشائين

عندها دخلت جوسكا و أكسيل حاملان الكثير من التوت البري، فنطقت جوسكا
_ ديهيا ، هل شفيت ؟
_نعم أنا بخير .
وضعوا البراميل جانبا عندها ارتمى أكسيل على أنيكسا قائلا :
_عيد ميلاد سعيد يا أجمل سيدة في العالم.
فضحكت و حضنته هي الأخرى ، و شرعوا جميعا في تحضير فطائر التوت .

و ها هم قد أكملوا 400 فطيرة توت في وقت قياسي و وضعوها في أكياس لطيفة من أثواب مزخرفة ، عندها بدأت أنيكسا بتقسيم الفطائر و تحديد أي منها سيذهب إلى القصر و أي سيوزع :
_حسنا عمل رائع يا أحبائي ، أود أن أشكركم جميعا لمساعدتي . ديهيا .. خدي هذه السلة إلى القصر ، أعطيها الخدم الخاصين بولي العهد . و أنت يا أكسيل وزع هذه على من بداسينيا ، أخيرا يا جوسكا وزعي هذه على أهل داسين سترافقك بعض المساعدات لأن الكمية كبيرة ، أعلم أنك تحبين التجول بأرجاء المملكة !

كانت إريان سعيدة بهذه الفرصة التي أتيحت لها ، ربما قد تجد شيئا يوصلها إلى قاتل والديها .
وصلت إلى القصر و دخلت بعد تفتيش و إستأدان من الحراس ، لكن أثناء هذه العملية لمحت سيفا الحارسان ، كان شكلهما مطابقا لما رأت في منامها ، لم تصدق ما رأته عيناها لكنها حاول بقدر المستطاع أن تتصرف بطريقة طبيعية.
فدخلت و اتجهت نحو الممرات باحثة عن المطبخ لتضع الفطائر هناك لكنها تصادفت مع ولي العهد في الطريق
_ أنت أيتها المساعدة .
_ اوه مرحبا سيدي
_ماذا تفعلين هنا
_ لقد أرسلت لك أنيكسا بعد فطائر التوت معي بمناسبة عيد ميلادها
_اوه حقا ؟ حسنا ضعي ذلك و لندهب معا إلى داسينيا ، أريد تهنأتها .
_حسنا لا مشكلة !
في طريقهما إلى داسينيا كانا يتبادلان أطراف الحديث ، لكن فجأة ظهرت جوسكا أمامهما فجأة :
_اوه هل تلك جوسكا ؟ ما الذي تفعله ؟
_امم لقد طلبت منها أنيكسا أن توزع فطائر التوت على الناس ، أليس ذلك لطيفا ؟
_نعم لطيف ،لكن ليس منها!
_واضح أنك تكرهها
_كلا ، هي من تكرهني
_لقد أديتها، من البديهي أن تكرهك
_لقد اعتذرت إمنها سابقا ، لكنها رفضت إعتذاري
_ إنها لا ترضى بسهولة
_أنت تعرفين كل شيء ، هل أنتما صدبقتان؟
_نوعا ما !
_ لا أضن أن أحدا يستطيع مصاحبتها .
_ماذا ؟
_ أمزح ، إذا.. احم.. كيف سترضى ؟
_ ممم لا أعلم ، إنها تسعد بأشياء غريبة
_مثل ماذا ؟
_التنزه ، الذرة المقلية ، الغوص في البحيرات ، النوم بين الأزهار ، التظر إلي السماء في المساء ...
_ اوه أنت حقا تعرفين الكثير عنها !! هل تقديم لها هدية سيكون كافيا ؟
_لا أعلم
_يا الآهي ، أنت لم تفدينني بشيء .
_جرب حظك ، ربما تقبل !!

مملـكة داسـين : حكمة أرثـيوس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن