Part 2

29 0 1
                                    

كنت أسكن في حي أشبه بالحي المهجور، أي أن البيوت فيه قديمة جدا لا تعلم أيسكن بداخلها بشر أم لا .
كان يبعد الحي عن وسط المدينة بمسافة ثلاث ساعات، أي أني كنت اسكن في حي كالقرية الصغيرة كان يوجد بالحي مسجد لم يصلي فيه أحد منذ وقت طويل .

كان الهدوء بحينا دائما ما يعم المكان . هدوء مرعب الله وحده يعلم ما الذي سيحدث بعده . لم تكن هنالك حيوانات أو أصوات تدل على وجودها كذلك .
ولكن ما كان يجذب انتباهي كثيرا، هو بيت جميل جدا، بيت أقل ما يقال عنه قصر ، و الغريب في الأمر أن البيت لم يكن يصدر أصواتا ولم يخرج أو يدخل منه شخص من قبل، بالرغم أن أنوار البيت كانت مضاءة.

بعد صلاة المغرب، عندما كنت عائدا إلى المنزل صادفت منار، الفتاة اللي تعرفت عليها سابقا، رأتني ولكنها كانت تتفادى رؤيتي، حتى دخلت في زقاق مظلم، ذهبت ورائها، وحين وصلت الجانب الآخر لم أجدها، علما أن البيت الذي وصفته سابقا يقع بجانب الرواق، فتساءلت: هل من المعقول أنها تسكن في هذا البيت! .

كان عقلي في تفكير دائم، عما حدث سابقا ، لم أستطع ربط الأحداث ومن التعب الشديد نمت مبكرا .

وانا نائم حلمت بطائر أبيض له جناحان كبيران جداً وقدمين . أتى لي وكان يردد مرارا وتكرارا: احذر من شر ما تتعامل معه، ليس كل شيء من الداخل، جميل كما هو بالخارج. ظل يرددها حتى خرج من ورائه قط أسود. مليء بالدم يصرخ للنجدة...
.انتهى الحلم. ..
..
ذهبت إلى منزل أهلي لتناول وجبة العشاء. مكثت معهم قليلا وانا عائد إلى منزلي البائس، أثناء قيادتي في الحارة لاحظت أن المنزل الذي رأيته سابقا لم يعد كما هو، بل تغير كثيرا، سواء لونا أو شكلا، حتى موقعه انزاح قليلا، ولكني أقسم أني رأيت منزلا آخرا مخالفا لهذا بنفس المكان، ما الذي يحدث هنا أكاد أصاب بالجنون.!! عزمت على معرفة من يسكن بهذا البيت وما قصة أهله، هادئين هدوءا مرعبا كهذا...
..
أوقفت سيارتي بجانب سور الحديقة، فتحت البوابة ودخلت، عندما دخلت أصبحت الحديقة أكبر وأصبح الطريق إلى باب المنزل طويلا كثيرا، أمر مريب!، فحجم الحديقة من الخارج لا يتعدى الخمسة أمتار، مشيت حتى تعبت، لم أهتم بتحول المسافة هذا فقد كان هدفي هو الوصول لباب المنزل. وصلت. طرقت الباب فتحت الباب لي فتاة عشرينية ، عيناها كبيرتان بشكل مريب، ملامحها حادة جدا .
فقط فتحت الباب الخارجي وقالت من أنت؟ وماذا تريد، لما أتيت إلى هنا وكيف وصلت من الأساس!؟

قلت : أنا جاركم ..فقط أردت أن أعير انتباهكم لأنوار المنزل الخارجية فهي مفتوحة ليلا، وهي قوية، وهذا يزعجني ولا أستطيع النوم . هل هناك رجل يمكنني التحدث معه؟. قالت لي: يوجد فقط أمي وهي كبيرة بالسن لا تستطيع المجيء فهي نائمة. .
أما بالنسبة للأضواء فنحن نحرص على إطفائها ليلا لكي لا نزعج الجيران، لا أعلم ما تراه ليلا.! .. أما عن كيفية وصولي إليك فقط فتحت باب السور ودخلت ! .

قلت وأنا كلي تعجب من كلامها!: حسنا اأجريتم مؤخرا تغييرا لتصميم المنزل ... قالت لي: لا من سنوات والمنزل بنفس الشكل. صدمني كلامها كثيرا فسألتها: كمْ لكم من سنة تسكنون هنا؟ قالت لي: ثلاثون سنة. هنا كدت أفقد عقلي من كلامها . وأما بالنسبة لضوء المنزل ما يزال مشتعلا ليلا . ولكن أكثر ما دهشني أنهم يسكنون بالحي من ثلاثين سنة، وأنا لم أرى المنزل إلا مؤخرا.

قلت : شكرا لك وآسف على الإزعاج، ظلت تنظر إلي حتى وصلت لباب السور وخرجت، عندما اطلعت على المنزل من الخارج كان بشكله الأساسي. هنا اقتلع الخوف قلبي من مكانه، عدت إلى منزلي أنا خائف من هذا البيت المريب أو بمعنى آخر (المسكون).
..
ولكن الغريب بالأمر كله أن منار لم أعد أراها بعد ليلة أمس، أيعقل أنها بقيت بالمنزل لتختبئ، أيعقل أنها هي من تسكن بذلك المنزل؟.

ملاكي المدنف حيث تعيش القصص. اكتشف الآن