اتسعت مُقلتاي بصدمة جعلت توازني يختل.
ريوجين في الطابق الثاني تحدق بنا بصدمة صنّمتها.
نظرات أبي نحوي وكأنها مشمئزة مني ثم دفعني ليرطدم ظهري بالباب جاعل ريوجين تهرول للأسفل لتنقذني من جنون أبي الذي لا أعرف سببه.
ألم شديد التقط جسدي عندما شعرت بعامودي الفقري ينكسر تقريباً من قوة الدفعة.
ركضت ريوجين نحوي تضمني في صدرها تحميني من أن يقترب أبي مني مجددا ، تنظر لأبي بغضب يغلي تحت سطحها.
عيون أبي لا تبتعد عني يرمقني بغضب وكراهية.
"لماذا تفعل هذا يا سيدي؟!."
قالت ريوجين بنبرة كادت تصرخ عليه من شدة غضبها.
اخذ أبي خطوة ناحيتنا وقبضتاه مشدودتان بغضب.
"أنتِ أيتُها اللعينة الشمطاء... لماذا لم تخبريني أنكِ تحتفظين بـ صور والدتك!!."
اتسعت مُقلتاي ثم رفعت رأسي من صدر ريوجين
أنظر إليه بانكسار.أبي كان يكره أمي لأنها كانت تعتني بي وتدللني ،
وأبي كان يريد ان يربيني بجمود وجدية
لأكبر وأصلح أن أستلم منه الميراث
وشركته وتكون شخصيتي حادة
لأستطيع التعامل.لكن أمي كانت ترفض بتلقائية وهذا يزيد كُره أبي فيّ وفيها أكثر...
وقد كانا دائماً يتشاجران بعنف شديد لدرجة أنه كان
يضربها ، لكنها كانت تتحمل من اجلي
ومن أجل مستقبلي.لكنها الآن تركتني وحيدة أعاني مع البشر... بل الوحوش.
ثمّ هل دخل غرفتي؟! لماذا؟!.
ريوجين تكتفي بالصمت من شدة صدمتها أنه لا
يسمح لي أن أحتفظ بصور البطن التي انجبتني
للحياة ولولاها لكُنتُ لست هنا.أنظر إليه بألم جارح مُميت من شدة قسوته حتى أنه لا يسمح لي بالاحتفاظ بصورها فقط... هذا قاسي جداً....
استقمت من صدر ريوجين أمسح دموعي بقهر ومرارة وأنظر إليه بجدية ، لطالما ورثت الشجاعة من أمي التي كانت تقف أمامي تحميني من تعنيفه لي في صِغَري.
كَـم عانَيـتِ يا أُمّـي وأنتِ الآن في النّـعيم الدائِم لتلتئِم وتتطَهّر جُروحَكِ من قَسوَة الدُنيا وعذَابِها لكِ يا نَبعَ الحنان.
أخذتُ خُطوَة نحوه ويداي تتشكلان على شكل قبضة مرتجفة من شدة اللحظة.
"أنا مستعدة لأتخلى عن روحي ، حياتي ، جسدي ، سعادتي التي ليست موجودة بتاتاً... لكن الذكرى الوحيدة المتبقية من فراق أعز من على قلبي؟ لا... لست مستعدة لهذا..."