سأُعَلّمُكُمْ كَيْفَ يَكُونُ الْحُبّ

37 14 16
                                    


لا أُعير اهتمامًا لمن لا يُطربُهُ لحنُ غزلي
،ولا أبحثُ عن حشودٍ تصفقُ،فقلبي يبحث عن عشاقٍ يرتشفون عذوبة أحرفي، فمُنىً وُجِدتْ لِعُشّاقِ الكلماتِ العذبةِ، ونبضُ قلمي لا يُطرِبُ إلا القلوبَ المُتَعطّشةَ للحبّ.

أُخْبِرُكُمْ باختصارٍ، أنّ قلبِي مُختطفٌ من قبلِ سارقٍ ماهرٍ، لا يتركُ مجالًا للشكِ، فَهُوَ ليس ملكيَ الآن، بل هو أسيرٌ في قبضةِ من سَحَرَني بكلماتهِ ونظراتهِ.

لا تحاولوا سلبَ قلبي، فهو ليس معي، بل هو مع منْ هَوَى.

فقلبي أسيرٌ لعشقٍ واحدٍ، لا يزحزحهُ إعصارُ ولا تُغريهِ بريقُ عيونٍ، ولا زخرفةُ أقوالٍ

فليُسامحني منْ ظنّ أنّ قلبي مُتاحٌ، فَهُوَ قد حُجزَ لِمَنْ يستحقّهُ، ولنْ أُفصِحَ عن اسمِهِ، فَغَرامُنا سِرٌّ دفينٌ في أعماقِ قلبي.

فَلْيُسامحَني منْ ظنّ أنّني أُغازلهُ، فَكُلّ ما في الأمرِ أنّني أُعبّرُ عن مشاعري تجاهَ ذلكَ السارق!

وإلى ذلك السارقِ، أُرسلُ كلماتي، نغمًا هادئًا يَهمسُ "أنت هِبةٌ منْ إلهي، فكُنْ مُخلصًا، ولا تُفرّطْ بِهذا النّعَمْ"

فَقَلبي مُتيمٌ بك، ونبضُهُ يَرتجفُ عندَ سماعِ صوتِك وأنفاسي تُعانقُ هواءَك، وكأنّها تُلامسُ شمسَك

فَكُنْ لي شمسًا، تُضيءُ عتمةَ أيّامي، وتُدفئُ برودةَ ليالي وَكُنْ لي هبةً منْ إلهي، أُحافظُ عليها، وأُقدّرُها، وأُحبّها

فَهِيَ هِبةٌ لا تُقدّرُ بثمنٍ، وهِيَ أغلى ما أملكُ في هذهِ الدّنيا

وإن كانَ القدرُ قد شاءَ لي أن أُعاني، فسأُحوّلُ معاناتي إلى إبداعٍ يُخلّدُ ذِكرَ حُبِّي.

وَلكُلّ منْ يقرأُ هذهِ الكلمات، أقولُ:

دعوني أُعَلّمُكُمْ مَعْنَى الْحُبّ

دعوني أُعيدُ لِلْكَلِمَةِ "بَحْبك" قَدْسِيّتَها وَعَظَمَتَها

فَقَدْ أَصْبَحَتْ بِمَثَابَةِ "مَرْحَبًا" تَتَردّدُ عَلَى أَلْسِنَةِ النّاسِ

فمعَ الأسفِ، أصبحتْ تُستخدمُ بشكلٍ عشوائيّ ورخيصٍ.

سأُعَلّمُكُمْ كَيْفَ يَكُونُ الْحُبّ

كَنَهْرٍ جَارٍ لا يَنْضَبُ، وَكَشَمْسٍ دَافِئَةٍ لا تَغْرُبُ

كَشَجَرٍ مُورِقٍ لا يَذْبُلُ، وَكَأَرْضٍ خَصِبَةٍ لا تَجْدَبُ

سأُعَلّمُكُمْ كَيْفَ يَكُونُ الْحُبّ

نَارًا تَشْتَعِلُ فِي الْقَلْبِ، وَنُورًا يُنِيرُ الدُّرُوبَ

سأُعَلّمُكُمْ كَيْفَ يَكُونُ الْحُبّ

حَيَاةً بَعْدَ الْمَوْتِ، وَأَمَلًا بَعْدَ الْيَأْسِ

فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَعْرِفَ مَعْنَى الْحُبّ، فَلْيَتْبَعْنِي

وَلْيَسْتَمِعْ لِسِيمْفُونِيَةِ أَحْرُفِي

فَقَلْبِيَ مُتَيّمٌ بِمَنْ هَوَى، وَكَلِمَاتِي لَهُ تُسْرَدْ

وَلِلْمُتَعَلّقِينَ بِهَذَا الْهَوَى، أَقُولُ: عِيشُوا هَذَا الْحُبّ بِكُلّ مَا أُوتِيتُمْ مِنْ قُوّةٍ

فَالْحُبّ هُوَ الْحَيَاةُ، وَالْحَيَاةُ هِيَ الْحُبّ

هَلْ مِنْ مُحِبٍّ يَتَشَوّقُ لِعَذْبِ نَغَمِنا؟

فَهَلْ يَسْمَعُ نَغَمَاتِ عِشْقِنا، وَيَفْهَمُ مَغْزَى كَلِمَاتِنا؟






أميرتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن