5-الإشتباك قادم لا محالة

592 25 0
                                    

وعذرته لمّا تساقط دمعهُ
ونسيتُ أيامًا بها أبكاني
وأخذته في الحضن أهمسُ راجيًا
جمراتُ دمعكَ أيقظت نيراني
أتريدُ قتلي مرتين ألا كَفى!
فامنع دموعكَ واحترم أحزاني
لا صبرَ لي وأنا أراكَ مُحطمًا
يا مَن يجرحُ دمعهُ أجفاني..

-"كريم العراقي"
                    _________________________

وفاجأه تجد الطمأنينة تتسرب من أيامك رويدًا،لا تعلم ما الذي يحدث،الأشياء التي نألفها متي أصبحت غريية،ولا أحد يفهم مدى الالم سوى صاحبها،وتظل تتساءل لِمَ لا تحافظ هذه الأشياء على سكينتها وطمأنتها الاولى،لِمَ تظهر الوحشية من اعماق أكثر الأشياء طمئنينة،وتنتقل ل مرحلة تشاهد مَن حولك في تعجب،مَن يُفلت يدك على بغته،مَن يدفعكَ للهاوية بدون مبرر،تجد نفسك في طريق،لا يوجد حولك من شخص،ف تكتشف أن الرحلة فردية،وعليكَ أن تضمد جراحك ب نفسك،ان تجبر كسرك،تلملم شتاتك،ان تحتضن نفسك بيديك ولا تنتظر من يبادر،وتسيطر على ارتجافة يدك ب ضمها ب يدك الاخرى،ان تعبر معكَ للضفه الأخرى من الحياه،ولا تنتظر أحد أن يأخذ بيديكَ،الحرية أن تمضي ولا تنتظر احد،وتضع كل شيئ وكل شخص في موقعه المُناسب والصحيح له،ولا مزيد من الأوهام والتوقعات الزائده بل ستتكرم رغما عنك وتنخفض ل أرض الواقع وترى كلٌ بحجمه الطبيعي،ولا يوجد دور الشمعة المنيره للجميع وإرشادهم وتحترق ف تنتظر من يُشعلها من جديد.....

                    *******************************

                    <<ردة فعله مختلفه على غير العاده>>

ثوانٍ مرت في صمت وتين تضع يدها على فمها و رِوان تحاول أن تستوعب ما حدث،وإليَاس يحاول بقدر استطاعته أن يتحمل سخونة المشروب،ف أمسكَ تيشرته قليلا حتى يزيله من فوق جسده بيديه حتي يفصل بين سخونة التيشيرت وجسده، نظرت له وتين وقالت في أسف وهي تكاد تبكي:

_"أنا بجد أسفه والله مكنتش اقصد بجد.."

حتى سألت بكل بلاهه وغباء:

_"حصلك حاجه؟!"

لا يوجد رد حتى قالت له وهي تلتفت حولها لا تعلم ماذا تفعل حتى أخرجت له زجاجة مياه بارده ومحارم ورقيه جافه:

_"طب اتفضل دول طيب اعمل بيهم حاجه علشان السخونيه"

كل ما يحدث وإليَاس يقف ينظر لها ب جمود وهو يستغفر ربه في سره حتى يسيطر على غضبه وهي تنظر له ب خوف من ردة فعله ف جاء اتصال ل وتين من والدها ف شهقت عاليًا وقالت بصوت مسموع:

_"يلهوي يلهوي يلهوي بابا يا رِوان دي المره الخامسة ده هيوءدني يلا بسرعه"

سحبت رِوان وتركت هذا الذي يكاد يحترق مكانه لا بل هو بالفعل مُحترق فعليًا ومجازًا،نظر خلفه مكان ما ذهبت وهو لا يفقه ماذا حدث وهل هذه الفتاه طبيعيه أم لا حتى نظر ل ملابسه ب استياء وقرر تغيير وجهته والرجوع ل السياره ف هذه المعتوهه كما لقبها أنهت له ليلته ب مزاج سيئ،بعد بضع من الوقت وصل إلي عقاره ودلف شقته،استحمّ وبدّل ملابسه،أدى فروضه وجلس يتصفح قليلاً ب هاتفه حتى استلقى على ظهره بعدما اغلقه وأخذ يتذكر ما فعلته به الفتاه اليوم،إليَاس هادئ إلي حد ما وصامت اغلب الوقت ولا يكون مرح الا مع دائرة أصدقاؤه وعائلاتهم،ولكن كما يقولون"اتقي شر الحليم إذا غضب" ف هذا ينطبق عليه لا يرى أمامه من شدة غضبه يذكر مره من المرات التي كان يتجادل فيها مع شخص ما حتى تعدى عليه بالالفاظ ويسيئ ل والديه ف لم يتمالك إليَاس نفسه حينها وأخذ هذا الشخص يتلفظ أنفاسه الأخيرة لولا تدخل الثلاثة شباب خاصته وكانوا يكبلونه حتى يهدأ،لا يعلم ما هذه حالة الجمود التي تلبسته اليوم كان لا يقدر على إلقاء أية كلمه لهذه الفتاه،طباعه لا تدفعه ل يعتدي على سيده قولا أو فعلا ولكن لم يقف جامدًا هكذا مره،برر ل نفسه أن تصرفات هذه الفتاه هوجاء، ونفض عن نفسه هذه الأفكار وأجبر نفسه على النوم حتى ذهب في سبات عميق...

الـدار أمـــانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن