8-تهنئة غير مطلوبة

630 22 0
                                    

أغدًا ألقاكِ؟
وأراكِ بين الحشودِ تنظُري لي

ف ينشق ثُغري ب إبتسامة عيد
ويُحلق قلبي في السماءِ بعيد

أغدًا أحتضنكِ؟
ف يصمتُ العالمُ في حضرَتُكِ

ويرحل الأُناسُ مِن حولنا
ف أنظر ل عيناكِ في هُيام

ف أرى إنعكاسي ب مرآتان
وألمسُ يداكِ المُرتعشتان

ف تسيري في خُطايا ساكنة
وتكوني على دربي آمنة..

-أسـمـاءعبــدالرازق

---------------------------------------

يسير في دربه وحيدًا،لا يكترث ل شيء،يُرافق معه عُزلته،
يسير في الزحام لا يخشى التعثّر،
يسير حاملًا أحزانه وهمومه التي أثقلت كتفيه،
يسير فارغًا غير عابء بالأُناس،
لا يُحدق في مَن حوله،
هو الوحيد في وجود ملايين الأشخاص،
هو الغريب في وطنه ودياره وغرفته،
هو الذي شَاب عُمرًا فوق عمرٍ مما عاش ورأى،
عائدًا لمنزله،ل سجنه الدنيوي،
تنتظره على أعتابه أحلامه الضائعة والذكريات المؤلمة والأشخاص الراحلين،تنتظره الوحدة البائسة،تنتظره الأريكة التي تحمله بأفكاره حتى الصباح ف يعود لها ليلًا وقد أصبح هذا روتينه،يُداوم ب ثبات خارجي وهو الذي يُحارب داخليًا فِكره وعقله وقلبه،هو الذي يُحاول أن يجد مشاعره المفقودة من فترة،ف هو مُحارب أنهكته ساحة الحرب وكُلما مر الوقت زاد غرائمه قوة وتكالبًا عليه،والمؤلم أن غرائمه منه،ف مَن يستطيع انتشاله من هذه البقعة؟أهي مسألة وقت؟أم سيظل هكذا مدى الحياة؟

*****************************

<<استراحة مُحارب،ليُعاود النزول واستكشاف الأمر>>

كان يجلس يتناول فطوره مع خالته وزوجها وأولادها،كان شاردًا حتى قال له "مُوسىٰ" ب نبرة متعجبةوهو يحرك يديه أمام وجهه:

_"مالك يا "إليَاس" سرحان في إيه ومش بتاكل ليه؟"

انتبه له"إليَاس" ف قال ب نبرة هادئة مُنهكة:

_"مفيش يا "مُوسىٰ" أنا كويس مضغوط شوية في الشغل بس"

قال له"مُوسىٰ" مرة أخرى:

_"فيه حاجه حصلت عند الشباب؟،قولي"

نظر له "إليَاس" ثم ابتسم وربّت على كتفه وهو يقول:

_"متقلقش مفيش حاجه والله كلهم بخير"

أومأ له"مُوسىٰ" على مضض وهو يعرف أنه يكذب ولكن لا يريد أن يضغط عليه يريده أن يأتي له من تلقاء نفسه،

أما الآخر جلس يُعيد ما حدث ليلة البارحة وما جعله يغدو شخص آخر غير الذي ذهب لهم،

"كانوا يستمتعون بالأجواء المسيطرة عليهم حتى جاءته هذه الرسالة التي جعلته لا يفقه شيء حوله جلس على الأريكة ثم أخذ يتنفس ب سرعة كبيرة وصدره يعلو ويهبط وهو ينظر للهاتف بيده ف انتبه له الباقي حتى جلس "تيّام" بجانبه وقال له ب تعجب من حالته التي تغيّرت في ثوانٍ:

الـدار أمـــانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن