استأذنت اريان لتغادر متجهة نحو السوق ، لقد تذكرت شراء بعض الأشياء قبل عودتها .
أما ولي العهد فواصل المشي إلى أن اقترب من جوسكا ، فقالت بعدما إنتبهت لوجوده :
_ماذا تريد , الآن أيضا ؟
_أنا لم أكن متجها صوبك أصلا !
_حسنا يمكنك مواصلة طريقك إذا ، أم يجب علي الإنحناء لسيادتكم ؟
_لم أسلوبك هكذا ؟
_ ما به ؟
_... أنت فقط.. غريبة.. يا الآهي كيف تورطت معها .
_ أنا المتورطة الآن.. سأذهب
_انتظري مهلا ..
_ماذا ؟
_ أردت أن أدعوك إلى العشاء يوم الجمعة في القصر .. ك.نوع من الإعتذار.
_ سأفكر في الأمر
_لقد عانا لساني ليقول هذا . إن لن تقبلي لن أعتذر إليك مجددا.في هذه الأثناء و دالان يكلمها وضعت جوسكا السلات جانبا ، و أمسكت يد سيفها مستعدة للهجوم ، لقد إخترقت أصوات بعيدة سمعها ما أفقدها التركيز فيما كان يقوله ذلك الآخر ، بعدها بثوان شعرت بريح ساخن لمس وجهها و طير شعرها . ففتحت سيفها و إتجهت خلف ولي العهد ثم أرسلت موجة من الطاقة صوب بوابة داسين الرئيسية لتتمكن من معرفة لمن تلك الأصوات التي تُردد همهمات التي فهمت بعضا منها .
نظر إليها دالان مستغربا من السرعة التي تحركت بها ، فسألها قائلا :
_هل هناك خطب ما ؟
_نعم ، أظن ذلك ... جيش من الأرواح الشريرة .. إنهم قادمون ! (قالت و هي تصرخ بإرتباك )
سمعها الناس من حولها اسرعوا يختبئون في بقالاتهم و بيوتهم .
_جوسكاا ، إهدئي !
فنظرت إليه بعينان مشوشتان
_كم عددهم ، سأذهب إلى القصر لأخبر الجيش للإستعداد .
_ لا وقت لدينا ... لقد وصلوا
سرعان ما نطقت هذه الجملة ، أصبح لها أنياب حادة و تحولا عيناها إلى اللون الأبيض ليختفي ذلك البؤبؤ الأسود البراق من عينيها ، تراجع دالان إلى الخلف و أخرج سيفه من الغمد هو الآخر .
عندها إلتفتت جوسكا إليه قائلة :
_دالان.. أتشعر بها ؟
_ نعم ، أضن ذلك
_أنا أراها ، إنها مقابلة لي . سأحمي ظهرك ، و أنت إحمي ظهر مملكتك . كلما تركت فراغا هاجمه .
_حسنا ، فلنفعل ذلك .
استعد كل منهما ، لتتقدم جوسكا بكل سرعتها و تدخل في أعماق تلك الموجة السوداء التي لا يراها أحد سواها . إرتبك دالان في الأول لكنه تقدم هو الأخر و شرع في تمديد طاقته إلى سيفه .كان القتال قويا و عنيفا مما أدى إلى إصابة جوسكا و دالان بجروح و كدمات بعد أن رُمي كل واحد منهما بعيدا عن الآخر ، كانت جوسكا تصرخ من بعيد منبهة دالان اي تجاه تأتي منه الكائنات .
بعدها بدقائق أصبحت جوسكا تشعر بضغط في أذنيها و صعب عليها التنفس و أصبحت غير قادرة على القتال ، لذا لم تستطع تنبيه دالان فضربته أحد الكائنات بجناحها الرمادي على ظهره ، ليسقط على بطنه و امتلأزثوبه بدمائه .
أسرعت إليه جوسكا محاولة إبعاده من ساحة المواجهة و في الآن ذاته تحاول محاربة قوى الشر تلك ، لكن فجأة ظهر أكسيل ، فاتضح أنه سبب ضعفها المفاجئ ، لتسقط هي الأخرى قرب دالان .
حدث ذلك بسبب الضغط بين قوة الحجرين و قوة الشر .
لم يستطع أن يبدأ القتال و يترك جوسكا و دالان ساقطان أرضا ، فتوجه إليهما ، لتنطق جوسكا بصوت خافت ، يكاد يُسمع
_أغلق سيفك يا أكسيل !
فعل أكسيل ما طلبت منه جوسكا لتعود نشيطة كما كانت في الأول ، فعادت إلى المعركة مخاطبة أكسيل من بعيد
_ أبعد دالان من الساحة
أمسك بكتف دالان و حاول أن يقنعه بمغادرة المكان لكنه رفض و عاد إلى المعركة هو أيضا .
و بعد ساعة من القتال و الدماء و السيوف بدأت الكائنات تهرب و تموت شيئا فشيئا ، بدأ الجو يعود صافيا كما كان بعد ما أن غطت سحابة سوداء السماء و تغيرت رائحة الهواء .
عندما أنهو القتال ، إجتمع الثلاتة يتفقدون أحوال بعضهم البعض ، فنطق أكسيل أولا :
_هل أنتما بخير ؟
ردت عليه جوسكا :
_نعم نوعا ما ! .. دالان ، ظهرك ينزف كثيرا !
فرد وهو يعيد سيفه إلى الغمد :
_ لابأس ، سأهتم لأمره .
تفقده أكسيل ، فصرخ قائلا :
_ أتمزح ! أستطيع رأية عمود فقرك من هنا يا دالان !
فانصدم دالان و نطقت جوسكا قائلة بدهشة :
_ حقا ؟ هل المنظر عنيف هناك
صمت أكسيل قليلا و امعن النظر في ظهر دالان ثم ضحك بصوت عال .
_كنت أمزح معكما ، إنه جرح بسيط سيشفى خلال أسبوع أو أقل حتى .
فقال دالان مستفسرا :
_أسبوع ؟ بسيط ؟ العمود الفقري ؟ بدأت أصدق أنك تراه حقا !
_كنت أمزح فقط ، هيا بنا ، أتحتاج مساعدة ؟
_كلا أستطيع المشي ..شكرا !
جوسكا لم تنطق ببنت شفة ، و إتجهت لتحمل سلال الفطائر و لحقت بأكسيل و دالان .سرعان ما وصلوا إلى داسينيا ، دخل أكسيل مسرعا يحدث أنيكسا و والده يوبا عن كيف أخرج سيفه و دخل بكل ثقة في المواجهة و نسي أخبارهما عن حالة جوسكا و دالان حتى صرخت أنيكسا بعدما رأتهما ملطخين بالدماء و الثراب و ملئين بالخدوش .
_ هل تعاركتما مجددا ؟
رد كلاهما في آن واحد "كلا"
_إذا ما الأمر
_ألم تخبرهم بالجزء الأساسي من القصة (قالت جوسكا موجهة كلامها لأكسيل)
_ أي جزء !؟
_إنس الأمر .. لقد ساعداني في القتال مع بعض الكائنات الشريرة ، لذا نحن في هذه الحالة
_يا إلاهي ، لابد أنكما متعبان .. إدهبا إلى عيادة السيد أوراس سيعالجكما .
إبتسم دالان ثم تقدم نحوها و عانقها قائلا :
_كل عام و أنت بخير ، أنيكسا.. و شكرا على الفطائر. سآكلها كلها ههه !
قالت مبتسمة :
_شكرا عزيزي دالان .. إستمتع بها !
فنطق أكسيل قائلا :
_يجب أن أغادر الآن ، لدي حصص تدريب .
أنت تقرأ
مملـكة داسـين : حكمة أرثـيوس
Fantasyفي عالم فوق الطبيعة الذي يعج بقوى الخير والشر ،يتداخل فيه الواقع بأبعاد لا تنتهي، تنطلق القصة في رحلة فريدة من نوعها. يمتزج الخيال بالقوة ليخلقوا أحداثا مثيرة. يعتبر أرثيوس حجرا كريما يحمى 'داسين' . بل يعد درعًا يخفيه الرمل الناعم، حيث يشكل حماية ضد...