part 12

4 2 0
                                    

   

         استأذنت اريان لتغادر متجهة نحو السوق ، لقد تذكرت شراء بعض الأشياء قبل عودتها .
أما ولي العهد فواصل المشي إلى أن اقترب من جوسكا ، فقالت بعدما إنتبهت لوجوده :
_ماذا تريد , الآن أيضا ؟
_أنا لم أكن متجها صوبك أصلا !
_حسنا يمكنك مواصلة طريقك إذا ، أم يجب علي الإنحناء لسيادتكم ؟
_لم أسلوبك هكذا ؟
_ ما به ؟
_... أنت فقط.. غريبة.. يا الآهي كيف تورطت معها .
_ أنا المتورطة الآن.. سأذهب
_انتظري مهلا ..
_ماذا ؟
_ أردت أن أدعوك إلى العشاء يوم الجمعة في القصر .. ك.نوع من الإعتذار.
_ سأفكر في الأمر
_لقد عانا لساني ليقول هذا . إن لن تقبلي  لن أعتذر إليك مجددا.

في هذه الأثناء و دالان يكلمها وضعت جوسكا السلات جانبا ، و أمسكت يد سيفها مستعدة للهجوم ، لقد إخترقت أصوات بعيدة سمعها ما أفقدها التركيز فيما كان يقوله ذلك الآخر ، بعدها بثوان شعرت بريح ساخن لمس وجهها و طير شعرها . ففتحت سيفها و إتجهت خلف ولي العهد ثم أرسلت موجة من الطاقة صوب بوابة داسين الرئيسية لتتمكن من معرفة لمن تلك الأصوات التي تُردد همهمات التي فهمت بعضا منها .
نظر إليها دالان مستغربا من السرعة التي تحركت بها ، فسألها قائلا :
_هل هناك خطب ما ؟
_نعم ، أظن ذلك ... جيش من الأرواح الشريرة .. إنهم قادمون ! (قالت و هي تصرخ بإرتباك )
سمعها الناس من حولها اسرعوا يختبئون في بقالاتهم و بيوتهم .
_جوسكاا ، إهدئي !
فنظرت إليه بعينان مشوشتان
_كم عددهم ، سأذهب إلى القصر لأخبر الجيش للإستعداد .
_ لا وقت لدينا ... لقد وصلوا
سرعان ما نطقت هذه الجملة ، أصبح لها أنياب  حادة و تحولا عيناها إلى اللون الأبيض ليختفي ذلك البؤبؤ الأسود البراق من عينيها ، تراجع دالان إلى الخلف و أخرج سيفه من الغمد هو الآخر .
عندها إلتفتت جوسكا إليه قائلة :
_دالان.. أتشعر بها ؟
_ نعم ، أضن ذلك
_أنا أراها ، إنها مقابلة لي . سأحمي ظهرك ، و أنت إحمي ظهر مملكتك . كلما تركت فراغا هاجمه .
_حسنا ، فلنفعل ذلك .
استعد كل منهما ، لتتقدم جوسكا بكل سرعتها و تدخل في أعماق تلك الموجة السوداء التي لا يراها أحد سواها . إرتبك دالان في الأول لكنه تقدم هو الأخر و شرع في تمديد طاقته إلى سيفه .

كان القتال قويا و عنيفا مما أدى إلى إصابة جوسكا و دالان بجروح و كدمات بعد أن رُمي كل واحد منهما بعيدا عن الآخر ، كانت جوسكا تصرخ من بعيد منبهة دالان اي تجاه تأتي منه الكائنات .
بعدها بدقائق أصبحت جوسكا تشعر بضغط في أذنيها و صعب عليها التنفس و أصبحت غير قادرة على القتال ، لذا لم تستطع تنبيه دالان فضربته أحد الكائنات بجناحها الرمادي على ظهره ، ليسقط على بطنه و امتلأزثوبه بدمائه .
أسرعت إليه جوسكا محاولة إبعاده من ساحة المواجهة و في الآن ذاته تحاول محاربة قوى الشر تلك ، لكن فجأة ظهر أكسيل ، فاتضح أنه سبب ضعفها المفاجئ ، لتسقط هي الأخرى قرب دالان .
حدث ذلك بسبب الضغط بين قوة الحجرين و قوة الشر .
لم يستطع أن يبدأ القتال و يترك جوسكا و دالان ساقطان أرضا ، فتوجه إليهما ، لتنطق جوسكا بصوت خافت ، يكاد يُسمع
_أغلق سيفك يا أكسيل !
فعل أكسيل ما طلبت منه جوسكا لتعود نشيطة كما كانت في الأول ، فعادت إلى المعركة مخاطبة أكسيل من بعيد
_ أبعد دالان من الساحة
أمسك بكتف دالان و حاول أن يقنعه بمغادرة المكان لكنه رفض و عاد إلى المعركة هو أيضا .
و بعد ساعة من القتال و الدماء و السيوف بدأت الكائنات تهرب و تموت شيئا فشيئا ، بدأ الجو يعود صافيا كما كان بعد ما أن غطت سحابة سوداء السماء و تغيرت رائحة الهواء .
عندما أنهو  القتال ، إجتمع الثلاتة يتفقدون أحوال بعضهم البعض ، فنطق أكسيل أولا :
_هل أنتما بخير ؟
ردت عليه جوسكا :
_نعم   نوعا ما ! .. دالان ، ظهرك ينزف كثيرا !
فرد وهو يعيد سيفه إلى الغمد :
_ لابأس ، سأهتم لأمره .
تفقده أكسيل ، فصرخ قائلا :
_ أتمزح ! أستطيع رأية عمود فقرك من هنا يا دالان !
فانصدم دالان و نطقت جوسكا قائلة بدهشة :
_ حقا ؟ هل المنظر عنيف هناك
صمت أكسيل قليلا و امعن النظر في ظهر دالان ثم ضحك بصوت عال .
_كنت أمزح معكما ، إنه جرح بسيط سيشفى خلال أسبوع أو أقل حتى .
فقال دالان مستفسرا :
_أسبوع ؟ بسيط ؟ العمود الفقري ؟ بدأت أصدق أنك تراه حقا !
_كنت أمزح فقط ، هيا بنا ، أتحتاج مساعدة ؟
_كلا أستطيع المشي ..شكرا !
جوسكا لم تنطق ببنت شفة ، و إتجهت لتحمل سلال الفطائر و لحقت بأكسيل و دالان .

سرعان ما وصلوا إلى داسينيا ، دخل أكسيل مسرعا يحدث أنيكسا و والده يوبا عن كيف أخرج سيفه و دخل بكل ثقة في المواجهة و نسي أخبارهما عن حالة جوسكا و دالان حتى صرخت أنيكسا بعدما رأتهما ملطخين بالدماء و الثراب و ملئين بالخدوش .
_ هل تعاركتما مجددا ؟
رد كلاهما في آن واحد "كلا"
_إذا ما الأمر
_ألم تخبرهم بالجزء الأساسي من القصة (قالت جوسكا موجهة كلامها لأكسيل)
_ أي جزء !؟
_إنس الأمر .. لقد ساعداني في القتال مع بعض الكائنات الشريرة ، لذا نحن في هذه الحالة
_يا إلاهي ، لابد أنكما متعبان .. إدهبا إلى عيادة السيد أوراس سيعالجكما .
إبتسم دالان ثم تقدم نحوها و عانقها قائلا :
_كل عام و أنت بخير ، أنيكسا.. و شكرا على الفطائر.  سآكلها كلها ههه !
قالت مبتسمة :
_شكرا عزيزي دالان .. إستمتع بها !
فنطق أكسيل قائلا :
_يجب أن أغادر الآن ، لدي حصص تدريب .

مملـكة داسـين : حكمة أرثـيوس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن